ما زالت تركيا مستمرةً في دعم المليشيات المتطرفة في ليبيا بالسلاح؛ برغم قرار حظر السلاح الدولي المفروض على ليبيا منذ ثماني سنوات. آخر الشحنات التركية خرجت من ميناء سامسون التركي، عبر سفينة مُحَمّلة بأسلحة وذخائر متنوعة وآليات عسكرية، متوجهة إلى ميناء طرابلس، لمساعدة قوات حكومة الوفاق في هجومها على الجيش الليبي ومنعه من دخول العاصمة طرابلس. من جهته، استنكر البرلمان الليبي، ما وصفه بـ"التجاهل الدولي إزاء شحنات الأسلحة التي تُرسلها تركيا لدعم المليشيات المتطرفة، برغم قرار حظر السلاح المفروض على البلاد منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011". وبحسب موقع "عثمانلي"، أعربت لجنة الدفاع والأمن القومي التابعة للبرلمان الليبي، في بيان لها، عن استغرابها من صمت البعثة الأممية إلى ليبيا، وتجاهلها لشحنات الأسلحة والذخائر التي يتم تفريغها على مقربة من مقرها في طرابلس. وقال النائب بالبرلمان الليبي، زايد هدية: إن "تركيا تقوم منذ سنوات بدور مهم في دعم هذه المليشيات بنقل الأسلحة والمقاتلين من سوريا إلى الأراضي الليبية"؛ مشيرًا إلى أن المدرعات التي وصلت الإرهابيين لمحاربة الجيش الوطني، جاءت على متن السفينة التي رُفِعَ عليها علم مولدوفا وتحمل اسم AMAZON، والتي أبحرت -حسب معلومات مواقع مختصة بمتابعة حركة السفن- في 21 أبريل الماضي، من ميناء سامسون شمال تركيا. من جانبها، عبّرت وزارة الخارجية بالحكومة المؤقتة، عن رفضها لما وصفته بالتدخل السافر الذي تقوده تركيا عبر دعمها للمليشيات التي تقاتل القوات المسلحة؛ حيث تشبه العربات العسكرية التي تظهرها المقاطع المنشورة، مدرعات تركية من نوع كيربي من صناعة شركة BMC التي تتخذ من مدينة سامسون مقرًّا لها، وتنتج معدات عسكرية للجيش التركي، ويملك صندوق الاستثمار القطري 50% من أسهمها. وقالت الوزارة، في بيان لها أمس: إنها تابعت بقلق وصول شحنة الأسلحة والمدرعات القادمة من تركيا لتزويد لواء الصمود، الذي يقوده صلاح بادي؛ مشيرة إلى أن هذا التدخل يُضِر بمصالح الشعب التركي والشراكة الاقتصادية بين البلدين، كما أضافت وزارة الخارجية أنها مستمرة في دعمها للجيش الوطني في حربه لتخليص العاصمة من الإرهاب وداعميه المحليين والدوليين. وكعادة حكومة الوفاق؛ لم تجد بُدًّا من إنكار وصول أي أسلحة إليها، ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن اللواء عبدالباسط مروان، آمر منطقة طرابلس، أمس الأحد، نفي وصول شحنات أسلحة ومدرعات من تركيا إلى ليبيا، أو من أي دولة أخرى. وأضاف أن القوات العسكرية تَمَكّنت من صد الهجوم على عدة مناطق، كما أنها تمكنت من احتلال أماكن جديدة في محيط مطار طرابلس؛ مضيفًا أن العمليات مستمرة ضد ما وصفها بـ"القوات الغازية"، في محاور عدة بمحيط العاصمة طرابلس. إنكار حكومة الوفاق الإخوانية فضحته الصور التي نشرها "لواء الصمود" الليبي المؤيد لها، والذي يقوده صلاح بادي القيادي العسكري المعاقب دوليًّا والقادم من تركيا، فور اشتعال الصراع في طرابلس؛ حيث نشر صورًا عبر صفحته الرسمية في فيسبوك، تُظهر لحظة إنزال السفينة لشحنتها من المدرعات البالغ عددها من 30 إلى 40 قطعة؛ متوعدًا بالقتال بها وإحداث فرق على الأرض.
مشاركة :