بيروت، نيويورك رويترز، أ ف ب أعلن تحالف من جماعات مسلحة في سوريا أنه بدأ أمس هجوماً للسيطرة على مدينة إدلب الواقعة شمال غرب البلاد والقريبة من الطريق السريع الرابط بين دمشق وحلب، في وقتٍ ذكر التليفزيون السوري الرسمي أن الجيش هاجم مقاتلين معارضين في محافظة إدلب. وأصدرت جماعات مسلحة معارِضة، من بينها «جبهة النصرة» فرع القاعدة في سوريا وحركة «أحرار الشام»، بياناً مشتركاً حددت فيه هدفها من هذا الهجوم و«هو السيطرة على مدينة إدلب العاصمة الإقليمية». وأفاد ناشطون باستهداف القوات المعارضة عدداً كبيراً من حواجز النظام في المدخل الشمالي للمدينة. ويسيطر جيش النظام على المدينة، في حين يتمركز مقاتلون معارضون خارجها. بدوره، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الصراع أن تحالف الجماعات المسلحة شن هجمات على عدة مناطق في إدلب منها مواقع للجيش، لكنه لم يخترق مشارف المدينة بعد. في المقابل، أعلن التليفزيون السوري الرسمي أن «الجيش هاجم المقاتلين في محافظة إدلب»، لكنه لم يذكر حدوث هجوم للسيطرة على المدينة. في سياقٍ آخر، تحدث مرصد حقوق الإنسان أمس عن «تجنيد تنظيم داعش أكثر من 400 طفل في مناطق سيطرته في سوريا منذ مطلع العام الحالي». وقال المرصد في بيانٍ له «لا يزال التنظيم مستمراً في استقطاب الأطفال وتجنيدهم ضمن صفوفه تحت مسمى أشبال الخلافة». وبيَّن المرصد أنه وثَّق «انضمام ما لا يقل عن 400 طفل دون سن الـ 18 إلى صفوف التنظيم منذ مطلع العام وحتى الـ23 من شهر مارس في مناطق سيطرته داخل الأراضي السورية». وتُظهِر مقاطع فيديو نشرتها حسابات مرتبطة بـ «داعش» على الإنترنت أطفالاً لا تتخطى أعمار بعضهم الـ8 سنوات وهم يحملون أسلحة ويطلقون النار ويزحفون على الأرض كجزء من التدريبات العسكرية. وغالباً ما يستخدم التنظيم الأطفال الجنود، وفق مدير المرصد رامي عبدالرحمن، كعناصر على نقاط التفتيش أو لجمع معلومات من الأحياء غير الخاضعة لسيطرته نظراً لسهولة تنقلهم دون أن يلاحظهم أحد. ولكن في حالات أخرى يتم تجنيد بعض الأطفال لمهمات أكثر عنفاً. وأظهر شريط فيديو نشره التنظيم الشهر الحالي فتى لا يتجاوز الـ 12 من عمره وهو يعدم رهينة روسيا من خلال إطلاق النار عليه مرات عدة من مسدسه. كما أشار رامي عبدالرحمن إلى أن «التنظيم المتطرف استخدم 10 أطفال على الأقل في عمليات انتحارية، كما شكّل وحدات قتال خاصة من الأطفال»، واصفاً ذلك بأنه «استغلال وغسيل دماغ واضح». وليس «داعش» المجموعة الوحيدة التي تجند الأطفال في سوريا لكنها الوحيدة التي تعلن ذلك جهاراً. و»ما يثير الانتباه أنهم لا يخفون ذلك بل يتباهون به»، بحسب نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة «هيومن رايتس ووتش» نديم حوري. وذكر حوري أن «استخدامهم للأطفال الجنود هو جزء من عملية تلقين عقائدية واسعة، وهم يتحدثون باستمرار كيف سيُكوِّنون الجيل الجديد». إلى ذلك، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في تقريرٍ حول الوضع في سوريا أن السوريين «يشعرون بأنهم باتوا معزولين أكثر فأكثر عن باقي العالم». وسيُعرَض هذا التقرير على مجلس الأمن غداً الخميس لمناقشته، وهو الـ13 من نوعه ويغطي الفترة من مطلع ديسمبر إلى الـ28 من فبراير الماضيين. وأفاد التقرير بأن «الناشطين في المجال الإنساني يواصلون توزيع المساعدات شهرياً لملايين الأشخاص المعوزين، لكن مهمتهم تبقى صعبة للغاية وخطيرة». ووصف توزيع هذه المساعدات بأنه يبقى صعباً للغاية بسبب العنف وانعدام الأمن على الأرض، إضافة إلى العقبات التي يضعها النظام السوري وبعض المجموعات المسلحة. ويشير التقرير بالاسم إلى تنظيم «داعش» الذي أجبر برنامج الأغذية العالمي على وقف نشاطاته في شمال وشرق سوريا حيث تنتشر قواته. ورغم هذه العقبات يشير التقرير إلى تمكن عدد كبير من القوافل الإنسانية من دخول سوريا عبر دول مجاورة مثل تركيا والأردن. ويذكر التقرير أن «الأمم المتحدة تمكنت من إرسال كثير من مواد الإغاثة عبر الحدود خلال فترة الـ3 أشهر هذه، وهي أكثر مما أُرسِلَ خلال الفترة السابقة الممتدة بين سبتمبر ونوفمبر 2014».
مشاركة :