حشد رئيس حزب "الرابطة" اليميني المتطرف، في معقله في مدينة ميلانو الإيطالية، ممثلي أحزاب قومية أوروبية، قبل أسبوع من الانتخابات الاوروبية. لكن زخم التجمّع ضعُف، بعد استقالة هاينز كريستيان شتراخه، زعيم "حزب الحرية" النمسوي اليميني المتطرف، من رئاسة الحزب ومنصبه نائباً للمستشار، بعد اتهامه بمحاولة التآمر مع امرأة روسية عام 2017، لنيل تمويل في مقابل صفقات. تأتي هذه الفضيحة في توقيت سيء لسالفيني وحليفته الرئيسة مارين لوبن، رئيسة حزب "التجمّع الوطني" اليميني المتطرف في فرنسا. ولم تعلّق لوبن على الفضيحة، بكتفية بالقول إنها "قضية نمسوية داخلية". وأشادت بـ "تجمّع ودي" في ميلانو "للوطنيين وأمم أوروبا". ويعتزم سالفيني ولوبن إرساء تحالف بين 12 حزباً قومياً، تركّز على الهوية الوطنية، على رغم تباين مواقف هذه الاحزاب من مسائل، بينها الانضباط في مستوى الموازنة وتوزيع المهاجرين الموجودين في دول الاتحاد الاوروبي. ويستهدف لوبن وسالفيني جعل كتلة "أوروبا الأمم والحريات" التي تضمّ "الرابطة" و"التجمّع الوطني" و"حزب الحرية" النمسوي وحزب "مصلحة الفلامنك" الهولندي، ثالث تكتل في البرلمان الاوروبي. وهذه مرتبة ينافس عليها أيضاً "تحالف الديموقراطيين والليبراليين من أجل أوروبا" الذي يمكن أن يضمّ النواب الفرنسيين من تيار الرئيس إيمانويل ماكرون. سالفيني الذي يشغل منصبَي نائب رئيس الحكومة ووزير الداخلية في ايطاليا، قال: "ساعدونا كي نصبح الحزب الأول في أوروبا لاستعادة مفاتيح بيتنا. الانتخابات الاوروبية هي استفتاء بين الحياة والموت وبين الماضي والمستقبل وبين أوروبا حرة ودولة إسلامية تقوم على الخوف". وأضاف مدافعاً عن مرونة في مستوى الموازنة: "أعتقد بأن الأرقام الجديدة للبرلمان الأوروبي والتوازنات الجديدة في المفوّضية، ستتيح تغيير القواعد التي تخنق الاقتصاد". أما لوبن فاعتبرت ان "الاتحاد الأوروبي هو نظام سجون مناهض في شكل عميق للديموقراطية، وحصيلته مروّعة". وعلّقت على قول ماكرون ان النواب الأوروبيين في حزب "التجمّع الوطني" "انتهت ولايتهم" وأن حصيلتهم جاءت "كارثة على البلاد وأوروبا"، مؤكدة ان حصيلة حزبها "رائعة". وتابعت: "منحنا، مع حلفائنا، الشعب إمكان إعادة توجيه البناء الأوروبي". ورأت أن "حصيلة الكتلة التي ينتمي اليها رئيس الجمهورية مروّعة، إذ أن تحالف الديموقراطيين والليبراليين من اجل أوروبا كان الكتلة الأكثر حماسة لفتح حدودنا للهجرة المكثفة وللدفاع عن الليبرالية المتوحشة التي ضحّت باقتصادات بلداننا، والأكثر حماسة في مواجهة كل نظام حماية اجتماعية". وأضافت: "أجد سلوك ماكرون بالغ الخطورة. بخروجه عن وظيفته رئيساً للجمهورية، انتهج سلوكاً مناهضاً للجمهورية، كما انتهك في الوقت ذاته نصّ الدستور وروحه". واعتبرت أن عليه الرحيل إذا لم يفز في الانتخابات الأوروبية. وتظهر استطلاعات للرأي أن حزب "الرابطة" سينال 26 مقعداً في البرلمان الأوروبي (بزيادة 20 مقعداً) و"التجمّع الوطني" الفرنسي 20 مقعداً (بزيادة 5 نواب) وحزب "البديل لألمانيا" 11 مقعداً (بزيادة 10 مقاعد).
مشاركة :