تغيرت مصادر أرباح ومداخيل محال الصرافة، وأصبحت تتركز علی السعوديين المسافرين، علاوة على تبديل الريال بعملات البلاد التي يسافرون إليها، التي تنوعت بحسب وجهاتهم ما بين اليورو والدولار وهما الأكثر طلبا، ليأتي بعدهما الدرهم الإماراتي والليرة التركية والروبية الإندونيسية والفرنك السويسري والدرهم المغربي والبيزو الفلبيني. وأكد لـ"الاقتصادية" عدد من الصيارفة، أن محال الصرافة كانت تعتمدا كليا في أرباحها علی المعتمرين، لكن مع تقلص أعدادهم انعكس علی محال الصرافة وأرباح الصرافين، وغيّر مصادر الدخل التي كان يعتمد عليها. وقال الصراف أحمد بامعوضة، إن محال الصرافة تعتمد في أرباحها خلال هذه الفترة علی تحويلات المسافرين من السعودية، عكس السنين الماضية التي كانت تتركز فيها الأرباح والمداخيل اليومية علی المعتمرين، مبينا أنه في الإجازات السنوية والإجازات الأسبوعية يرتفع الطلب على الدولار واليورو والعملات الأوروبية. وأضاف أن السعوديين يفضلون الدول الأوروبية ويبدلون مبالغ كبيرة علی رأسها اليورو، لأن الأغلبية يفضلون السفر إلي فرنسا كخيار أول لهم، وهم الأغلبية، مضيفاً أن هذا ما رفع من تبديل اليورو لدی محال الصرافة، رغم تراجع سعر صرف اليورو عالميا، الذي يبدل بـ 4.26 ريال، ثم يأتي الدولار الذي يرتفع تبديله طوال العام، لأنه مطلوب دائما، لافتاً إلى أن مكسبه قليل لأن سعر تبديله أمام الريال السعودي ثابت. ويليهما بقية العملات بنسب تبديل متقاربة، منها الفرنك السويسري، إذ يبلغ 100 ريال سعودي 25.9900 فرنك سويسري، مشيراً إلى أن المسافرين إلى إسبانيا كالمسافرين إلى فرنسا يحولون باليورو، لكن أعدادهم أقل. وبين أن الطلب ارتفع علی البيزو الفلبيني، حيث إن 100 ريال سعودي يعادل 1190.96 بيزو فلبيني، تليه الروبية الإندونيسية، إذ يعادل 100 ريال سعودي 347.659.1800 منها، ثم يأتي الدرهم المغربي كذلك ضمن العملات التي يرتفع عليها طلب التبديل، حيث يعادل 100 ريال سعودي 263.7600 درهم مغربي، وأخيراً الجنيه المصري الذي يبلغ 100 ريال سعودي 203.3500 جنيه. وأشار إلى أن ملاك محال الصرافة بدأوا في التوجه إلى توسيع محالهم بمحال مجاورة لهم، دون الاهتمام بتكلفة النقل، مشيراً إلى أن الملاك يتمسكون بمحالهم ولا يلتفتون إلى الارتفاع في أسعار الإيجارات التي ارتفعت، موضحاً أن أسعار إيجار المواقع الداخلية التي لا تطل على الشارع، ما بين 180 ألف ريال إلى أكثر من 350 ألف ريال. وأوضح، أن الخاسيكة والندا وشارع قابل وسوق العلوي، رغم أنها في مكان واحد، لكن لكل منها وضعه الخاص، موضحاً أنه لا يمكن تحديد قيمة معينة لنقل القدم في جدة، لتفاوت أسعارها حسب الموقع واسم المحل، علاوة على حالة الشخص المجاور للصرافين ومدى ربحية محله. وحول العملات المتراجع سعر تبديلها، قال إن الدينار التونسي الواحد تراجع إلى 1.95 ريال بعد أن كان تبديله بـ 2.30 ريال، حيث إن سعر تبديل 100 ريال بـ 51.6800 دينار تونسي، فضلاً عن اليورو والجنية الاستراليني وغالبية العملات العالمية. وأوضح أن المعتمرين من الهنود والإندونيسيين يفضلون جلب عملات بلادهم لارتفاع سعر صرفها، وارتفاع سعر الدولار وفوائده مقابلها في بلادهم إذا ما فكروا في تحويلها إلى الدولار، إضافة إلى أن تبديل عملاتهم بالدولار في بلادهم يعد مكلفا. ويبن أن أكثر المعتمرين من الهنود والإندونيسيين والماليزيين، هم الذين يرفعون الطلب علی عملات بلادهم، حيث يبدل 100 ريال بـ 98.9600 رينجت ماليزي و16666.46 روبية هندية و3476659.1800 روبية إندونيسية. ولفت إلى أن الصرافين يحرصون على البيع أولا بأول سواء ارتفع سعر التبديل أم تراجع، علاوة على عدم الاحتفاظ بالعملات خاصة التي من الممكن أن تنزل ويتراجع سعر تبديلها عن سعر الشراء، وتتسبب لهم في الخسارة. من جهته، قال الصراف حسين العامودي، إن مكاسب محال الصرافة تأتي من المسافرين السعوديين ومن الزوار، مشيراً إلى أن الصرافة كانت تعتمد من زمن طويل على المعتمرين والحجاج، مستدركاً أن المعتمرين حاليا أصبحوا يفضلون الصرف في محال الصرافة التي تقع في شارع قابل، مضيفاً "ورغم ذلك فإنه لا يعول عليهم في المداخيل، حيث إن الأرباح من المعتمرين قليلة بسبب تراجع أعدادهم". وأكد، أن مهنة الصرافة لا تُضمن أرباحها، إذ تتفاوت بين فترات تتمتع بمكاسب عالية وأخرى أرباحها محدودة، مؤكداً أنه لا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه المداخيل، خاصة أن أسعار العملات تفاجئ الصرافين، لارتفاعها وتراجعها في أي وقت، مشيراً إلى أنه "من الممكن أن تشتري عملة بسعر معين تضطر لبيعها بسعر أقل، بسبب التذبذب في أسعار العملات خاصة اليورو والجنيه الاسترليني". وأوضح، أن الليرة التركية التي يرتفع عليها الطلب خلال هذه الفترة، تراجع سعر تبديلها، حيث كان يعادل سعر تبديل 100 ليرة تركية 180 ريالا، فيما تراجعت إلى 148 ريالا لتصل اليوم إلى 68.5900، لافتاً إلى أن كل العملات المربوطة باليورو تراجع سعر تبديلها. بدوره، بين الصراف شارف البركاتي، أن اعتماد الصيارفة على المعتمرين في أرباحهم، تراجع منذ أن تقلص عدد المعتمرين، وتركزت أرباحها على تبديل السعوديين المسافرين. ونوه إلى أن أرباح محال الصرافة جيدة، لكن لم تعد كما كانت في السابق، مبيناً أن موقع المحل واسمه وشهرته وحجمه يلعب دورا في الجذب، ويرفع من مكاسب محال دون الأخرى. وبين أن "أصحاب المحال يلجأون إلى عدة طرق لإيجاد حلول لتراجع الأرباح، منها التعاون في تبديل العملات.. فمن الممكن أن يعطي محلا لآخر عملة تم الاتفاق علی إيقاف تداولها ضمنيا بين الصيرافة، لهبوط سعر تبديلها، كدعم لمحال تريد أن تحقق أي مدخول وإن كان بالعملات المتراجعة". وأضاف، أن هناك من يلجأ إلى شراء عملة متراجعة ويحتفظ بها، حتى يرتفع سعر تبديلها ويبيعها، علاوة على من يشتريها حتى تشح من السوق ثم يبيعها، وهو ما يعد مخاطرة كبری، لأنه من الممكن أن تتراجع العملة أكثر.
مشاركة :