في هذا الشهر المبارك تحقق مملكة البحرين إنجازا عالميا جديدا في مجال الإقرار بتميز سياسات التنمية الصحية المستدامة المطبقة في البلاد، حيث وجه الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية دعوة إلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء أطال الله في عمره، لحضور جمعية الصحة العالمية الثانية والسبعين لتكريم سموه كقائد عالمي وله إسهامات عظيمة في مجال الصحة، بما لدى سموه من رؤى وأفكار وما يحمله من سياسات ومبادرات وما حققه من نجاحات وإنجازات لتكون نماذج لدول العالم أجمع، وذلك في العشرين من مايو 2019م، والذي سيعقد بمقر المنظمة في قصر الأمم المتحدة بجنيف، بحضور رؤساء دول وحكومات ووزراء الصحة من الدول الأعضاء في المنظمة. وقد جاء اختيار المنظمة لسمو رئيس الوزراء بعد متابعة دقيقة لما يشهده ويحرزه القطاع الصحي في مملكة البحرين من تطور متواصل وتقدم مشهود، يستحق أن يكون نموذجًا تستفيد منه دول العالم اجمع. كما ان هذا التكريم الذي يعد سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ المنظمة، يعبر اصدق تعبير عن إقرار منظمة الصحة العالمية بأن سموه واحد من جيل القادة التنفيذيين العظام ورمز من أبرز الرموز الإقليمية والعالمية المرموقة، الذين تركوا بصماتهم على مختلف مناحي الحياة في بلدانهم وفي محيطهم الإقليمي والعالمي، وهذا ما صرح به المدير العام لمنظمة الصحة العالمية خلال لقائه مع صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة في شهر نوفمبر الماضي، حيث قال «إنه لشرف عظيم أن أحظى بمقابلة سموكم، وأشكر لكم قيادتكم ودعمكم لجهود مملكة البحرين في القطاع الصحي، فالبحرين أصبحت من النماذج الناجحة في هذا المجال، وإننا نود في منظمة الصحة العالمية أن ننقل تجاربكم المتميزة لتستفيد منها الدول الأخرى، وذلك تتويج للدور الكبير لسموه في التنمية المستدامة التي تشهدها المملكة، وحرصه الشديد على الارتقاء بالوطن والشعب في جميع المجالات، فهو قائد سخي مثابر معطاء، لا تحده حدود في خدمة شعبه وأمته والإنسانية جمعاء، لذا حظي بأروع مظاهر الاحترام والتقدير من قادة دول العالم أجمع باعتباره رجل بناء، حر الإرادة، ومستقل الفكر، وواضحا في أهدافه، وصادقا في مراميه، لا يجامل في مصالح وحقوق بلاده وأمته، يمد يده للصداقة الصادقة حيثما تكون ويعظم مواقف الأصدقاء التي لا رياء فيها ولا تراجع عنها مهما كانت صغيرة. فحظي بالتكريم والتبجيل، وسعت اليه المنظمات والمؤسسات الإقليمية والدولية، حكومية وخاصة، لتتشرف بمنحه جوائزها وأوسمتها، فقبوله لتلك الأوسمة والجوائز والشهادات والتكريمات هو تكريم وإعلاء شأن لمانحيها قبل أن تمنح الممنوح مزيدا من الضوء، يضاف إلى ضوئه الذي يملأ الآفاق وهجا ونورا، لا بل إنها مسؤولية مضافة يحملها سموه على عاتقه لتقديم المزيد من العطاء والجد والمثابرة لخدمة شعبه وأمته والعالم، فانهالت عليه العديد من الجوائز الدولية في مجالات البناء والتنمية، منها جائزة الشرف للإنجاز المتميز في مجال التنمية الحضرية والإسكان من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية لعام 2007. وميدالية ابن سينا الذهبية، من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة عام 2009. وجائزة الأهداف الإنمائية للألفية في سبتمبر 2010. ودرع الاتحاد الإفريقي في اكتوبر2012. وفي فبراير 2016 أعلنت جمعية «تعزيز السلام الدولية» منح سموه جائزة «شعلة السلام»، التي تمنح لرؤساء الدول والحكومات وكبار الشخصيات الذين قدموا إنجازات متميزة تدعم السلام العالمي والتعايش السلمي والتعاون الدولي في مجالات التنمية المستدامة والمبادرات الإنسانية. وفي الثالث والعشرين من مارس 2016 تسلم سموه جائزة «القيادة المتميزة لعام 2016» من الاتحاد الدولي لمنظمات التدريب وتنمية الموارد البشرية، حيث منحها الاتحاد لسموه كأول شخصية عالمية قيادية تنال هذه الجائزة، تقديرا لجهود سموه الرائدة في تحقيق التنمية، وتعظيم أداء رأس المال البشري على المستويين المحلي والدولي. وإسهام سموه في تبوء مملكة البحرين مكانة متقدمة في تقارير التنمية البشرية العالمية. والتكريم الجديد لسمو رئيس الوزراء جاء ليعبر عن مستوى التعاون مع منظمة الصحة العالمية، الذي يعد نهجا ثابتا لسموه لخدمة شعبه في الميدان الصحي، فمنذ تبنى إعلان ألما -آتا عام 1978م والذي دعا الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية إلى توفير الصحة للجميع بحلول عام 2000م، وسموه لم يتوان في سبيل تنفيذ هذا الإعلان من خلال توفير الرعاية الصحية المتقدمة للمواطنين والمقيمين وفق نظام صحي حكومي مميز تنفذه وزارة الصحة، ويشرف عليه المجلس الأعلى للصحة، بالإضافة إلى تنظيم ودعم واحتضان القطاع الصحي الخاص، فقد تم تدشين أول استراتيجية صحية للسنوات 2002 /2010م لتصبح البحرين من أولى الدول التي تضع استراتيجية لإصلاح وتطوير النظام الصحي بالتوافق مع أهداف منظمة الصحة العالمية. كما أن القطاع الصحي ينال مكانة مرموقة في البرامج الحكومية وفي الميزانية العامة للدولة. إن هذا التقدير الدولي الرفيع يعكس اعترافًا من قبل منظمة الصحة العالمية بدور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، الرفيع في تفعيل جهود المنظمة الرامية إلى تحقيق أهدافها وإنجاز الرسالة التي تسعى إليها والوظائف التي تؤديها. بوركت سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المفدى حيث وضعت ثقتك الغالية فيمن يصون الأمانة ويحفظ الثقة ويعلي البناء ويشيد قواعد النهضة ذلكم عمكم العزيز فخر الوطن ومصباحه المضيء، وبوركت سيدي رئيس الوزراء بالثقة الملكية العزيزة والثقة الشعبية الراسخة والثقة الخليجية والعربية والإنسانية المتواصلة، وما تكريم منظمة الصحة العالمية إلا تقدير لمجال واحد من مجالات عطائكم اللامحدود، وبورك جيلنا الذي يشهد أنكم عز وفخر وإباء، حفظكم الله وحفظ البحرين خليفية خليجية عربية مسلمة. ‭{‬ أكاديمي وخبير اقتصادي