قال 3 مسؤولين عسكريين أمريكيين، إنه لا توجد خطة لشن حرب على إيران، في ضوء تصاعد المواجهات الكلامية بين واشنطن وطهران بسبب برنامج الأخيرة النووي وتدخلاتها التخريبية في شؤون دول المنطقة. ونقلت مجلة «تايم» الأمريكية عن المسؤولين قولهم، الجمعة، إنه «لا توجد خطة فعلية قابلة للتنفيذ، أو أي شيء من هذا القبيل لنشر قوات على نطاق واسع في الخليج». وذكرت المجلة الأمريكية أن المسؤولين العسكريين الثلاثة، الذين لم تسمهم، يشاركون في تخطيط القوات العسكرية والإشراف عليها في المنطقة. وقال أحد الضباط الذين تحدثت إليهم المجلة إن الأمر «يتطلب معرفة ما الحالات الطارئة التي (يجب) أن نتصدى لها». وتساءل: «هل هي قوات إيرانية خاصة أم مليشيات؟ هل هناك أدلة موثوقة تربط أي هجوم بالحكومة الإيرانية بحيث تكون الأهداف داخل إيران شرعية؟». وطلب مستشار الأمن القومي جون بولتون، مؤخرا، خطة لإرسال عدد كبير من القوات البرية والجوية الأمريكية الإضافية إلى منطقة الخليج، وفقا للمسؤولين الثلاثة. وفي 9 مايو الجاري، قدم وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان، وغيره من كبار مسؤولي الأمن القومي، مخططا أوليا لنشر ما يصل إلى 120 ألف أمريكي إضافي في المنطقة، وفقا لمسؤولين اطلعوا على الاجتماع، الذي كان أول من تحدث عنه صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية. وتقول مجلة «تايم» إن عمليات النشر، حتى لقوات محدودة للتعامل مع التهديدات ذات المصداقية، تتطلب ما يسمى «قائمة الانتشار»، التي تتضمن تفاصيل عدة. ومن بين هذه التفاصيل، الوحدات الموجودة، والوحدات الإضافية التي سيتم نشرها أو الاحتفاظ بها كاحتياطي، والمعدات واللوازم التي ستكون ضرورية ومكان انطلاقها وإقامتها وطرق تحركاتها، وتشير المجلة إلى أن إعداد «قائمة الانتشار» لقوات رئيسية قد تستغرق شهورا. ورجح أحد المسؤولين العسكريين الأمريكيين أن أي هجوم على إيران قد ينطوي على مزيج من الضربات الجوية باستخدام ذخائر موجهة بدقة، بالإضافة إلى هجمات إلكترونية لشل شبكة الكهرباء وخطوط أنابيب النفط والاتصالات والنظام المالي في البلاد. وقال أحد المسؤولين: «من المحتمل أن يكون المستجيب الأول هو الجيش أو القوات البحرية أو سلاح الجو أو مشاة البحرية». وكشفت صحيفة «نيوروك تايمز» عن قيام السلطات الإيرانية بإزالة صواريخ مجنحة من بعض قواربها، كان تركيبها على تلك القوارب سببا للتصعيد الأخير بين واشنطن وطهران. ونقلت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الجمعة عن مسؤول في البنتاجون وآخر في الكونجرس تأكيدهما أن القوات الإيرانية أزالت خلال اليومين الأخيرين تلك الصواريخ من متن قاربين تابعين لها على الأقل، في خطوة قد تكون مؤشرا على التخفيف من حدة التوتر في الخليج. وأوضح المسؤولان اللذان طلبا عدم الكشف عن اسميهما لكونهما غير مخولين بالحديث إلى وسائل الإعلام حول الموضوع، أن هذين القاربين يبحران بين مينائي بندر جاسك وجابهار الإيرانيين المطلين على خليج عُمان، ومن غير الواضح كم قاربا لا يزال مزودا بمثل هذه الصواريخ التي رأت فيها الولايات المتحدة خطرا على سفنها الحربية والملاحة التجارية في الخليج. كما أشار المسؤولان إلى رصد خفض وتيرة الاتصالات بين الحرس الثوري الإيراني والفصائل الشيعية المنضوية تحت راية «الحشد الشعبي» في العراق في الآونة الأخيرة، لكن هذه الاتصالات لم تتوقف.ودفعت هذه المعلومات، بالإضافة إلى دخول مدمرتين أمريكيتين مياه الخليج عبر مضيق هرمز قبالة سواحل إيران من دون وقوع أي حوادث، دفعت بعض المسؤولين في واشنطن إلى استنتاج أن الإجراءات الأمريكية الأخيرة في الخليج نجحت في «ردع خطر الهجوم الإيراني المحتمل على قوات الولايات المتحدة»، بحسب الصحيفة. وأطلعت إدارة الرئيس «دونالد ترامب» قادة الكونجرس على هذه المعلومات الجديدة أثناء إحاطة عقدت أمس وراء الأبواب المغلقة. وقال مشرع جمهوري بارز، الجمعة، إن السبب وراء تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط بين واشنطن وطهران كان محددا للغاية، ويتضمن احتمال خطف وقتل جنود أمريكيين. وأضاف النائب عن ولاية تكساس مايكل ماكول، الجمهوري البارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، لصحيفة «يو إس إيه توداي»: «إلى الحد الذي يمكنني مناقشته، فإن معلومات مخابراتية» دفعت وزارة الدفاع (البنتاغون) بمجموعة بحرية ضاربة إلى الشرق الأوسط. وأوضح ماكول إن مسؤولي المخابرات الأمريكية علموا أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس، الذي يخوض حروب إيران بالوكالة في المنطقة، التقى المليشيات الإيرانية، وقال: «نحن نستعد لخوض حرب بالوكالة واستهداف الأمريكيين». وذكرت «يو إس إيه توداي» أن «الرسالة نفسها سُلمت إلى مليشيا حزب الله، وهي جماعة إرهابية ترعاها إيران».
مشاركة :