شكّلت جدارية «جدة وأيامنا الحلوة» موقع جذب للتعريف بتراث الآباء والأجداد، ضمن فعاليات مبادرة مسك جدة التاريخية، التي يُنظّمها مركز المبادرات في مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز (مسك الخيرية). حيث نجحت الجدارية في تعريف الأجيال الجديدة خصوصًا، والزوار عمومًا، بتراث جدة القديم، وبين أزقة المنطقة التاريخية، يزداد البحث عن ذلك التراث الذي ترجمته جدارية جدة، على شكل أعمال تشكيلية تبرز نمط الحياة، والعادات، والتقاليد، والبناء التي سادت المنطقة، وتحمل بين جنباتها الكثير من الذكريات. وتمزج 200 لوحة تشكيلية بين الفن وحكاية التراث في سور جدة القديمة، الذي كان يحيط بالمدينة منذ القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي) حتى منتصف القرن الرابع عشر الهجري (العشرين الميلادي)، وبُنِي بأمرٍ من قنصوة الغوري آخر سلاطين المماليك البرجية عام 917 هـ، وتم هدمه في منتصف القرن التاسع عشر في العام 1947. وكل لوحة من المائتين لها حكايتها الخاصة وتفاصيلها التاريخية، التي رسمت من قبل فنانين عالميين لتوثّق تاريخًا من مراحل منطقة جدة التاريخية عبر التاريخ، فإحداها تتحدث عن ميناء «باب البنط» الذي غادر منه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود- طيَّب الله ثراه- في عام 1945 منه إلى مصر للقاء الملك فاروق، وعاد في نفس المسار عبر البحر، وكان شاهدًا على تاريخ التجارة القديمة الواردة من الصين والهند إلى جدة. ومن اللوحات التي لَفَتت زوار (مسك جدة التاريخية) لوحة حمَلت تفاصيل وصول واستلام «كسوة الكعبة»، والتي كانت تمرّ من جدة قبل قرن من الزمن. ورأى مدير الجدارية، فهد العيسى، أن اللوحات ساهمت في إضفاء مزيد من المعرفة التاريخية بطريقة مختلفة وغير تقليدية، وأضاف قائلًا: «إنَّ كثافة الزوار التي تشهدها الجدارية تأتي للتعرف على تاريخ الآباء والأجداد مختصرة كلّ ما ورد في بطون كتب التراث». وتابع أنَّ «جدارية جدة وأيامنا الحلوة» تحتوي الكثير من اللوحات الفنية العالمية التي تحكي حياة الناس في تلك الحقبة الزمنية والعادات والتقاليد التي تمثّل في جوهرها العام «الإرث التاريخي لجدة القديمة».
مشاركة :