كشفت دراسة اقتصادية نشرت أن ثلثي الشركات الأوروبية العاملة في الصين تضررت من الحرب التجارية الحالية بين واشنطن وبكين. وأظهرت الدراسة المسحية التي أجريت لصالح غرفة التجارة الأوروبية في الصين أن الشركات الأوروبية «عالقة في مرمى النيران المتبادلة» في هذه الحرب، ولم تستفد من النزاع بين بكين وواشنطن، على عكس ما كان البعض يأمل عندما بدأ الخلاف العام الماضي. وأجريت الدراسة خلال شهري يناير وفبراير الماضيين، حين تصاعدت حدة الحرب التجارية الأميركية الصينية منذ ذلك الوقت. وفي وقت سابق من الشهر انهارت المفاوضات التجارية، في حين رفعت أميركا الرسوم المفروضة على 250 مليار دولار من السلع الصينية من 10% إلى 25%، وردت الصين بزيادة الرسوم المفروضة على ما قيمته 60 مليار دولار من السلع الأميركية. وبحسب غرفة التجارة الأوروبية في الصين، فإن أغلب الشركات التي شملها المسح قالت إنها لم تتأثر بالرسوم الأميركية والصينية المتبادلة، ما يشير إلى أن هذه الشركات تستهدف السوق المحلية الصينية وليس التصدير. ووفق الدراسة، يعد أبرز مصادر القلق بالنسبة للشركات الأوروبية في الصين بعد تباطؤ الاقتصاد الصيني (45%)، والاقتصاد العالمي (27%)، وازدياد تكاليف العمالة في الصين (23%)، هو الحرب التجارية بين واشنطن وبكين (23%). وأجريت الدراسة التي شملت إجابات من 585 شركة في يناير، مع تراجع حدة التوترات التجارية عبر المحيط الهادئ. إلا أن منسوب التوتر ازداد مجددا مطلع مايو مع تبادل أميركا والصين فرض رسوم جمركية عقابية إضافية على بعضهما البعض. إلا أن ربع الشركات الأوروبية في الصين ذكرت مطلع العام أنها بدأت تتأثر سلبا بزيادة الرسوم الجمركية الأميركية على المنتجات الصينية. وتصنّع شركات أوروبية كثيرة منتجاتها في الصين وتصدّرها إلى العالم. وانتقل عدد صغير منها (6%) أو تخطط للانتقال إلى دول أخرى في آسيا وأوروبا لتجنّب الرسوم الأميركية. وعلقت غرفة التجارة الأوروبية في الصين على نتائج الدراسة بأنه «يجب حل المسائل الأساسية التي تشعل الحرب التجارية بالتعامل مع الحواجز الموضوعة أمام الوصول إلى الأسواق والتحديات التنظيمية». وتشير 53% من الشركات إلى أن الأنشطة التجارية باتت أكثر صعوبة خلال العام الماضي، مقارنة بـ48% قبل عام، بينما تصدرت «القواعد والأسس التنظيمية المبهمة» قائمة العقبات التي ذكرتها الشركات. في ما تشكّل صعوبة الوصول إلى إنترنت لا تخضع لرقابة مشددة عاملا غير مناسب لـ51% ممن شملهم الاستقصاء. ورغم المشكلات، لا تزال الصين بين أبرز 3 وجهات في العالم للاستثمار المستقبلي بالنسبة لـ62% من الشركات التي شملتها الدراسة، في زيادة قليلة عن العام الماضي بينما تخطط 56% منها لتوسيع أنشطتها التجارية في البلاد هذا العام.
مشاركة :