بينما عبر ممثل الأمم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون عن اعتقاده بوجود «فرصة» بأن يقترح البرلمانان المتنازعان في ليبيا «أول الأسماء» المطروحة للمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية «الأسبوع الحالي»، اعتبرت مصادر في وفد مجلس النواب الليبي في الحوار المنعقد بالمغرب لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا الكلام ليس دقيقا أو صحيحا»، مضيفة أن «ليون يتحدث لطمأنة المجتمع الدولي، كلام من أجل الاستهلاك وتمديد مدة مهمته». فيما أعلن الجيش الليبي أمس نجاحه في إسقاط طائرة حربية من طراز «ميغ 23» تابعة لميليشيات ما يسمى بـ«فجر ليبيا». وأضافت المصادر التي اشترطت عدم تعريفها أنه «لو كان المبعوث الأممي صادقا، لأظهر قائمة الأسماء. الأوراق التي تطرح علينا لا تحتوي على هذه الفقرة». وعن تأثير القتال الدائر بين الجيش وميلشيات فجر ليبيا على حوار المغرب، قالت المصادر إنه «تأثير إيجابي غير معلن»، معتبرة أن «كل تقدم يحققه الجيش يمكن وفد مجلس النواب من الحصول على وضع تفاوضي أفضل». وتابعت أن «الأوراق المطروحة على وشك الانتهاء ولكنها لن تدخل حيز التنقيح وذلك لأن المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته، لم يعلق عليها بعد بانتظار جلسة سيعقدها اليوم في العاصمة الليبية طرابلس لكي يعلق عليه». وأضافت المصادر أن «البرلمان في انتظار زيارة ليون إلى طبرق حتى يضغط على الجيش بعدم التقدم نحو طرابلس». وأعلن ليون مساء أول من أمس أن المفاوضات الحالية في المغرب بين البرلمانين الحالي والسابق برعاية الأمم المتحدة تم تمديدها، معربا عن الأمل في إرساء قواعد «اتفاق نهائي» حول تشكيل حكومة «وحدة وطنية» الأسبوع الحالي. وأضاف أنه «لم يكن متوقعا من العملية (السياسية) أن يكون الدعم لها بنسبة 100 في المائة من المعسكرين»، مشيرا إلى أن النية هي «عزل أقلية منهم، ممن يعارضون الحوار والحل السياسي». لكنه عاد أمس وقال أمام 34 شخصية ليبية من رؤساء البلديات والأعيان الذين وجهت إليهم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني دعوة إلى بروكسل، إن «هناك فرصة يمكن من خلالها تحقيق تقدم مع بروز أول الأسماء لتشكيل حكومة وطنية الأسبوع الحالي»، مضيفا أن «المحادثات ستكون صعبة ولا أريد أن تكون التوقعات كبيرة نظرا للوضع الميداني». من جهتها، قالت موغيريني إنه «يجب التوقف عن كل نشاط عسكري إذا أردنا أن يكون هناك مستقبل لليبيا». وتابعت: «يحب أن يكون هناك مسار يقوده الليبيون الذين يتعين عليهم التوحد والكف عن القتال فيما بينهم لكي يحاربوا (داعش) معا». لافتة إلى أنها مسألة محاربة «داعش» مهمة جدا بالنسبة لنا كأوروبيين. وختمت موغيريني قائلة «يجب أن تحظى المفاوضات بالنجاح فليس هناك خيار آخر لتحقيق السلام والأمن».
مشاركة :