حذر محللون يمنيون، من مخاطر انزلاق اليمن إلى حرب أهلية بعد مواجهات عدن وتفجيرات صنعاء، وشددوا في تعليقاتهم لـ «عكاظ»، على أن الحوار بين مختلف الأحزاب والقوى يظل الملاذ الآمن للخروج بالبلاد إلى بر الأمان. ورأى المحلل السياسي عبدالناصر المودع، أن اشتباكات عدن وتفجيرات صنعاء وغيرهما من الأحداث، تشير إلى أن البلاد تسير نحو منزلق مربعات خطيرة عناوينها البارزة المزيد من العنف والفوضى. وأفاد أن ما سيمنع اليمن من الاستمرار في هذا الطريق، هو إدراك الطبقة السياسية وتحديدا الحوثيين بخطورة النهج الذي يسيرون عليه، مشيرا إلى أن استخدام العنف لتحقيق مآرب سياسية سلوك خاطئ ولا يؤدي إلا إلى ردود فعل عنيفة من قبل قوى قد تكون أكثر عنفا وتطرفا من الحوثيين كالقاعدة أو داعش وغيرهما. وطالب مختلف الأحزاب والقوى السياسية بالذهاب إلى حوار سياسي حقيقي لا يستثني أحدا يعيد العملية السياسية إلى المسار الطبيعي. من جانبه، اعتبر المحلل السياسي أسامة غالب، أن الأحداث الأخيرة مؤشر خطير على أن البلد دخل فصلا جديدا من فصول الانهيار الشامل، وقال إن الجميع أمام سيناريو كارثي وإن إيران المخرج والممول لهذا السيناريو، لافتا إلى أن طهران تريد عبر أداتها وذراعها العسكرية والسياسية جماعة الحوثي إدخال اليمن في الفوضى لزعزعة أمن واستقرار المنطقة. وحذر من مخاطر نجاح هذا السيناريو الذي يحول اليمن إلى عراق جديد، متهما جماعة الحوثي بأنها لا تصغي لصوت العقل، ورأى أن قصف الحوثيين لمقر إقامة الرئيس هادي محاولة لإنهاء ما تبقى من الشرعية الدستورية، وإدخال البلاد في حرب أهلية. بدوره، حذر المحلل السياسي عبدالحافظ الصمدي، من أن أي تصعيد جديد من قبل الحوثيين نحو اجتياح الجنوب سيكون مؤشرا على تشظي اليمن إلى عدة دويلات متناحرة، وقال إن استمرار الحوثيين في السيطرة على السلطة ومصادرة الدولة والقرار السياسي سيؤدي إلى كارثة اقتصادية وانفلات أمني وتوتر سياسي، قد يقود إلى تمزيق البلاد، وهو سيناريو لا نتمناه. وأضاف الصمدي، أن أي خطوات عسكرية يقوم بها أي طرف لحسم الأمر قد تعجل بالنتيجة الكارثية في اليمن، معتبرا أن الحل يكمن في إعلان القوى السياسية العصيان المدني الشامل لإنهاء الانقلاب قبل البدء في أي حوار يفضي إلى اتفاق على حكومة انتقالية مؤقتة تعقبها انتخابات للرئاسة والبرلمان.
مشاركة :