في قرار وجد ترحيباً واسعاً من السعوديات أمس، وجّه وزير التعليم الدكتور عزام الدخيّل بافتتاح حضانات للأطفال في جميع مدارس البنات في المملكة بشتى أنواعها الحكومية والأهلية والأجنبية، مشيراً إلى رغبة الوزارة في زيادة إنتاجية المعلمات واطمئنانهن على أبنائهن أثناء أوقات الدوام الرسمي. وقال الدخيّل عبر حسابه الشخصي في «تويتر»: «رغبة في زيادة إنتاجية المعلمات والاطمئنان على أطفالهن، فقد أصدرت للتو قراراً بافتتاح حضانات في الروضات ومدارس البنات الحكومية والأهلية والأجنبية». ويأتي قرار وزير التعليم بعد سنوات أو عقود -بتعبير أدق- من المطالبة بإيجاد حاضنات للأطفال في المدارس حتى تتوافر بيئة العمل المناسبة للمعلمات السعوديات، لاسيما من يعانين من مسألة إيجاد عاملات منزليات يراعين أبناءهن. وشهدت الآونة الأخيرة ازدياد مخاوف المعلمات السعوديات من العاملات المنزليات، بعد وقوع عدد من حوادث القتل التي تعرض لها أطفال أبرياء على أيدي بعض العاملات اللاتي استغللن عدم وجود الأمهات العاملات في منازلهن لأوقات طويلة. وأوضحت المعلمة لطيفة عبدالمحسن أن هذا القرار طال انتظاره كثيراً، مستبشرة بتطبيقه، ومتمنية أن يكون ذلك في أسرع وقت، مبينة أن صعوبة تطبيقه تتمثل في افتقار عدد من المدارس إلى البنية التحتية اللازمة لوجود هذه الحضانات، وغياب التجهيزات الرئيسة، إضافة إلى تدني مستوى النظافة في عدد منها. وتقول المعلمة لطيفة عبدالمحسن في حديث لـ«الحياة»: «اصطحابي لأطفالي معي إلى المدرسة ووجودهم في نفس المكان سيسهل لي القيام بعملي، إذ إننا في الغالب نُعاني من غيابنا لساعات كثيرة عنهم ما يؤدي إلى انشغال تفكيرنا فيهم لساعات عدة»، مضيفة أن هذا القرار سيكون له تأثير كبير في تقليل الطلب على إجازات الأمومة. وأفادت بأن عدداً كبيراً من المعلمات لن يستفدن من هذا القرار، خصوصاً من يتواجدن في القرى النائية، مشيرة إلى أنها لن تغامر باصطحاب أطفالها معها في رحلة تمتد لساعات عدة. من جهتها، أكّدت المعلمة نجلاء الفهد أن أهمية القرار تتمثل في شعورها بالاطمئنان على أبنائها من خلال اصطحابها لهم لنفس المدرسة، ووجودهم في أماكن قريبة منها، مشددة على أهمية إيجاد أماكن مناسبة للحضانة، ولافتة إلى أن غالب المدارس الحالية لا تتوفر فيها المقومات الأساسية لذلك. وأفادت الفهد في حديث لـ«الحياة»، بأنه من خلال تجربة سابقة لها - في إحدى المدارس في الرياض، تكفلت مديرة المدرسة بتخصيص غرفة خاصة لحضانة الأطفال، مشيرة إلى الأثر النفسي الإيجابي المُترتب على قرار مديرة المدرسة آنذاك، من خلال التزام المعلمات ومدى حرصن على تأدية عملهن على أكمل وجه، وشعورهن بالاطمئنان على وجود أبنائهن بجوارهن.
مشاركة :