مجرد الوصول إلى منطقة جبل عرفات الوجهة التي يقصدها مئات الزوار يوميا من خارج المملكة، تكتشف لأول وهلة أنها تحولت لمعرض مفتوح لسيارات الكافتيريات القديمة، تتطور آليات وسيارات تقديم المشروبات الساخنة والباردة والشطائر بأشكال جاذبة وألوان زاهية وخدمات احترافية وتظل هذه السيارات، وكأنها بثور في وجه أنشط وجهة يطلب زيارتها القادم لمكة المكرمة. حاصرتنا الدهشة ونحن نقف على سيارات بعضها خربة، وأخرى تصارع إصرار أصحابها على تشغيلها في سوق لم يصبح موسميا بل على مدار العام، لتواصل مواسم العمرة والحج ورمضان المبارك. وعلى أطراف ساحة جبل عرفات ثمة عشرات السيارات التقليدية بعضها شبه متوقف تحولت لمستودع وأخرى لأشبه بحوانيت دائمة بهيمنة وافدة. محمد سالم سائق حافلة، كشف عن أنه لا يقل عن 100 حافلة ومركبة، تتردد يوميا في فترتي الصباح والعصر على عرفات فيما تكون منطقة الجبل نقطة التقاء لها، وأضاف «أتحسر على عدم توظيف المنطقة لشباب الأعمال والأسر المنتجة من المواطنين خاصة وأن التردد عليها لا يتوقف إلا بتوقف موسم العمرة لشهر واحد فقط». ولا حل في نظر المواطن فهد قاسي إلا بتدخل إمارة منطقة مكة المكرمة بتخصيص الساحة لمزاولة السعوديين، للعمل بإشراف مؤسسات المجتمع المدني المعنية مثل مراكز الأحياء، اللجنة الوطنية لرعاية السجناء، جمعية البر، جمعية الأسر المنتجة لأنها ميدان مفتوح للتوظيف وممارسة وتعلم العمل التجاري. ويحلم صويلح الدعدي متخصص في نقل الحجاج في جولات تعريفية، بأن تتدخل لجنة الاستثمار في أمانة العاصمة المقدسة مع هيئة السياحة في تصميم أكشاك ذات طرز إسلامية تتناسب مع مكانة وطبيعة شعائر الحج بدلاً من تلك السيارات الخربة بحيث يمكن الاستفادة منها طوال العام ويمكن نقلها إذا دعت الحاجة. بهاء يونس «مرشد سياحي تركي» استوقف «الرياض» لحظة تصويرها المشهد وقال «كنا نحلم باحتساء القهوة العربية والتركية على كراسي مقابلة لساحات الجبل ونتناول البليلة السعودية والأكلات الشعبية ونشتري الهدايا المكية لكن للأسف لم تتحقق طلباتنا». في الاتجاه ذاته ألمح صالح كريش إلى حاجة الموقع لسجاد الصلاة لأداء الصلاة جماعة خاصة وأن كثيرا من حافلات المعتمرين تدركها صلاة المغرب في الموقع. وبمجرد اقتراب «الرياض» منه قال محمد خان معتمر باكستاني «الموقع يتزامن مع أجواء رائعة حوله إلى أشبه ملتقى لرحلات يومية لقوافل المعتمرين الذين يحتاجون لشاشات مرئية بأكثر من لغة لوصف الضوابط الشرعية والملامح التاريخية والصور المتحركة لتوعية المعتمرين بما يجب عليهم ولتجنب المحظور وحصد الفوائد العلمية بدلا من وضع تسجيل صوتي باللغة العربية وبدون جاذبية ومعالجة تلفزيونية».
مشاركة :