تونس علي قربوسي أكد الناطق باسم حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي سمير الطيب، لـ «الشرق»، أنّ جبهة الإنقاذ تنازلت وليس فقط مَن في الحكم تنازل، لافتاً إلى أنّ توقيع الخارطة ليس هدفه افتكاك السلطة من طرف معين، بل لإنقاذ البلاد وإخراجها من الأزمة السياسية والاقتصاديّة، وقال «نحن وقَّعنا للمضيّ قدماً، والنهضة عليها تسليم الحكم اليوم لأنها فشلت». وأضاف الطيب أنّ النوّاب المنسحبين لن يعودوا إلى المجلس الوطني التأسيسي إلّا بعد انطلاق الحوار وإبداء الحكومة استعدادها للاستقالة، خاصة في غياب الضمانات. وأوضح أنّ الحوار بصدد التقدّم والتفاعل ليكون انطلاقاً من توقيع رؤساء الأحزاب وهو الأهمّ، مضيفاً أنّه خلال اللقاءات الترتيبية تمّ الاتفاق على مدوّنة التسيير، كما تمّ الاتفاق على قبول الأحزاب التي لم تلتحق بعدُ، لكن إذا انطلق الحوار يغلق باب القبول. ودعا الطيّب نواب حركة النهضة إلى احترام القرارات التي اتخذها رئيس حركتهم، قائلاً إنّ عليهم أن يتفاعلوا بإيجابية مع الحوار الوطني، مؤكّداً أنّه يجب التعامل مع الحكومة الجديدة لأنها حكومة إنقاذ وطني لتسريع الفترة الانتقالية المتبقية. وفيما يتعلّق بما يُطرح في النقاشات الداخلية للأحزاب حول طلب الضمانات قبل تسليم الحكم، أشار الطيّب إلى أنّ مَن يطالب بالضمانات يعني أنّه أخطأ وبالتالي القانون هو الوحيد الفيصل ولا يمكن منح إلا الضمانات السياسيّة حسب تعبيره. من جهته، قال رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عبدالستار بن موسى، لـ «الشرق»: إن الرباعي الراعي للحوار أكد لدى لقائه رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر، على الإسراع بحل إشكالية الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. وأضاف بن موسى أن المجتمعين دعوا إلى اجتماع لجنة التوافقات حول الدستور بهدف استكمال المسار الانتقالي وتكوين لجنة من الخبراء المستقلين. وعلى الصعيد الأمني، علمت «الشرق» أن الجهات الأمنية المختصّة قرّرت رفع أقصى درجات الاستنفار الأمني على خلفية ورود تقارير تحذّر من «تحرّك وشيك» لخلايا إرهابية نائمة تزامناً مع الاحتفالات بعيد الأضحى المبارك. وتجدر الإشارة إلى أن الوحدات الأمنية تمكّنت من إلقاء القبض على عناصر إرهابية في مدينة بن قردان الأسبوع الماضي، وبيّنت التحقيقات تمكُّن هذه العناصر وجماعات أخرى من تكرار دخول ومغادرة الأراضي التونسية من وإلى ليبيا بسهولة تدعو إلى الاستغراب، مما يعني وجود «اختراقات» حدودية تستغلها هذه الجماعات الإرهابية، كما تم حجز أزياء عسكرية وأسلحة مختلفة بحوزة الموقوفين. وبيّنت الأبحاث الأولية مع هذه المجموعة وجود مخطط يستهدف اقتحام الأراضي التونسية عبر المثلّث الصحراوي الرابط بين تونس وليبيا والجزائر، وتم ربط هذا المخطط بتقارير استخباراتية تفيد بوجود تنسيق بين جماعات إرهابية متمركزة على امتداد المثلث الصحراوي وداخل الأراضي الليبية، مع خلايا إرهابية نائمة تتمركز داخل مناطق مأهولة بالسكان على امتداد تونس، وحذّرت ذات التقارير من أن المخطّط يقضي بتحرّك مزدوج بين الجماعات المتمركزة قرب الحدود، وبين الخلايا النائمة، ومن المرجّح جداً حسب هذه التقارير أن يتم ذلك مع احتفال التونسيين بعيد الأضحى المبارك.
مشاركة :