رعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز , سفير خادم الحرمين لدى المملكة المتحدة اليوم حفل تخريج الدفعة الخامسة من مبتعثي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي . وبدأ الحفل بمسيرة الخريجين البالغ عددهم قرابة 3300 طالب وطالبة ،ثم القى كلمة الخريجين والخريجات نيابة عنهم الخريج الدكتور محمد المنيف والخريجة الدكتورة هنا الضحوي شكروا فيهم الله سبحانة وتعالي على ما أنعم عليهم من تحقيق الشهادات العلمية رافعين الشكر لخادم الحريمن الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظة الله على عناية ورعايته لابنائه المبتعثين وسألوا الله تعالى أن يرحم فقيد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على دعمه للبرنامج ، كما تقدموا بالشكر لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف على رعايته ومتابعته المستمرة للطلاب والطالبات . ثم ألقى الدكتور فيصل مهنا أبا الخيل كلمة تحدث فيها عن رحلة التعب الطويلة التي اعترت المتخرج خلال سنوات نهله للعلم والتي بتوفيق الله تكللت بعد جهد وصبر بالنجاح وثم العودة إلى أرض الوطن من أجل البدء في رحلة جديدة تستهل بالعمل بعد تحقيق الدرجات العلمية المشرفة . بعدها القى صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة كلمة قال فيها : نجتمع لنحتفل بتخريج الدفعة الخامسة من مبتعثي برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله وهنا أجد من واجبنا أن نتوقف ونتذكر ونستعيد ونتأمل ما قدمه من عمل جبار في خدمة الإنسان السعودي . والنظرة الرؤيوية التي تعامل بها مع إعداده عقلاً منتجاً واعياً مدركا لمعنى مواطنته وانتمائه ، مساهما في المحافظة على الإرث الجغرافي والحضاري والثقافي الذي ناضل من أجله الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله وأرسى مداميك قوية ثابتة وشامخة في وحدة لم يوجد لها مثيل في التاريخ العربي المعاصر ، والآن تسلّم الأمانة رجل حكيم يحمل هم الإنسان. والوطن والمواطن ويختزن رؤى وطموحات وفكر الملك المؤسس ويعطي للجغرافيا والتاريخ كل تضحياته وجهوده وتفكيره ، ليجعل هذا الوطن مؤثراً فاعلاً هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أل سعود الذي شارك في وضع الأسس التنموية للأرض والإنسان وأعطى أهمية خاصة لوعي وثقافة المواطن ، واتاحة الفرص لاكتساب تعليم يحرص على ثوابت الدين الحنيف وقيم المجتمع ويكون منفتحاً على قراءة مستجدات وتحولات العصر، متناغماً مع مفاهيم البشرية في التعامل مع أنماط الثقافات والأفكار التي تتلاقى في هذا الفضاء البشري الكبير . وأردف سموه يقول :// ولكوننا نعيش في هذه المرحلة يجب أن نتماهى مع طموحات الرجل القائد ، ونكون عوناً له في ترسية النقلة الحضارية التي يطمح لها ، ويسعى لتحقيقها. ولذا فإنه حفظه الله ركز في خطاباته على تنمية الإنسان والمحافظة على الوحدة الوطنية وتماسك النسيج الاجتماعي والمحافظة على موروث الجغرافيا والثقافة بروح الود والتفاهم والحوار وقبل كل ذلك ثوابت الدين الذي تتخذه المملكة دستورا لها //. وأوضح سموه اهتمام الدولة بالتعليم قائلا // يتجلى اهتمام قيادتنا الرشيدة بالتعليم من خلال الميزانيات الضخمة المعتمدة لهذا القطاع وإقامة العديد من المشاريع التعليمية والزيادة في أعداد الجامعات، وإطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي بدأ مؤخرا مرحلته العاشرة ،واهتمام قيادتنا الرشيدة بقطاع التعليم وجعله شغلها الشاغل دليل يترجم رؤيتها الحكيمة للمستقبل الذي تنشده لأبناء وبنات المملكة وحرصها على الاستثمار الأمثل في الفرد السعودي باعتباره الثروة الأهم في وطننا العزيز من أجل بناء جيل قادر على ممارسة دوره في المحافظة على ريادة المملكة في مختلف المجالات //. وقال سمو سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة // كل هذه الأعمال وغيرها لقطاع التعليم إنما هي ترجمة فعلية لمقولة الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن رحمه الله- عن الركيزة الأساسية في تغير أحوال الأمم والشعوب إلى الأفضل، حيث قال رحمه الله المدنية الصحيحة هي التقدم والرقي، والتقدم لا يكون إلا بالعلم والعمل // . وشدد سموه على أن بناء المجتمع السعودي معرفيا وبشكل متكامل إنما يعتمد على رصيدنا من رأس المال البشري،وقال // التعليم، كما هو معروف، الركن الأساس لنهضة الأمم والشعوب وشبابنا وشاباتنا هم بإذن الله عماد هذا الأساس في وطننا الغالي،وهذه الجهود العظيمة لقيادتنا الحكيمة في مجال التعليم تتطلب تضافر جهود أخرى من أجل ضمان نجاحها وتحقيق الأهداف المرجوة منها،وأول هذه الجهود إنما هي جهودكم أنتم كمبتعثين من خلال الاستمرار في عنايتكم الفائقة بالبعثة والتعامل معها بجدية والحرص على التميز والتفوق في المجالات التي تدرسونها. وأثنى سموه على الخريجيين قائلا : الحقيقة التي أفتخر بها، هي ما لمسته منكم خلال السنوات الماضية من جد ورغبة كبيرة في التحصيل العلمي المتميز للعودة والمشاركة بالمساهمة في رقي وطننا العزيز ،و هذا التميز كان الدافع لنا في السفارة لأن نحتفي بالمتميزين منكم سنويا و بالتزامن مع احتفائنا بيومنا الوطني،وجهود نجاح بعثتكم لا يقتصر عليكم أنتم ، بل ان المطلوب منا جميعا في السفارة وفي الملحقية ومني كسفير لخادم الحرمين الشريفين تقديم جهود كبيرة نواكب من خلالها الجهود المباركة للقيادة الحكيمة من خلال تعزيز ترابطكم وتلاحمكم ورعايتكم وتوفير كل سبل الراحة لكم وتيسير إجراءاتكم لتستطيعوا التركيز على الهدف السامي الذي تحملتم الغربة من أجله وهو العودة إلى الوطن بسلاح العلم من أجل مواصلة رفعته وتقدمه بين الأمم. وهنأ سموه الخريجيين والخريجات وقال : أود أن أقرنَ، مع تهنئتي الصادقة للخريجين والخريجات بتخرجهم، تهنئة إضافيةً خاصةً لتميُّز العديد منهم تميُّزاً باهراً تمثل في درجات الشرف والامتياز وبراءاتِ الاختراع التي أحرزوها في مجالاتٍ عديدة. فلا شك أن ما حققوه من إنجازاتٍ وتميُّزٍ ليس محل الابتهاج فحسب، وإنما هو سببٌ يُضاف إلى أسباب فخر وطنهم وقيادتهم وذويهم بهم، كما أود، أن أدعو أبنائي وبناتي، الخريجين والخريجات، إلى الاستفادة من النشاطات التي ينطوي عليها برنامج يوم المهنة، والمعرض المصاحب له، والتي تجري على هامش هذا الاحتفال . وأود أيضا أن أشكر الزملاء في الملحقية الثقافية، والجهات المشاركة في تنظيم وتنفيذ يوم ومعرض المهنة، لأنهم بجهودهم، في هذا المجال، أتاحوا الفرصة للجمع بين الخريجين وبين مجالات العمل الأكثر ملاءمة لهم ولمجالات تخصصهم العلمية. وقدم سموه في ختام كلمته شكره وتقديره للمسؤولين والأكاديميين في جامعات المملكة المتحدة ومعاهدها العلمية، على ما قدموه لأبنائنا وبناتنا من دعم ومساندة، وما زودوهم به من علمٍ ومعرفة. ودعا الله أن يحفظ لنا بلادنا الغالية، وقيادتنا الرشيدة، وأن يديم علينا الأمن والأمان، ويجمعنا دائماً على الخير والحب والوئام. وفي نهاية الحفل التقطت الصور التذكارية للخريجين مع سموه .
مشاركة :