وتوقع مراقب سياسي عراقي أن تقوم إيران بما يمكن تسميته بعمليات “جسّ النبض” لمعرفة ردود أفعال الولايات المتحدة، معتبرا ما جرى من قصف لمحيط السفارة الأميركية يدخل في ذلك الإطار الذي يمكن اعتباره تعبويّا أيضا. وقال إن الأمر يكشف عن استعداد ميليشيات عراقية للقتال إلى جانب إيران، بما يعدّ رسالة إلى الولايات المتحدة، مضمونها أن مصالحها في العراق لن تكون محمية وليست بعيدة عن الحرب. وأضاف المراقب في تصريح لـ”العرب” أنه إذا ما كانت إيران قد اختارت ميليشيا صغيرة ومغمورة للقيام بتلك العملية فلأنها تسعى إلى ألا تضع ميليشياتها الكبيرة في مواجهة الغضب الأميركي، وهو ما يعني أنها يمكن أن تضحي بتلك الميليشيا الصغيرة في عملية التعرف على نوع ردّ الفعل الأميركي. وشدد بقوله إنه من الواضح أن ردود أفعال أتباع إيران في العراق على العملية تكشف عن شعورهم بالخوف من أن يُزج بهم في صراع، لن يكونوا قادرين على تحمّل نتائجه. ويعتقد المراقب أن الرد الأميركي سيكون مؤجلا إلى أن تتعرف الولايات المتحدة على حقيقة ما يجري في العراق، وهو ما يمكن أن يستغرق وقتا طويلا وسيكون بمثابة وقت عصيب بالنسبة لقادة الميليشيات الحائرين بين ولائهم لإيران ومنافع الحكم في العراق التي يمكن أن يفقدوها إذا ما وضعت الولايات المتحدة نهاية لسلطتهم. وهو ما كان مقتدى الصدر صريحا فيه حين أشار إلى نهاية العراق.
مشاركة :