ما نسجه الكاتب المرموق جورج مارتن في سلسلة روايات أغنية الجليد والنار والتى تم إنتاجها في صورة ثمانية أجزاء لمسلسل Game Of Thrones أو لعبة العروش الذى لاقى ترحيبًا شديدًا وحارًا حول العالم ليصبح المسلسل الأكثر تأثيرا خلال السنوات الماضية وقد اكتمل الجزء الأخير وانطلق مع سنة 2019 في شهرها الخامس ليجسد لنا نهايات إختلف عليها الكثيرون رغم ذلك أرى أنها النهايات الأكثر عمقًا وواقعية من وجهة نظرى لأن جوهر كل رواية يكمن في الرمزية التى يحاول الكاتب أن يجسدها وليس في سطح التفاصيل ، هي بالضبط كأنك تترجم حِكمة بلغة أجنبية فتحاول أن تتجنب الترجمة الحرفية الساذجة وأن تترجم مرادها و قصدها ، الروائي قد يُشَبِه الشعوب في روايته بإمرأة فاتنة وقد يجسد السلطة بتنين نارى ضخم و يجسد الحكمة في عالمنا برجل قزم منبوذ ، هذا هو غاية كل رواية أن تضعنا أمام أنفسنا لنرى حقيقة ما نحن عليه ...لذلك أرى أن المسلسل في نهايته أراد أن يقول : أن كل قصة وقت حدوثها تمتلئ بالدراما وتمتزج بالعنفوان هى من تعطي لحياة أفرادها معنى وبريقا ثم تخبرنا بصوت خافت أن العالم خلق من أجلنا وأننا حين نصرخ سوف تتحرك السماء نحن نؤمن بذواتنا أكثر من أى شئ أخر ، أكثر من الحياة نفسها لأننا نهديها الكلمات وتهدينا الصمت ، نهديها الحركة وتهدينا السكون ، ثم تمر الحياة وكل القصص تنتهي ونصبح مشهدا في الذاكرة نبدو فيه كأطفال تقاتلوا من أجل لُعبة ، نبدو حمقى مبللين ، لذا فإن الأحق بحكم هذا العالم هو التاريخ.