حقائب الخير.. تقليد يكرس التراحم والتسامح خلال رمضان

  • 5/20/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: مها عادل خلال أيام شهر رمضان الفضيل، يسارع الجميع من كبار وصغار إلى عمل الخير بكل أشكاله، فهناك من يختار التبرع بالمال والتصدق لمساعدة المحتاجين، وهناك من يحث أطفاله على التطوع والمشاركة في حملات إفطار الصائم المنتشرة في كل أرجاء الدولة، وتجتمع مجموعة من السيدات لتوزيع أطباق الطعام على العمال أو المحتاجين الموجودين في محيطهن اليومي. لكن هناك أيضاً أفكار تتشاركها مجموعات من العائلات لتنفيذها في المنازل، مثل تجهيز حقائب الخير الرمضانية، والتي تعتبر نموذجاً متميزاً للجهود الفردية لعمل الخير. في السطور التالية نتعرف عن قرب إلى تجارب بعض هذه العائلات. تحدثنا سهى صديق عن تجربتها في إعداد حقائب رمضان، وتقول: هذه هي المرة الأولى التي أشارك في عمل جماعي منظم للخير، واتفقت مع مجموعة من صديقاتي على إعداد قائمة بمن نعرفهم من المحتاجين الذين نلتقيهم في تعاملاتنا اليومية، ووصل العدد إلى 25 شخصاً، وأعددنا قائمة بالمشتريات اللازمة في شهر رمضان مثل الزيت والسكر والشاي والأرز والمكرونة والعدس وبعض المكسرات والتمر، وقبل حلول شهر رمضان قسمنا أنفسنا إلى مجموعات، الأولى ترصد أماكن التخفيضات في الأسواق، وتشتري المستلزمات، والثانية تجتمع في منزل إحدى الصديقات، وتجهز الحقائب وتزينها من الخارج ثم نوزعها. وتروي لنا سلمى محمود دورها في هذا المشروع الخيري التطوعي قائلة: هذا هو العام الثاني الذي أشارك فيه بهذا العمل الخيري مع جاراتي في البناية، وأعتقد أن النساء بشكل عام هن الأنسب لفعل هذا النشاط، فهن أدرى باحتياجات الأسرة من السلع المتنوعة الأساسية في رمضان، ولذا فهن يستطعن وضع قائمة عملية تشمل أهم هذه الاحتياجات، كما أنهن يدركن من يكون في حاجة إلى مثل هذه المساعدة، فهناك عائلات بسيطة متعففة لا تطلب شيئاً، ولكننا نتعامل معها يومياً، وبذلك نستطيع تقديم المساعدة لهم بصورة لا تجرح إحساسهم، وهناك عمال بسطاء يؤدون أدواراً على هامش حياتنا، ويكون الشهر الكريم فرصة لكي نساعدهم ونخفف عنهم بعض أعباء الحياة. ولأننا مجموعة من الصديقات والجارات جمعنا هذا العمل الخيري، وجعلنا نوطد علاقتنا بشكل أفضل، فهو يدفعنا للتعاون في البر والإحسان ونشر روح المحبة بين كل الجنسيات والأعمار، فلا نفرق بين أحد من المحتاجين. وتضيف: تلخص دوري في بداية المشروع في وضع قائمة بمحتويات حقائب رمضان، وحرصت على أن يوجد بها مواد متنوعة، وأن أضع أيضاً بعض مكونات المشروبات الجافة مثل الكركدية والتمر الهندي التي تكون منعشة في الجو الحار، إضافة إلى التمر والبقوليات بأنواعها، وأهمها الفول والعدس، وهي مكونات تساعد على تقديم وجبات كاملة، وتقدم العناصر الغذائية اللازمة. أما دعاء حسين، فتخبرنا عن سبب تبنيها لفكرة حقائب الخير، وتقول: مع بداية الشهر الكريم أحرص على تعليم أبنائي عادات تتسم بالروحانية والسمو والإيثار، وأحثهم على التبرع بملابسهم وألعابهم للأيتام، وتعليمهم فوائد الصدقة، وأن يبذلوا الجهد في سبيل إيصالها لمن يستحقها، لذلك تشاركت مع أبنائي الأربعة في عمل مشروع حقائب الخير، وبحثت ابنتي الكبرى عبر الإنترنت عن أهم الأغذية التي يحتاج إليها الصائم، وذهبنا جميعاً إلى سوق الجملة، واشترينا كميات من البقالة الجافة والمعلبات والتمر والمكسرات، وجهزنا بعد ذلك الحقائب، ثم اشترك زوجي معنا في توصيلها، وحملنا الحقائب في السيارة، ووزعناها في محطات البترول وأمام المسجد. أما جلال إبراهيم، فيؤكد أهمية التكاتف في الأنشطة الخيرية في رمضان. ويقول: أحاول دائماً أن أشرك أبنائي الثلاثة في مثل هذه الأنشطة لأعلمهم السعي لإدخال السرور على الفقراء والمحرومين. وكنت أطلب من أبنائي أن يضيفوا ما يفضلونه من حلوى وشوكولاتة ومأكولات إلى مكونات الحقائب الرمضانية حتى يسعدوا بها أطفالاً آخرين، ويتصدقوا بما يحبون، واجتمعت معهم ومع أبناء أخي لتنفيذ هذه المهمة، وكنت سعيداً عندما وجدتهم يختارون أفضل الأشياء لوضعها في الحقائب الرمضانية، ويبذلون الجهد في الشراء وحمل الأشياء وتوزيعها والبحث عن المحتاجين في محيط حياتهم اليومية. وأعتقد أن ذلك جعل شخصيتهم تتطور بشكل أفضل، ويزيد من شعورهم بقيم المحبة والتسامح والمسؤولية المجتمعية.

مشاركة :