وصف الكاتب نجيب عصام يماني الإرهاب بأنه كارثة ابتلينا بها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وذلك في كتابه «أقنعة الإرهاب» الذي أصدره مؤخرا في 300 صفحة، وقال في مقدمة الكتاب «إن نار الإرهاب امتدت إلى العالم بقاراته الخمس في ظاهرة غير مسبوقة، أن تنتشر خلايا تنظيم بهذا الشكل الأخطبوطي وتنفذ عمليات إرهابية دموية ومدمرة في مختلف الدول، وبالتحديد تلك التي نفذت به القاعدة عملياتها الإرهابية». وعرف يماني الإرهاب، مستندا إلى عدة مصادر وتعريفات لغوية في العديد من القواميس العالمية، بأنه «مجموعة أعمال العنف التي ترتكبها مجموعات ثورية أو أسلوب عنف تستخدمه حكومات». كما استعرض المؤلف في كتابه الجهود الدولية لتعريف الإرهاب وأشكاله، متناولا القناع الديني للإرهاب الذي وصفه بالعلاقة العميقة الجذور والقديمة في تاريخ المجتمعات البشرية، كما تطرق إلى الإسلام السياسي في الوطن العربي وعلاقته بالإرهاب. وفي باب الكتاب الثالث أورد يماني مجموعة من المواضيع الأكثر حساسية، منها أقنعة الدين والسياسة والسياق التاريخي لظاهرة الإرهاب، وضرب بعض الأمثلة لذلك منها حركة الإخوان، وحركة جهيمان، وحركة صعود الخمينية، والأصوليون الجدد. وفي باب الكتاب الرابع، أورد يماني المؤثرات الاقتصادية الاجتماعية الداخلية وسلبيات الوفرة وانعكاساتها. أما في الباب الخامس فكتب المؤلف بإسهاب عن محاولات تسييس الدين، كما كتب عن المؤثرات الفكرية والنفسية والتأثر بالأفكار المستوردة وشيوع الثقافة التكفيرية. الكتاب بشكل عام كان محاولة جادة من أديب سعودي استشعر خطر الإرهاب، واعتبره «واجبا دينيا ووطنيا لإيقاظ المشاعر واستنهاض الهمم حول ضرورة الاصطفاف خلف قيادتنا الرشيدة للقيام بواجبنا الوطني في حدود ما يتيح الفكر من مساحة للتوعية والتحاور، ذلك أن الحرب المفروضة علينا ضد الإرهاب إنما هي معركة فكرية في المقام الأول». وطالب نجيب يماني المجتمع بأن يغوص في عمق القضية بحثا عن الأسباب والعوامل والمؤثرات التي أدت إلى بروز وانتشار هذه الظاهرة وكشف الأقنعة التي يخفي أهدافه وراءها، كما أقر بأن الإرهاب يكمن في الفكر المتخلف والمتطرف، بغض النظر عن الأسباب الأخرى التي يمكن النظر إليها كعوامل مسانده ومساعدة لا يمكن فصلها أو استبعادها وتجاهلها. ويعد كتاب «أقنعة الإرهاب» ليماني سادس نتاج فكرة الأدبي، حيث قدم للمشهد الأدبي مجموعة إصدارات منها: أفعال رسول الله ودلالتها على الأحكام الشرعية، التنمية المستدامة، مرافئ المستحيل، المقاصد وخلق الخلق، والقواعد الفقهية.