تركيا تأمل في التحول إلى مركز لنقل الغاز عبر مشاريع أنابيب ضخمة

  • 3/22/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تأمل تركيا أن تتحول إلى مركز نقل مهم، انطلاقا من خطي أنابيب جديدين لضخ الغاز من أذربيجان وروسيا إلى أوروبا، إلا أن تحقيق الطموحات المعلنة لا يبدو بسهولة التباهي بإعلانها. وبدأت تركيا وأذربيجان رسميا الأسبوع الماضي بناء خط أنابيب غاز جديد عابر للأناضول بطول 1850 كيلومترا سيضخ الغاز من حقل شاه دينيز 2 الأذربيجاني، ومن المقرر أن ينتهي العمل فيه في عام 2018 على أن يضخ عشرة مليارات متر مكعب من الغاز سنويا للزبائن الأوروبيين وستة مليارات متر مكعب للزبائن الأتراك. وفي الوقت ذاته يجري المسؤولون الروس والأتراك مفاوضات مكثفة للاتفاق على بنود المشروع الجديد لمد أنبوب غاز بين البلدين يمر تحت البحر الأسود. وفيما يدعم الاتحاد الأوروبي أنبوب الغاز العابر للأناضول تقف روسيا خلف مشروع "توركيش ستريم"، أما تركيا فتجد نفسها في موقع استراتيجي مهم في إطار المنافسة بين بروكسل وموسكو على إمدادات الغاز. وتطمح تركيا في أن تحول المنطقة التي تحد اليونان وبلغاريا في غرب البلاد إلى مركز للغاز حيث تلتقي عدة أنابيب لضخ الغاز إلى الزبائن في الاتحاد الأوروبي، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية. ويبدو أن مشروع أنبوب الغاز العابر للأناضول والمدعوم من الاتحاد الأوروبي في طور التنفيذ، إذ إن عائدات الاستثمارات ما بين 40 و45 مليار دولار في حقل شاه دينيز2 الأذربيجاني الضخم تعتمد على أنبوب الغاز. أما مشروع توركيش ستريم فيواجه صعوبات أكثر، ولا يبدو مستقرا حتى الآن. وتدور التساؤلات حول قدرة تركيا على أن تتحول إلى مركز حقيقي للغاز، الأمر الذي يتطلب أكثر بكثير من مجرد إنشاء بنية تحتية من الأنابيب. وفي هذا الصدد يقول إدوارد شو، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، "إنه من أجل التحول إلى مركز للطاقة هناك عديد من العناصر الضرورية، ولا يوجد أي منها في تركيا". وهو يشير إلى غياب نظام مصرفي متمكن دوليا ونظام قانوني محكم لحل النزاعات التجارية العادية فضلا عن منشآت تخزين كافية. "في المقابل تملك تركيا أفضلية من حيث الموقع، فهي تقع على مقربة من دول منتجة للغاز والنفط. لكن التحول إلى مركز يتطلب وقتا"، بحسب قوله. ويدعم الاتحاد الأوروبي بقوة مشروع أنبوب الغاز العابر للأناضول، التي تبلغ تكلفته عشرة مليارات دولار، ودشنه يوم الثلاثاء رسميا كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأذربيجاني الهام علييف. ويأمل الاتحاد الأوروبي أن يساعده هذا المشروع على تخفيف اعتماده على الغاز الروسي. ولكن يقول محللون "إنه سيكون على تركيا زيادة نشاطها لتتخطى الخطة الأولية من 16 مليار متر مكعب في حال أرادت إحداث تأثير رئيسي لمصلحة هدف الاتحاد الأوروبي المتمثل في ايجاد مصادر تموينية أخرى بعيدا عن روسيا برئاسة فلاديمير بوتين". وعلى الأمد الطويل، إذا نجح مشروع أنبوب الأناضول في ضخ كميات أكثر فإن "أهميته الكبرى ستتضح، وهذا أمر من المرجح أن يحصل، ولكن ليس في وقت قريب"، وفق ما يقول لوران روسكاس المستشار في شركة إي إتش إس اإنرجي العالمية. أما فيما يخص مشروع توركيش ستريم، فقد أعلن عنه بوتين في كانون الأول (ديسمبر) الماضي خلال زيارته إلى أنقرة كبديل عن مشروع أنابيب ساوث ستريم ولتخطي أوكرانيا. وحمل الرئيس الروسي الاتحاد الأوروبي مسؤولية انهيار مشروع ساوث ستريم، الذي كان من المفترض أن يصل إلى شاطئ بلغاريا ليغذي جنوب الاتحاد الأوروبي. ولكن يبقى على روسيا وتركيا، ويديران أصلا مشروع أنبوب "بلو ستريم"، أن يتوصلا إلى اتفاق نهائي حول "توركيش ستريم". وفي مقابل موافقتها على مرور الأنبوب، ضمنت تركيا من روسيا تخفيضا بنسبة 10,25 في المائة على وارداتها من الغاز. وأفادت صحيفة كومرسانت الروسية الأسبوع الماضي أن المباحثات النهائية وصلت إلى "طريق مسدود" فيما يخص الأسعار، فيما أصر وزير الطاقة التركي تانر يلديز على أن الطرفين متفقان. وفي هذا الصدد يقول روسكاس "أتوقع أن يحصل هذا المشروع، ولكنه ليس جاهزا للإطلاق حتى الآن، يجب على المجموعتين الروسية غازبروم والتركية بوتاش أن تتفاوضا على اتفاق وتوقعانه". وفور توقيع الاتفاق، ستكون هناك حاجة إلى إرادة سياسية تدعمها إرادة مالية ضرورية لبناء الأنابيب الأربعة التي من شأنها تأمين الكمية المتوقعة المتمثلة بـ 63 مليار متر مكعب، وهي ذاتها التي كان من المتفرض أن يؤمنها مشروع ساوث ستريم. ويقول شو "من الصعب علي أن أتخيل تنفيذ نظام الـ 63 مليار متر مكعب في أي وقت قريب، خصوصا في ظل الضغوط المالية على مجموعة غازبروم الروسية والضغوطات التي تتعرض لها روسيا بسبب العقوبات الغربية على خلفية أوكرانيا". وتجدر الإشارة إلى أن قدرة الأنبوب الواحد على الضخ تصل إلى 16 مليار متر مكعب. وعلى الرغم من الصعوبات، يظهر مشروع توركيش ستريم العلاقة القوية بين روسيا وتركيا. وقد استطاعت الدولتان تخطي خلافاتهما حول الأزمتين السورية والأوكرانية تفاديا لتضرر تحالفهما. وفي حين قد يبدو مشروع الأنبوب العابر للأناضول منافسا لمشروع توركيش ستريم، اتصل أردوغان بالرئيس الروسي بعد الاحتفال بتدشين أنبوب الغاز الأذربيجاني لبحث المشروع المشترك مع موسكو، وفق ما أعلن الكرملين.

مشاركة :