في أجواء الشرق الأوسط المشحونة بالإرهاب والتطرف، والعجز أيضًا، من الجماعات التكفيرية القاتلة، والفوضى العارمة والمخيفة في دوله، والفعل الإيراني الممتد تخريبًا في مساحاته، فيما طهران تسعى إلى قنبلة نووية. وخلافًا لكل التوقعات التي سبقت الانتخابات، أعلن نتنياهو فوزه، وأصبح الآن في موقع يسمح له بتشكيل الحكومة المقبلة لولاية ثالثة على التوالي، والرابعة إذا أضيفت فترة ترؤسه الحكومة بين العامين 1996 و1999. حكومة يمينة خالصة. و أعلن حزب الليكود في بيان، أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو يأمل بتشكيل حكومة جديدة خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من الانتخابات التشريعية التي انتهت بفوزه. ويسعى بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة من الأحزاب اليمينية والدينية تستند إلى 67 نائبًا، كلها تعارض الانسحاب إلى حدود 67 وستكون أول حكومة يمين بحتة تُشكل في إسرائيل منذ عام 99. في ظل توتر العلاقة بين نتنياهو والبيت الأبيض، فيما يخشى مقربون من نتنياهو أن تبادر واشنطن إلى طرح خطة سلام لربما عبر مجلس الأمن. كان الجمهوريين هم أول من هنأ بنيامين نتنياهو في الولايات المتحدة على فوزه في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية، بعد أسبوعين على إلقائه خطابًا أمام الكونغرس أثار جدالاً حادًا بين الأمريكيين، وتحديدًا ما خص به الاتفاق النووي مع إيران الذي تجري مفاوضات دولية تقودها واشنطن للتوصل إلى اتفاق مع طهران، وصفها نتنياهو نفسه، بالسيء، والسيء جدا. المرشح شبه الرسمي إلى الرئاسة الأمريكية جيب بوش - والقريب منها - وجه التهاني إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على إعادة انتخابه، قائلاً: «إنه قائد حقيقي وسيواصل ضمان أمن إسرائيل وقوتها». السيناتور الجمهوري بوب كوركر رئيس لجنة الشؤون الخارجية قال: إن «الديموقراطية الأقدم والأكثر استقرارًا في الشرق الأوسط أجرت مجددًا انتخابات حامية وستشكل حكومة جديدة بصورة سلمية». أعضاء الكونغرس الأكثر محافظة والمعادون للرئيس الأمريكي باراك أوباما قاموا جميعًا بتهنئة نتنياهو، فيما يشبه انتقادًا مبطنًا إلى الرئيس الديموقراطي الذي تربطه علاقات سيئة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي. وبنيامين نتنياهو، الذي فاز في الانتخابات التشريعية، قال فورًا أنه لا يرى «أي بديل للتعاون» بين الولايات المتحدة وإسرائيل. على الرغم من «الخلافات» في العلاقات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما «نعمل معًا». وإنه «ليس هناك بديل، ونحن حلفاء». فوز نتنياهو يأتي في تل ابيب نصرًا للتيار اليمينى، وهو تيار أقرب للتشدد في موضوعات الأمن والسياسات الخارجية والعلاقات الإقليمية، وليس مهتمًا حتى الآن بوجود سلام، فيما يقابله طرف ضعيف ومنقسم، الجانب الفلسطيني، الذي تعصف به خلافات ثنائية حادة وصلت لأعمال عنف واتهامات شديدة القسوة بين أطرافه وفصائلها وبشكل أوضح منظمة التحرير الفلسطينية وحماس في غزة بحكومتها المقالة.الاتجاه إلى تشكيل حكومة يمينية خالصة في إسرائيل، تأكيد آخر على عنوان التطرف الذي أصبح سمة للشرق الأوسط، من التطرف الحكومي هنا، إلى التطرف الإرهابي هناك. نتائج توكد أيضًا، أن المنطقة ليست مقبلة أو موعودة بشيء آخر غير التطرف، تطرف في مواجهة تطرف آخر، أو لنقل تطرفًا كردة فعل لتطرف مضاد أو مقابل، ردة فعل، يتبعها فعل تدميري.. الخطر أن يكون شاملا في منطقة لم تتعرف على الاستقرار في تاريخها الحديث.. وقد لا تعرفه لوقت ليس بالقصير أبدًا..
مشاركة :