الخرطوم – الوكالات: أعلن المجلس العسكري الانتقالي في السودان امس استئناف مفاوضاته مع قادة الاحتجاج الأحد، فيما تظاهر مئات الإسلاميين في الخرطوم رفضا لـ«تجاهل الشريعة الإسلامية». وأشار بيان للمجلس العسكري الانتقالي إلى «استئناف التفاوض مع إعلان قوى الحرية والتغيير غدا (الأحد) بالقصر الجمهوري». وكانت مفاوضات بين العسكريين وقادة الاحتجاج أحرزت تقدّمًا مهمًّا منذ الإثنين، لكنّ أعمال عنف وقعت في اليوم نفسه في محيط موقع الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش أودت بحياة خمسة متظاهرين وضابط جيش. والاثنين، تم الاتفاق على فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات وتشكيل ثلاثة مجالس للسيادة والوزراء والتشريع لحكم البلاد خلال هذه الفترة. إلا أن رئيس المجلس العسكري الفريق عبدالفتاح برهان علّق الأربعاء المباحثات مدة 72 ساعة، معتبرا أن الأمن تدهور في العاصمة حيث أقام المتظاهرون متاريس في شوارع عدة، ودعا إلى إزالتها. والأربعاء، وقع اطلاق نار مجددا في محيط موقع الاعتصام، ما أدى إلى إصابة ثمانية أشخاص بجروح، بحسب لجنة الأطباء المركزية التابعة لحركة الاحتجاج. وبدأ اعتصام أمام المقر العام للجيش في وسط العاصمة في السادس من أبريل استمرارا للحركة الاحتجاجية التي انطلقت في كانون الأول/ديسمبر للمطالبة برحيل البشير، وقد أزاحه الجيش بعد خمسة أيام. ومذّاك، يطالب المتظاهرون المجلس العسكري بتسليم السلطة لحكومة مدنية. من جهة أخرى قال مراسل فرانس برس إنّ الساحة المقابلة لحدائق القصر الجمهوري في الخرطوم «امتلأت بمئات من الإسلاميين وانصار تطبيق الشريعة الإسلامية الذين افترشوا الأرض» بانتظار «أذان المغرب للإفطار». وكانت مجموعة من الأحزاب والحركات الإسلامية دعت إلى التظاهر ضد الاتفاق بين المجلس العسكري وتحالف «قوى الحرية والتغيير» الذي يقود حركة الاحتجاج في وسط الخرطوم، بحجة أنه «اتفاق اقصائي» و«يتجاهل تطبيق الشريعة الإسلامية»، وفق ما قال قياديان إسلاميان. وقال الطيب مصطفى، رئيس تحالف 2020 الذي يضم عدّة أحزاب وحركات تؤيد اعتماد الشريعة في القانون وتناهض الأفكار العلمانية وبينها حزب المؤتمر الشعبي الذي كان في الماضي متحالفا مع الرئيس المعزول عمر البشير، إن «السبب الرئيسي لرفض الاتفاق أنه تجاهل تطبيق الشريعة الإسلامية... منتهى اللا مسؤولية (...)، واذا تم تطبيقه فسيفتح أبواب جهنم على السودان». ولا يشكل الإسلاميون جزءا من القوى السياسية التي تجتمع ضمن «تحالف قوى الحرية والتغيير» الذي يتفاوض مع العسكريين حول المرحلة الانتقالية. وقال مصطفى «هذا حراك ضد الديكتاتورية المدنية الجديدة بعد أن سرقت قوى الحرية والتغيير الثورة في وضح النهار». من جهته، قال الأمين العام لتيار نصرة الشريعة في السودان محمد على الجيزولي إن الدعوة هي «لرفض الاتفاق الثنائي باعتباره اتفاقا اقصائيا» لا يشمل كل القوى السياسية. وحمّل المتظاهرون قوّات الدعم السريع شبه العسكرية مسؤوليّة ما حدث، لكنّ برهان قال «كان هناك عناصر مسلحة بين المتظاهرين أطلقوا النيران على قوات الأمن». إلا أن الفريق محمد حمدان دقلو قائد قوّات الدعم السريع الشهير بـ«حميدتي» ونائب رئيس المجلس العسكري أكد امس القبض على الجناة. وقال في تصريحات بثّها التلفزيون الرسمي خلال إفطار مع قيادات دارفور «اتهموا الدعم السريع باطلاق النار على المعتصمين والحمد لله الان تم القبض على الجناة الذين ضبطوا داخل مباني جامعة الخرطوم وسجلوا اعترافات قضائية وخلال ساعات سيتم عرضهم على وسائل الاعلام». الى ذلك كشفت وسائل إعلام سودانية إحباط محاولة انقلابية جرت في الساعات الأولى من صباح امس. وذكر موقع «النيلين» الاخباري السوداني على موقعه الإلكتروني أن محاولة الانقلاب دبرت بواسطة ضباط تمت إحالتهم إلى التقاعد من الجيش والشرطة بعد نجاح الثورة السودانية. وكان المجلس العسكري الانتقالي، أصدر قرارًا يوم الأحد الماضي بإعفاء عددٍ من قادة الشرطة في أكبر حركة إعفاءات تشهدها تلك المؤسسة الأمنية.
مشاركة :