تطبيقات النشاط البدني توفر برامج تدريب كاملة

  • 5/19/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تجلب ثورة الهواتف الذكية موجة من التطبيقات لمساعدتنا على مواجهة أي مشكلة في حياتنا اليومية. ويشمل السوق اليوم تطبيقات نشاط بدني توجه المستخدمين حسب تمارين محددة أو برامج تدريب كاملة. وتمكن القدرة على استخدام هذه التطبيقات كلما أراد المستهلك وأينما كان من إدخال النشاط البدني في جداول المستخدمين الممتلئة بالمشاغل والمهمات اليومية، مع القضاء على الحاجة إلى شراء عضوية باهظة الثمن للتدرب في صالة رياضية. ويوفر المبرمجون العديد من التطبيقات المجانية المتاحة للتنزيل. ويعد تطبيق “كاوتش تو فايف كاي” (من الأريكة إلى 5 كيلومترات) مثالا على ذلك، فهو تطبيق مجاني يمكنه مساعدة المستخدمين على بلوغ مستويات النشاط الموصى بها، (ساعتان ونصف الساعة في الأسبوع على الأقل للبالغين، ومدة 60 دقيقة على الأقل يوميا للأطفال)، كما جاء في إستراتيجية منظمة الصحة العالمية الجديدة المتعلقة بالنشاط البدني. وتقول الباحثة والمتحصلة على ماجستير في فسيولوجيا التمارين الرياضية، كاتي بيكرينغ، في تقرير لها على المدونة المتخصصة في نشر الدراسات التي تعنى بالوقاية من السرطان، (وورد كانسر ريسورتش انترناشيونل) “يقود تطبيق ‘كاوتش تو فايف كاي’ المستخدمين الجدد أو العائدين إلى ممارسة الرياضة، بعد فترة راحة كبيرة عبر برنامج يمتد إلى تسعة أسابيع، يشمل تمارين المشي والركض لمدة 30 دقيقة خلال 3 أيام كل أسبوع. ويزداد مقدار الوقت المخصص للركض تدريجيا ليتناسب مع تحسن مستويات اللياقة البدنية. وعند إكمال البرنامج، يصبح المستخدمون قادرين على الركض المتواصل لمدة 30 دقيقة أو لمسافة 5 كيلومترات مثلما يدل اسم التطبيق”. ويمكن أن يحسن هذا المستوى من النشاط البدني صحة الفرد ويقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وارتفاع ضغط الدم و3 أنواع مختلفة من السرطان، بالإضافة إلى تحسين الصحة العقلية وزيادة الرفاهية اليومية. ومع تعدد التطبيقات المتاحة للتنزيل، يركز البحث على فعالية الإصدار التابع لبرنامج الصحة العامة في إنكلترا “التغيير من أجل الحياة” ضمن هيئة الخدمات الصحية الوطنية، حيث تشير البيانات التي جمعت ضمن نطاق البحث من أكثر من 900 مستخدم (تبلغ أعمارهم 18 عاما أو أكثر) إلى تفاجئ أولئك الذين يستخدمون التطبيق من مستوى النشاط البدني الذي يمكنهم تحقيقه عند الانتهاء من البرنامج، مقارنة بمستوى نشاطهم ولياقتهم قبل استخدام التطبيق. ويؤكد المستخدمون أنهم أحبوا فكرة تمكنهم من اختيار عدد المرات التي يستخدمون فيها البرنامج وقدرتهم على تكرار تمارين منفصلة أو برامج أسابيع كاملة لعدة مرات بقدر ما يرونه ضروريا قبل التقدم. وتوفر هذه النتائج بيانات مفيدة تساعد واضعي السياسات الذين يبحثون عن طرق جديدة لتنشيط الناس، خاصة مع توصيات إستراتيجية النشاط البدني التي وضعتها منظمة الصحة العالمية في أوروبا إلى أن أكثر من ثلث البالغين في المنطقة لا يبلغون مستويات النشاط البدني الموصى بها. ويعاني أكثر من 50 بالمئة من البالغين في 46 دولة (87 بالمئة من المنطقة) من زيادة الوزن أو السمنة. كما تتلاءم مرونة التطبيق مع مختلف الجداول اليومية لمستخدميها وتسمح بإجراء تغييرات في المواعيد بطريقة لا يمكن أن تستوعبها فصول التدريبات ذات الجداول الزمنية المحددة. وتختلف أعمار مستخدمي التطبيق من المراهقين إلى أشخاص في أوائل السبعينات من أعمارهم، مما يدل على قدرته على استقطاب مجموعة واسعة تشمل جميع الأفراد. لكن، تحذر الباحثة بيكرينغ من أن مجموعة التطبيقات على اختلافها لا يمكن أن تكون مناسبة للجميع. ومع ذلك، يبقى النشاط البدني مهمّا في جميع الظروف ويجب أن يتناسب مع قدرة الفرد. في المملكة المتحدة، صممت بعض الحلول لمعالجة هذه القضايا. على سبيل المثال، يتعلم ذوو الاحتياجات الخاصة الذين لا يستطيعون الوقوف كيفية ممارسة التمارين على كراسيهم. ويسمح الحفاظ على مهارات الحركة الوظيفية بعيش حياة مستقلة. ويعد حضور جلسات التمارين أمرا مهما من أجل التنشئة الاجتماعية، وتقليل مشاعر الوحدة عند أولئك الذين لا يغادرون منازلهم بسبب ظروفهم الصحية وتقول الدكتورة صوفي بايتس، من جامعة كامبريدج، إن التطبيق يدرب المتسابقين المبتدئين على الركض المستمر لمدة تصل إلى ثلاثين دقيقة. وكانت هيئة الخدمات الصحية الوطنية قد روجت لهذا المخطط منذ سنة 2010. وتحتل سلسلة التدوينات الصوتية المجانية المصاحبة لها المرتبة الثامنة من حيث الشعبية في المملكة المتحدة على آي تيونز. وكانت بايتس قد أعدت نسخة جماعية من التطبيق للموظفين في المستشفى الذي تعمل فيه. وكانت معدلات الاستجابة إيجابية، حيث اشترك 25 موظفا في البرنامج. وأشرفت الطبيبة آنذاك على جلسة جماعية على مضمار الركض، مرة كل أسبوع، وواصل المشاركون فرديا جلستين خلال بقية الأسبوع. وأكمل 12 موظفا البرنامج، واختار عدد من المشاركين إكمال البرنامج بمفردهم بسبب التزاماتهم المهنية. وفي محاولة لتقدير الفوائد المحتملة، نظمت تقييمات بدنية واستبيانية على متطوعين في بداية وخلال وفي نهاية مخطط التسعة أسابيع. وشاركت ثمانية من المتسابقات المبتدئات (جميعهن من الإناث، وتتراوح أعمارهن بين 24 و56 عاما) في التقييم. ومثّل فقدان الوزن السبب الأكثر شيوعا للمشاركة في البرنامج (75 بالمئة)، وشملت الأسباب الأخرى تحسين اللياقة البدنية (50 بالمئة)، وتحسين الطاقة البدنية (37.5 بالمئة)، وكذلك مكافحة التوتر والإجهاد وتحسين جودة النوم. وأكدت جميع المتطوعات شعورهن بزيادة في نشاطهن البدني الأسبوعي خلال البرنامج. وكشفت 87.5 بالمئة منهن أنهن خسرن بعضا من وزنهن خلال الأسابيع التسعة (متوسط ​​3.2 كيلوغرام). وأبلغت 75 بالمئة عن زيادة في جودة حياتهن اليومية خلال البرنامج (حسب مقياس مؤشرات للرفاهية لمنظمة الصحة العالمية). وشاركت المتطوعات في اختبارات عدو قبل البدء في البرنامج وبعده وتحسن أداء 50 بالمئة منهن في نهاية الأسابيع التسعة. وفي التقييمات القائمة على الاستبيان، أبلغت نصف المشاركات عن تحسن في جودة نومهن وحالتهن الصحية العامة ومستويات طاقتهن. وفي نهاية البرنامج، شاركت مجموعة صغيرة من المتسابقات في سباق 5 كيلومترات محلي مجاني. وشعرت الكثيرات أن البرنامج مفيد وقالت جميع المشاركات إنهن سيشجعن الآخرين على اتباع هذا المخطط. وتقول مشاركة إنها لم تكن تعتقد أنها تستطيع الركض لنصف ساعة متواصلة. وعلى الرغم من أن هذه التطبيقات غير مناسبة للجميع، فقد أصبحت مزاياها واضحة كوسيلة فعالة لإشراك الأشخاص في أنشطة بدنية. وعموما، يجد الأشخاص الأصغر أنفسهم أكثر راحة في استخدام التكنولوجيا والهواتف الذكية. ويعتبر هذا مهما إذ تبين منظمة الصحة العالمية أن 81 بالمئة من المراهقين (الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاما) لا ينشطون كما يجب، في وقت يعتبر فيه الخمول البدني السبب الرئيسي الرابع للوفاة. علاوة على ذلك، يظهر تحليل صدر عن الصندوق العالمي لأبحاث السرطان أن هناك صلة قوية بين ممارسة النشاط البدني وتراجع خطر الإصابة بسرطان الثدي والرحم والأمعاء مع التقدم في السن. لذلك، يمكن اعتبار تطبيقات الهواتف الذكية التي تساهم في حركة مستخدميها فعالة في المساعدة على تخفيف العبء العالمي المتعلق بالأمراض غير المعدية والمزمنة..

مشاركة :