كشف الدكتور عبدالكريم مصطفى استشاري الطب النفسي ورئيس مجلس إدارة مستشفى (سيرين) للطب النفسي، وجود علاقة تبادلية بين جلطات القلب والاكتئاب وان كلاهما يؤدي الى حدوث الآخر، مشيرا الى ان هذين المرضين هما على قمة الاعاقة الصحية حسب تقارير منظمة الصحة العالمية، حيث اصبح مرض القلب القاتل الاول، والاكتئاب هو القاتل الثاني، وان هذا الوضع سينعكس على مدى العشر سنوات القادمة ليصبح الاكتئاب في المقدمة وتليه امراض القلب.وقال إن القهر والحزن يسببان الاكتئاب الذي بدوره قد يصل الي درجات مرضية خطيرة قد تودي بحياة المريض، لافتا الى ان كل هذا يؤثر مباشرة على القلب ويسبب اعتلاله بحدوث ضيق في الشرايين القلبية وترسب الكوليسترول وقد يصل الى تكون الجلطات القلبية.وأكد الدكتور مصطفى في تصريح لـ(الايام) ان الأشخاص الذين يشعرون بالحزن والأسى أكثر عرضة للنوبات القلبية التي تؤدي إلى الوفاة عن الأشخاص العاديين، حيث يصاب الشخص الحزين فى البداية بالأرق، وفقدان الشهية وارتفاع مستويات الكورتيزول التي تزيد من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية. وحذر الأشخاص من التعرض للضغط العصبي الشديد وقلة ساعات الراحة والنوم ونسيان تناول الأدوية الطبية المتعارف عليها، مشيرا الى ان ذلك يضع الأشخاص في خطر صحي كبير.وأشار الى ان الحزن يؤثر على الصحة سلبًا ويلعب دورًا كبيرًا في التأثير الجسماني على الإنسان بداية من قدراته المعرفية مرورًا بالجهاز الهضمي حتى طريقة النوم، لذلك علينا الحرص دائمًا على الابتعاد عن مسببات الحزن التي قد تؤدي إلى عدة مخاطر منها: تغيير طريقة التفكير، اذ ان الحزن يسبب اضطراب الذاكرة، ويصعب تذكر الكثير من الأحداث التي وقعت في فترة سابقة، ومن ثم لا يستطيع الإنسان رسم صورة لمستقبله.وذكر أن الحزن يتسبب ايضا في التأثير السلبي على وظيفة الجهاز المناعي ويعاني الناس من مشاكل خطيرة بالجهاز المناعي عقب التعرض للضغط النفسي، ويسوء الحال مع كبر السن ويصبح الجسم غير قادر على التعامل مع ارتفاع الهرمون الخاص بالتوتر بشكل فعال، اذ يمثل هرمون «ديهيدروايبي اندرتيرون» العامل الرئيس وراء ذلك، حيث إنه المسئول عن تخفيف آثار هرمون الضغط ويصل لذروته عند الصغر، ومع كبر العمر ينخفض مستواه، ومن ثم يدمر الكوليسترول الجهاز المناعي ويصبح الإنسان أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين.واضاف «كذلك الأرق واضطرابات النوم أعراض شائعة بين الناس التي تتعامل مع الفجائع، اذ أن أنماط نومهم كانت شديدة الانزعاج، بالإضافة إلى أنه كلما زادت الحركة والتقلب أثناء النوم كلما كانوا أكثر عرضة للوفاة في مراحل مبكرة من حياتهم».الى جانب ذلك، اشار رئيس مستشفى سيرين للطب النفسي الدكتور عبدالكريم مصطفى الى ان الحزن له تأثير مباشر على القلب، لافتا الى انه الموت نتيجة انكسار القلب مشكلة موجودة بالفعل وتسمى بمتلازمة القلب المكسور، وهي خلل وظيفي خطير بالقلب يحدث نتيجة فقد أحد الأشخاص المحببين للإنسان، ويعرف أيضًا بالاعتلال العضلي القلبي، ويشمل آلام الصدر ومشاكل خاصة بتدفق الدم.
مشاركة :