ذكر مسؤولون بالشرطة الأفغانية أن نحو مائتي شخص بينهم نشطاء حقوقيون أفغان تظاهروا في العاصمة كابل أمس. احتجاجًا على قيام غوغاء غاضبين بقتل امرأة. قام المتظاهرون بمسيرة في حي بكابل، حيث قتلت المرأة (27 عاما)، وتدعى فرخوندا وتم حرق جثمانها الخميس الماضي بعدما اتهمها أحد الملالي بحرق نسخة من القرآن». ونفت عائلة فرخوندا الاتهامات قائلة إنها كانت طالبة دراسات إسلامية في أحد المعاهد، ودفنت المرأة أول من أمس. وأثار مقتل المرأة موجة من الانتقادات لقوات الأمن وأدت إلى إيقاف أحد مسؤولي الشرطة البارزين عن العمل. وقال فريد أفضالي رئيس مكتب التحقيقات الجنائية في شرطة كابل: «بحسب أمر وزارة الداخلية تم إيقاف رئيس شرطة (الحي الثاني) في كابل إلى جانب 12 آخرين من مسؤولي الشرطة عن العمل». وأضاف: «تم اعتقال الملا (الذي يتردد أنه من دعا المواطنين لمعاقبة فرخوندا) و12 آخرين نفذوا العملية». وأمر الرئيس أشرف غني بفتح تحقيق في ملابسات الحادث. وحضر المئات جنازة المرأة، وطالبوا بعقاب قتلتها. وانتشر تسجيل للهجوم، الذي صور بكاميرات الهاتف المحمول، بصورة كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي. وهاجم جمع غاضب، معظمهم من الرجال، المرأة بالعصي والحجارة وضربوها حتى الموت قبل إضرام النار في جثتها، بينما لم تحرك الشرطة ساكنا. ويعتقد أن الهجوم، الذي وقع بالقرب من مسجد ومزار شاه دو شامشايرا، الأول من نوعه في أفغانستان. وفي الجنازة التي جرت أول من أمس، حملت ناشطات نعش فرخوندا، متحديات التقاليد التي عادة ما يقوم الرجال وفقها بحمل النعش. وقال شقيق فرخوندا لـ«رويترز» إن شقيقته كانت تتدرب لتصبح معلمة للدين، وقال جار للأسرة لوكالة «أسوشييتد برس» إن المرأة لم يكن يعلم عنها أنها مختلة عقليا وأنها كانت تتلقى تدريبا لتصبح مدرسة. فيما قال مسؤول في وزارة الداخلية يتولى التحقيق في الحادث إنه لا يوجد دليل على أن المرأة أحرقت المصحف. وقال الجنرال محمد ظاهر: «فرخوندا بريئة تماما». وقال إن 13 شخصا، من بينهم 8 ضباط، ألقي القبض عليهم.
مشاركة :