ظن «أبوالغيط» أن قتله حمارته سيمر مرور الكرام، وأن زوجته ستكتفى بما قالته من شتائموسباب له، بعدما ضرب حمارته بالرصاص، جره من قدميها وألقى بها بجوار المصرف، وجلس حزينا على «المصطبة»، لم يكن يعلم أن زوجته ذهبت تشتكيه فى «نقطة الشرطة» على أطراف القرية وتتهمه بقتل الٍحمارة، وفجأة وجد أمامه «بوكس الشرطة» والعساكر تجره من جلبابه، وهو يصيح: «أنا قتلت حمارة مش بنى آدمة.. هو القانون بيعاقب على قتل الحمير من إمتى »، حينما وصل أبو الغيط«نقطة الشرطة» وجد زوجته هناك فقال: «إنتى بلغتى على يا ولية.. يا ريتنى كنت قتلتلك إنتى وخلصت منك»، أدخله العسكرى مكتب ضابط النقطة وقبل أن يسأله قال أبوالغيط: «يا باشا أنا اللى قتلت الحمارة ومش ندمان ولو رجع بيا الزمان هقتلها تاني.. إزاى حمارة أبوالغيط تسيبه وتمشى وتبات فى بيوت الناس.. إحنا غلابة أى نعم يا بيه لكن الشرف عندنا أهم شىء، وأنا مكنش ينفع استنى لما الفلاحين تعايرنى بالحمارة »، تعجب الضابط من حديثه، وقال له: «حمارة إيه يا مخبول إنت، أنا مش جايبك هنا علشان موضوع الحمارة، إنت هنا علشان حيازة بندقية بدون ترخيص.. بندفيتك دى ولا لأ اللى مراتك جابتها »، عدل أبوالغيط جلبابه من الشد والجذب ثم عدل الطاقية وقال فى ثبات للضابط: «من ناحية البندقية فهى بتاعتي.. أما اللى حصل معايا وغلطك فيا مش هيعدى على خير.. أنا رجل كبير وولادى زمايلك ياباشا»، هدأ غضب الضابط وخفضت نبرة صوته وقال: يا عم أبوالغيط ولاد حضرتك ماسكين فين، وطالما زمايلى يبقى أكيد عارفين إن القانون ما بيسمحش بحيازة سلاح بدون ترخيص»، اتفضل اقعد يا حاج أبوالغيط نعمل المحضر، جلس أبوالغيط، وقال للضابط: «يا بيه أنا مش هتكلم إلا قدام عيالى علشان ما أبصمش على شىء ما قريتهوش»، رد الضابط: «وهو ده معقول أضرك إنت أبوزمايلى وده إجراء لازم ناخده وعلى العموم قولى هم فين وأنا اتصل بيهم أو ابعت أجيبهم»، قال أبوالغيط بتكبر الكبير ضابط أمن على تلاجة الفراخ اللى فى أول البلد، والصغير على البنك فى البندر وقبل أن يكُمل أبوالغيط حرف «الراء»، كان الضابط قد انفجر بالضحك.. وأبوالغيط ما زال يتكلم: «إيه يا بيه حضرتك مش مصدق علشان أنا رجل متواضع، أنا عمرى فى حياتى ما اتكلمت عن عيالى ولا دخلتهم فى مشاكلي، بس إنت اللى خلتنى عملت كده، مفيش حد فى الناحية كلها ما يعرفش أبوالغيط، لكن المسامح كريم وإنت زى عيالي، ولو خايف من مجيتهم أنا.. هاخد البندقية والولية ويا دار ما دخلك شر»، ضحك الضابط، وقال للعسكرى اكتب يا بنى يُعرض المواطن «محمد أبوالغيط» على مستشفى الأمراض العصبية للإفادة عن سلامة قواه العقلية.
مشاركة :