تعتزم كل من مصر واثيوبيا على تعزيز تعاونهما بشأن تقاسم مياه النيل ودفن خلافاتهما بعد سنوات من العلاقات المضطربة. ويأتي هذا التحسن في العلاقات الدبلوماسية غداة توقيع الرئيس المصري ورئيس الوزراء الاثيوبي مع الرئيس السوداني عمر البشير اتفاق مبادىء حول بناء اثيوبيا لسد ضخم لتوليد الطاقة الكهربائية على النيل الازرق. وقد عارضت مصر لفترة طويلة بناء هذا السد تخوفا من ان يخفض كمية المياه التي تغذيها. وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي يقوم بزيارته الاولى الى اثيوبيا، امام الصحافيين، ان هذا الاتفاق المبدئي خطوة ايجابية في الاتجاه الصحيح. علينا ان لا نهدر الوقت بعد الان. وهذا التصريح يعتبر تغييرا جذريا مع اللهجة المتوعدة التي استخدمها الرئيس السابق محمد مرسي عندما بدأت اثيوبيا بتحويل مجرى مياه النيل الازرق في العام 2013. من جهته قال رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي مريام ديسالين ان التقدم الاهم هو ان هناك الان ارادة سياسية والتزاما من الجانبين للاحتفاظ بهذا الاندفاع. لن يكون هناك عودة الى الوراء. لكن اتفاق المبادئ الذي ابرم الاثنين لا يعطي توضيحات مفصلة عن كميات المياه التي ستكون لكل بلد. وتخشى مصر والسودان من ان يؤثر ملء خزان سد النهضة، الاكبر في افريقيا، على منسوب النهر. وقد شكلت لجنة وزارية للتوصل الى اتفاق نهائي. واتفق السيسي وديسالين على الالتقاء مجددا مرة كل سنة لتذليل العقبات. وقال السفير الاثيوبي في مصر محمود ديرير غدي نظرا الى الماضي، انه فعلا اقصى ما يمكننا الحصول عليه، اننا نتفاوض بشأن هذا الملف منذ 20 سنة. كنا في طريق مسدود والان بفضل هذا الاتفاق يمكننا تجاوز هذا الطريق المسدود. وسيتوجه الرئيس المصري الاربعاء الى البرلمان الاثيوبي لتوجيه رسالة محبة وسلام من قبل الشعب المصري كما قال.
مشاركة :