أكد اللواء الدكتور محمد بن عبدالله القرني قائد قوات الدفاع المدني في الحج جاهزية جميع تشكيلات الدفاع المدني المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لمواجهة الطوارئ خلال موسم الحج هذا العام لأداء مهامها في الحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن والتعامل مع كافة المخاطر الافتراضية المحتملة في العاصمة المقدسة والمدينة المنورة. وأشار اللواء القرني في حوار مع «المدينة» إلى تكامل آليات التنسيق مع كافة الجهات الحكومية المعنية بتنفيذ أعمال الدفاع المدني خلال الحج في تشغيل قطار المشاعر وتفويج الحجاج إلى المسجد الحرام ومنشأة الجمرات للحد من المخاطر المرتبطة بتحرك هذا العدد الكبير من الحجاج، مؤكدًا وجود مجموعة من الخطط التفصيلية للتعامل مع 13 افتراضًا للمخاطر في حج هذا العام. وكشف اللواء د. محمد القرني عن وجود دراسات لإنشاء مخيمات مقاومة للحريق بمشعر عرفة على غرار مخيمات منى، بالإضافة إلى تطوير آليات رصد ومتابعة الانبعاثات الكربونية والملوثات الهوائية في شبكة الأنفاق بالعاصمة المقدسة والمشاعر باستخدام تطبيقات الهواتف الذكية وكذلك تطوير خطة انتشار الوحدات والفرق الميدانية بما يتناسب مع المشروعات الضخمة الجاري تنفيذها بالمسجد الحرام. وفيما يلي تفاصيل الحوار: *بداية ما هي أبرز استعدادات قوات الدفاع المدني لحج هذا العام؟ قوات الدفاع المدني المشاركة في أعمال الحج جزء من منظومة كبيرة من الجهود التي تبذلها الدولة، رعاها الله، كل عام في خدمة حجاج بيت الله الحرام، والتي تشارك فيها كافة الجهات الحكومية تحت مظلة اللجنة العليا للحج برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية. وتتكامل استعدادات الدفاع المدني في تنفيذ الخطة العامة لمواجهة الطوارئ في حج هذا العام عبر ثلاثة مسارات أساسية حيث تصدر المديرية العامة للدفاع المدني خطة عامة لمواجهة كافة المخاطر المحتملة في الحج ويرتبط بها خطة أخرى لعمل مديريات الدفاع المدني في جميع مناطق المملكة طوال موسم الحج ثم الخطة التفصيلية الخاصة بمهام قوات الدفاع المدني في الحج. وتتضمن الخطة العامة لمواجهة الطوارئ خلال حج هذا العام كافة الاستعدادات من حيث القوى البشرية والآليات للتعامل مع 13 نوعًا من المخاطر، وذلك بالتنسيق مع 18 جهة حكومية تشارك في تنفيذ الخطة. *من المعروف أن المخاطر المحتملة في الحج تتغير من عام لآخر، فما هي المخاطر الافتراضية في حج هذا العام؟ تضم قائمة المخاطر الافتراضية التي تتضمنها الخطة، كافة المخاطر التي يحتمل حدوثها في الحج ولو بنسبة بسيطة وعلى ضوء عمليات الرصد والتحليل ثم ترتيب هذه المخاطر وتصنيفها تبعًا لدرجة خطورتها ومعدلات تكرارها، ويأتي في مقدمتها الزحام والتدافع بين الحجاج ولاسيما في المسجد الحرام والمنطقة المركزية بالعاصمة المقدسة وكذلك أثناء وقوف الحجاج بعرفة وأثناء نفرتهم باتجاه مزدلفة ومن المعروف أن تحرك هذه الحشود البشرية الكبيرة في أوقات محددة وأماكن بعينها يحمل الكثير من عوامل الخطورة، وهناك أيضًا المخاطر المرتبطة بشبكة الأنفاق وحوادث المركبات والحرائق في منشآت إسكان الحجاج أو المخيمات ومخاطر التلوث البيئي أو تسرب مواد كيمائية، وكذلك حوادث انهيارات المباني والكتل الصخرية وصولًا إلى مخاطر الأمطار والسيول والعواصف الترابية والرعدية وكل ما يهدد سير الحياة الطبيعية. *وماذا عن حجم القوى البشرية والآلية المشاركة في تنفيذ خطة مواجهة الطوارئ في حج هذا العام؟ هناك آلية علمية لتحديد حجم القوى البشرية والآلية التي تشارك في مهمة الحج كل عام بما يتناسب مع نوعية المخاطر الافتراضية المحتملة، وتحقق الخطة الانتشار المكثف لوحدات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف ودوريات السلامة وفرق الكشف الوقائي في جميع أرجاء العاصمة المقدسة والمشاعر عبر قرابة 256 وحدة للإشراف الوقائي وما يزيد عن 2500 دورية للسلامة بالإضافة إلى 83 مركزًا ثابتًا ومتحركًا. * هل هناك استعدادات للتغلب على مشكلات الزحام والتي قد تعوق وحدات الدفاع المدني في حالات الطوارئ؟ لا شك أن الزحام الشديد يمثل أكبر التحديات التي تواجه رجال الدفاع المدني أثناء مباشرة البلاغات عن الحوادث خلال الحج ويضاعف من ذلك التأثير المشروعات الضخمة الجاري تنفيذها بالعاصمة المقدسة هذا العام وفي مقدمتها مشروع توسعة المطاف بالمسجد الحرام. وإزاء ذلك تعتمد خطة الدفاع المدني على وجود الوحدات في جميع المواقع الخطرة بحيث لا تحتاج للتحرك لمسافات طويلة وسط التجمعات البشرية أو المواقع المزدحمة، ونستفيد في ذلك من أنظمة المعلومات الجغرافية بحيث يمكن تحديد أفضل الطرق لمباشرة البلاغات عن الحوادث وتجنب الزحام قدر المستطاع وكذلك استخدام الآليات القادرة على التحرك السريع والمناورة. *وماذا عن المخاطر المرتبطة بمشروع قطار المشاعر هذا العام؟ جميع المخاطر المرتبطة بالقطار تم وضعها بالحسبان بما في ذلك مخاطر تفويج الحجاج مستخدمي القطار إلى المحطات، وتم هذا العام الإتفاق مع وزارة الشؤون البلدية والقروية والشركة المشغلة للقطار على تنفيذ آلية جديدة للتفويج سوف تسهم في خفض درجة المخاطر سواء في داخل المحطات أو على مساره، حيث توجد وحدات وفرق الدفاع المدني للتعامل مع أي مشكلات طارئة. * تشكل حوادث الانفاق هاجسًا للدفاع المدني، ما الخطط الخاصة بذلك؟ تولي خطة الدفاع المدني عناية خاصة لتعزيز الجوانب الوقائية لمنع حوادث الأنفاق وذلك من خلال نشر فرق الكشف الوقائي ورصد الملوثات الهوائية داخل شبكة الأنفاق بالعاصمة المقدسة والمشاعر وإرسال رسائل فورية لعمليات الدفاع المدني في حال تجاوز هذه الملوثات الحدود السموح بها بإيقاف تفويج الحجاج سواء في أنفاق المشاة أو المركبات وتنفيذ عمليات التهوية والتطهير. ومنذ حج عام 1432هـ تم تدشين نظام القراءة الإلكترونية في قياس الانبعاثات الكربونية في هواء الأنفاق، وهذا العام تم تطوير هذا النظام باستخدام الهواتف الذكية بحيث يمكن إرسال رسائل مباشرة لجميع العاملين بصورة مباشرة لبدء الإجراءات الخاصة بتفويج الحجيج في الأنفاق في أسرع وقت ممكن. *وماذا عن الاستعدادات للتعامل مع مخاطر الزحام المتوقع داخل المسجد الحرام في ظل أعمال التوسعة الكبرى الجاري تنفيذها؟ لا شك أن توسعة المطاف من المشروعات الكبرى التي سوف نلمس أثرها الطيب في الحج خلال الأعوام المقبلة، ولا شك أن قرار حكومة خادم الحرمين الشريفين بخفض أعداد حجاج الخارج بنسبة 20% والداخل بنسبة 50% يدعم جهود مواجهة مخاطر الزحام المحتمل داخل صحن الطواف، وحرصًا على تقليص درجة هذه المخاطر تم عقد عدة اجتماعات مع الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين والأمن العام ووزارة الحج وتم إعداد عدد من الخطط نأمل أن تقلل من مخاطر الزحام داخل المسجد الحرام والمنطقة المركزية ومن ذلك آلية لتفويج الحجاج من منى إلى الحرم، حيث تم الاتفاق مع وزارة الحج على عدم مغادرة الحجاج لمشعر منى في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة بنسبة 50% على الأقل للحد من الزحام الناتج عن تعجل أعداد كبيرة من الحجاج، بالإضافة إلى خطة للعمل داخل صحن الطواف لتوزيع الكتل البشرية وفقًا للسعة الاستيعابية للحرم وزيادة استغلال السطح في طواف الإفاضة والوداع بعد توسعة المخنق القريب من الصفا لما يزيد عن 32 مترًا بالإضافة إلى التعاون مع رئاسة الحرمين الشريفين في بث صور حية للحرم في أوقات الذروة عبر شاشات موجودة في أماكن وجود الحجاج لتأخير الطواف في هذه الأوقات، بالإضافة إلى نشر عدد كبير من الوحدات والفرق الميدانية داخل وخارج الحرم لتقديم الخدمات الإسعافية العاجلة للمرضى وكبار السن الذين قد يتعرضون للاجهاد نتيجة الزحام. *ما زالت معدات وآليات الدفاع المدني الثقيلة هي الأبرز في مواجهة الحرائق ولكن ربما يصعب على هذه الآليات التنقل في مناطق الزحام، هل من آليات جديدة للعمل في الزحام؟ آليات الدفاع المدني ومعداته قادرة على الوصول إلى مواقع الحدث وفي وقت وجيز، ويشارك لأول مرة ضمن في حج هذا العام عدد من فرق الدراجات النارية ذات الأربع عجلات المجهزة بوسائل الإطفاء والإنقاذ والتي أثبتت كفاءة كبيرة عند تشغيلها تجريبيًا خلال رمضان الماضي. وتمتلك الدراجات إمكانات كبيرة للمناورة في الطرق المزدحمة والشوارع الضيقة، وتحمل كل دراجة خزانًا للمياه بسعة 300 لتر وآخر من رغاوي الإطفاء بسعة تزيد عن 16 لترًا وتصل قوة مضختها إلى مسافة 13 مترًا ولفترة زمنية تزيد عن 12 دقيقة، وهي مزودة بمعدات الإنقاذ لإخراج المحتجزين داخل المركبات وفي المناطق الجبلية التي قد يتعذّر وصول آليات الدفاع المدني ذات الأحجام الكبيرة إليها. *وهل هناك استعداد لاحتمالات هطول أمطار غزيرة أثناء وجود الحجيج في المشاعر؟ لم تغفل الخطة مخاطر السيول والأمطار والتي أصبحنا نمتلك جميعًا خبرة كبيرة في التعامل معها وتتضمن استعداداتنا لذلك إجراء كشف وقائي كامل على شبكات تصريف مياه الأمطار والسيول في منى وعرفة ومزدلفة وإزالة أي عوائق فيها، بالإضافة إلى إجراء حصر دقيق لكافة المواقع المنخفضة والتي تكون معرضة لمخاطر السيول وإعداد خطة لإخلاء الحجاج منها فور تلقي أي إشارات من هيئة الأرصاد تفيد باحتمال سقوط أمطار غزيرة، بالإضافة إلى تمركز وحدات الإنقاذ المائي والمجهزة بالقوارب السريعة وعدد من الغواصين في مواقع محددة سلفًا للقيام بأعمال الإنقاذ بمشاركة من رجال البحرية وحرس الحدود. *في حال الاضطرار لإخلاء أعداد كبيرة من الحجاج في المشاعر هل ثمة خطة لإيوائهم في مواقع أخرى آمنة؟ هناك خطة تفصيلية للإيواء في المشاعر يشارك في تنفيذها وزارة المالية والأمن العام ووزارة الصحة والنقل يمكن من خلالها إيواء وإعاشة أكثر من 10 آلاف حاج دفعة واحدة في منى أو عرفة أو مزدلفة، بالإضافة إلى الاستعداد لنقل وإيواء وإعاشة ما يقرب من 100 ألف حاج إذا اقتضى الأمر. وهذا العام تم إعداد خطة للاستفادة من حافلات الحجاج في عرفة كمراكز أولية للإيواء السريع وتدريب سائقي الحافلات ومندوبي مؤسسات الحج والطوافة على ذلك. * تظل الخيام التقليدية في عرفة مصدر خطر كبير، فإلى أين وصل مقترح إنشاء خيام مطورة بعرفة على غرار مخيمات منى؟ نحرص على تكثيف أعمال الكشف الوقائي على جميع مخيمات عرفة ومتابعة توفر اشتراطات السلامة بها من خلال أكثر من 400 وحدة للإشراف الوقائي، أما فيما يتعلق بالمقترح فقد أجريت دراسة وافية لذلك وتم صياغة رؤية لهذا المشروع والتصميمات المناسبة، وسوف يتم الرفع بكل هذه التصميمات لدراستها وتقييمها لاختيار الأفضل منها. *وإلى أي مدى تستفيد قوات الدفاع المدني في تنفيذ مهامها بالحج من تقنيات الاتصالات والمعلومات؟ كل عام يتزايد حجم استفادة الدفاع المدني من أنظمة الاتصالات والمعلومات، ومنذ أيام قليلة تم تدشين تطبيق الدفاع المدني على الهواتف الذكية والذي يتيح تلقي البلاغات عن أي مخالفات لاشتراطات السلامة في منشآت إسكان الحجاج ومخيماتهم بالمشاعر بالإضافة إلى سرعة بث الرسائل الإرشادية والتحذيرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما تم قبل بدء أعمال الحج هذا العام تنفيذ الربط الإلكتروني بين الدفاع المدني ووزارة الحج في الجوانب ذات العلاقة بخدمة ضيوف الرحمن وهو ما يتيح إمكانات كبيرة في التعرف على أعداد الحجاج وأماكن إقامتهم والجدول الزمني لتنقلاتهم، وكذلك نظام تتبع المركبات ونظام ربط المنشآت الإستراتيجية بالعاصمة المقدسة آليًا بعمليات الدفاع المدني لسرعة استشعار أي خطر فيها. المزيد من الصور :
مشاركة :