ثلاثية تاريخية غير مسبوقة ل «سيتي» في إنجلترا

  • 5/19/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة: ضمياء فالح كأس إنجلترا هو اللقب المحلي الخامس لمانشستر سيتي من مجموع 6 ألقاب محلية في الموسمين الأخيرين تحت قيادة المدرب الإسباني بيب جوارديولا، الذي جعل الهيمنة المحلية عادة لديه وكل هذا جزء من خطة أكبر تهدف ليس للفوز بالألقاب فقط؛ بل الفوز بها عبر أسلوب لعب جميل ورؤية جيدة. ولم يكن لقب الكأس أمس عادياً، فهو الثالث هذا الموسم، بعد كأس الرابطة ولقب الدوري، وهذا أمر لم يسبق لنادٍ إنجليزي أن حققه في تاريخ كرة القدم الإنجليزية. وحقق سيتي هذه المعجزة في ظرف 4 أشهر بعد حسم لقب الدوري الإنجليزي للمرة الثانية على التوالي، وبعد أن توج الفريق في فبراير/‏شباط الماضي بلقب كأس الرابطة. كما أن سيتي حقق لقبه السادس في كأس الاتحاد، والأول منذ 2011. وتعود طفرة الألقاب في آخر سنتين إلى المدرب الإسباني الرائع بيب جوارديولا. رفض جوارديولا بعد موسمه الأول المتعثر رفع الراية البيضاء أمام الإنجليز، وصمم على تطبيق رؤيته وجعلها واقعاً في سيتي، وفوزه باللقب الثالث المحلي الذي أدخله التاريخ في إنجلترا، وتحقيق فريقه الكثير من الأرقام القياسية أكبر دليل على نجاح فلسفته، فهذه هي أول ثلاثية محلية منذ إنشاء مسابقة كأس إنجلترا. وعلق جوارديولا: «الناس لا تحب الفائزين سواء هنا في إنجلترا أو في إسبانيا أو إيطاليا أو أي مكان في العالم، لكن نحن نشعر بسعادة مشجعينا بما قدمناه هذا الموسم، أشعر بهذه السعادة عندما أجول في شوارع مدينة مانشستر ومن خلال الرسائل التي أتلقاها منهم، يشعرون برضى تام ومذهل». وأكد جوارديولا أن كفاح سيتي ليس ضد منافسيه فقط؛ بل ضد ثقل تاريخ خصومه مثل ليفربول ومانشستر يونايتد. وقال: «ليفربول منذ 29 عاماً لم يحصد لقب الدوري وهذا شيء طبيعي، والناس تنتظر كل عام على أمل الفوز به، ولو فاز ليفربول بلقب هذا الموسم لاعتبرته الصحافة إنجازاً مذهلاً، لكن فوز سيتي به للعام الثاني على التوالي حصل على تعليق: «أوه، حسناً، إنه إنجاز». وتابع جوارديولا: «أعتقد أننا قدمنا موسمين مذهلين وكي تكون الأفضل عليك أن تكرر الإنجاز مستقبلاً، لن أقول إن الأفضل أن نحصل على حقبة مثل حقبة فيرجسون في اليونايتد أو بوب بيزلي في ليفربول في الثمانينات، أعطيكم مثالاً على أهمية ليفربول واليونايتد في وسائل الإعلام: أول خبر في موقع صحيفة ديلي ميل الاثنين الماضي هو نقاش بول بوجبا مع مشجعي اليونايتد في أول ترافورد، وليس أننا فزنا بلقب الدوري الممتاز». وجدد جوارديولا ثقته بإدارة النادي، فيما يتعلق بالتقيد باللعب المالي النظيف وقال: «أعرف جيداً ماذا فعلت الإدارة، وأثق به كثيراً وهذه نهاية الموضوع، أعرف أن البعض ينتظر أن نكون متهمين فوراً، لكننا أبرياء لحين ثبوت التهمة، مانشستر سيتي مستعد لكشف جميع أوراقه ووثائقه وكل ما أبرمه من اتفاقيات». وأكد المدرب بقاءه في النادي بعد إشاعات عن خلافته أليجري في يوفنتوس. وقال: «أنا باقٍ هنا لموسمين آخرين وإذا رغبت الإدارة ببقائي فلن أذهب لأي مكان آخر، فأنا سعيد هنا جداً». واعتذر المدرب عن أي إساءة ربما لحقت بمشجعي ليفربول بسبب نشيد لاعبي سيتي في الحافلة بعد الفوز على برايتون وحصد لقب الدوري الممتاز على حساب ليفربول، وقال: «أتقدم بالاعتذار لأي شخص شعر بالإساءة من النشيد، لم نتعمد أبداً إيذاء أحد ولم نكن نقصد كارثة هيلزبرة ولا الفتى شين كوكس (الذي تعرض لهجوم من ألتراس روما). هل تعتقدون لوهلة أن شخصاً ما يتخيل أننا يمكن أن نفكر في هذه الإساءات لخصمنا؟». ووعد جوارديولا بإجراء بعض التغييرات في فريقه للموسم المقبل، وقال: «المنافسة على المواقع في الملعب سبب للتغيير، يجب أن يقول كل لاعب في فريقي في نفسه: «يجب أن ألعب جيداً، وإلا لن ألعب المباراة القادمة». واعترف جوارديولا بأن لقب أوروبا هو الذي يحتاجه سيتي ليكون من الكبار في المسابقة الأوروبية، وقال: «كي تكون الأفضل يجب أن تفوز بلقب أوروبا، مستوانا في تلك البطولة لم يكن مشابهاً لمستوى الفريق في بقية المسابقات، هناك شيء يجب تصحيحه، وأنا أعترف بذلك؛ لأننا ما زلنا نحلم بحصد لقب أوروبا، فزنا بلقب الدوري بفارق بسيط عن ليفربول ولو كنا فزنا على توتنهام في أوروبا ربما لم نكن لنستطيع التأقلم مع المزيد من الضغوط والمباريات. لا أعتقد أننا كنا سنواصل التركيز على الدوري؛ لأن البطولة الأوروبية صعبة للغاية، وأنت تلعبها بعواطف أكثر من بقية المنافسات لأن هدف واحداً وقراراً واحداً وفرصة مهدرة واحدة تكلفك كثيراً». عزاء وتعويض من جهته قال البلجيكي كيفن دي بروين صانع ألعاب الفريق، إن الفوز في نهائي كأس إنجلترا كان عزاء له بعدما فوت معظم حملة هذا الموسم في الدوري قبل حصد اللقب وقال: «عوض الفوز باللقب الثالث شيئاً من إحباطي، لعبت 10 أو 11 عاماً بلا إصابات ولا بد أن يدفع الجسد ثمناً للمباريات البدنية القوية». وأكد دي بروين أنه لا يتعاطف مع ليفربول الوصيف. وقال: «ما قدمه ليفربول يستحق الإشادة، لكن فوزنا بلقب الدوري يعني أننا أفضل منهم في نهاية المطاف. لا أشعر بالأسى من أجلهم ولا أعتقد أنهم كانوا ليشعرون بالأسى علينا لو فازوا هم باللقب، ولا أعتقد أن أي فريق شعر بالأسى علينا عندما خرجنا من دوري أبطال أوروبا. أعرف جيداً ما يشعر به لاعبو ليفربول، خيبة الأمل وكنا لنشعر بنفس الشيء لو انتهى الحال بنا وصيفاً». وتابع دي بروين الذي كان نجم سيتي في حملة موسم 2017-2018 وأفضل لاعب فيه للعام، لكنه بسبب الإصابة لم يلعب أساسياً إلا في 11 مباراة دوري: «ظننت أن موسمي انتهى عندما تعرضت للإصابة مجدداً أمام توتنهام في أبريل، لكنني عدت وشاركت في مباراة الفوز على برايتون، بالنسبة لي كرة القدم لعبة مشاعر ولا أحب أن يجردها البعض من هذه المشاعر، عندما تفوز تفرح وتحتفل من القلب وعندما تخسر تشعر بالحزن، وهذه هي كرة القدم ولهذا لا أحب التقنية مثل الفار؛ لأنها تشطب المشاعر وتحول اللاعب لروبوت ومثل (السوشيال ميديا) الذي يرصد مشاعر اللاعب ويحولها لمزحة في التعليقات. لاعب اليوم يضطر لكتم مشاعره في الملعب كي لا يقال عنه إنه مرهف الحس؛ لكنه أحياناً لا يستطيع السيطرة على مشاعر الغضب».

مشاركة :