«قصور الطائف الأثرية» شواهد تاريخية لا تنسى

  • 3/25/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تقف المنازل التراثية في أنحاء متفرقة من الطائف لتجسد طابعاً معمارياً مميزاً لمدينة عريقة اكتنفها نسيج عمراني جمع مابين الجمال الأخاذ حيث الرواشين الخشبية المزخرفة والأعمدة الحجرية بتيجان وأقواس جسدت دقة ومهارة الحرفيين آنذاك، والطائف تزخر بالكثير من القصور الأثرية بطابعها المعماري المميز، وقد كانت أمانة الطائف سباقة إلى حصر المباني القديمة والرفع للجهات المختصة للعناية بها، كما قامت بالحفاظ على مواقع مهمة من الهدم والإزالة كقصر جبرا التراثي الذي كاد أن يزال ولكن الأمانة اتفقت مع صاحب المخطط لتركه حتى يتم العناية به فكان ذلك، بينما سعت الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى الحفاظ على هذه المباني التراثية بجهود موفقة. جهود هيئة السياحة أكد الدكتور محمد قاري السيد أمين عام برنامج الطائف عاصمة المصايف العربية أن محافظة الطائف تزخر بالعديد من المواقع الأثرية والتراثية وفي مقدمتها القصور الأثرية التي تعتبر رافداً مهماً لتعزيز الاستثمار السياحي وإيجاد أرضية صلبة لانطلاق السياحة التراثية والأثرية التي تعكس ماتملكه الطائف من مقومات متنوعة، إلا أنه من الملاحظ في الجهود التي تبذلها هيئة السياحة والآثار أن العديد من هذه المواقع التاريخية والأثرية بحاجة إلى جهود مكثفة لترميمها وتأهيلها للاستثمار السياحي في محافظة الطائف، خصوصاً وأن هذه القصور الأثرية تعكس أنماطا بدائية وزخرفية فريدة. لجنة للتوثيق وأكد الدكتور عايض الزهراني أستاذ التاريخ النقدي ورئيس مركز تاريخ حضارة الطائف أنه دائما عندما يتعلق الأمر بالقصور التاريخية والأثرية تمتلك الطائف أجملها، وتعتبر تحفة معمارية تقف بعظمة وشموخ على تراث وتاريخ مدينة الطائف الضاربة في خاصرة التاريخ منذ عام فمدينة الطائف تتناثر على أطرافها القصور التاريخية التي تتميز بطراز معماري فريد من نوعه، في مواقع مميزة وذاكرة مكثفة النواحي التاريخية، حيث يتمثل تفاصيله، ومن أبرز هذه القصور قصر شبرا التاريخي المتميز بالروعة المعمارية التي صممت بالطابع الروماني الإسلامي، وكذلك قصر الكاتب الذي يتميز بمعماري فريد ويقف شامخاً بأعمدته وتيجانه وأقواسه في فترة ما من عقود من الزمن أهملت هذه القصور وتعرضت للنسيان وعدم الالتفات إليها بشكل جيد أو استثمارها، ولكن بدأ الالتفات جيداً عندما اهتم رئيس الهيئة السياحية بالقصور التاريخية المتناثرة على مساحة الوطن، وذلك لاهتمامه وعشقه للتراث وما ذلك إلا نظراً لقيمة هذه القصور من الجانب الحضاري على مستوى المدينة وكان لمشروع الملك عبدالله الذي يهتم في أساسه إلى العناية المباشرة في الاهتمام بالسياحة ودمجها في دورك الاقتصاد السياحي والثقافي، وكذلك لا ننسى اهتمام محافظ الطائف فهد بن معمر بالقصور وترميمها، حيث كلفت لجنة برئاسته تقوم بعملية حصر وتوثيق المباني التاريخية بالطائف والإشراف عليها مباشرة والمحافظة عليها وحمايتها من العبث والتعدي، وأن تكون مراكز ثقافية واستثمارها أيضا بأن تكون فنادق تنطق بالشواهد التاريخية، وتكون نقطة ضوء كبيرة في خريطة في مدينة المصيف. مركز تاريخي وكانت أول عملية استثمار لهذه القصور بالتوجيه الكريم من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس دارة الملك عبدالعزيز عندما وجه بإنشاء مركز لتاريخ وحضارة الطائف وأن يكون مقرها أحد القصور التاريخية الحضارية، وتم اختيار مقر بيت الكاتب التاريخي ليكون مركز تاريخ الطائف، وتحويله وطنياً ثقافيا تاريخياً. القصور التراثية وأوضح المؤرخ والباحث السياحي عيسى علوي القصير أن القصور التراثية في الطائف تمثل تاريخاً مشرقاً اهتم به السكان ولقيت الدعم من ملوك هذه البلاد رحمهم الله، فهناك بيت الكاتب الذي يقع بحي السلامة ويتكون من ثلاثة أدوار وجمع الفن المعماري الروماني والعثماني، والبناء مزخرف وبه أعمدة دائرية من الحجر والنورة، وبعضها شبه حلزوني، وأنشأ هذا القصر محمد علي كاتب وسكنه بعد ترميمه نائب الملك بالحجاز الأمير فيصل بن عبدالعزيز (الملك فيصل - رحمه الله)، ثم سكنه من بعده أبناؤه وهم عبدالله ومحمد وسعود وتركي وخالد الفيصل، ثم سكنته ابنته سارة ثم سكنه بعض الأمراء منهم الأمير بندر بن محمد بن عبدالعزيز، ثم سكنه الأمير عبدالله الفيصل، ثم الأميرة شيخة بنت عبدالعزيز. استثمارها كفنادق تراثية ومتاحف ومطاعم.. رافد للسياحة في المحافظة قصر شبرا واستطرد.. ليس هناك أشهر من قصر شبرا الذي يقع في شارع شبرا العام شمال المحكمة العامة، وقد بني هذا القصر عام 1323ه، وقد بني القصر على الفن المعماري الروماني وسكنه الشريف علي بن عبدالله بن عون، ثم السلطان وحيد الدين محمد السادس من سلاطين الدولة العثمانية ثم سكنه الملك عبدالعزيز وأبناؤه وعائلته وأنجاله، كما شهد قصر شبرا ملحمة تاريخية حينما استقبل الملك عبدالعزيز ابنه الأمير سعود بن عبدالعزيز بعد عودته من إحدى المعارك البرية، كما شهد القصر ولادة الأمير نواف بن عبدالعزيز والأمير طلال بن عبدالعزيز، كما اتخذه الملك فيصل -رحمه الله-، قصراً لرئاسة مجلس الوزراء أثناء فترة الصيف، واستقبل فيه رؤساء الدول وكما اتخذه الأمير مشعل بن عبدالعزيز وزير الدفاع، مقراً لوزارة الدفاع ثم أعيد القصر لوزارة الدفاع مرة أخرى وأصبح متحفاً لوزارة الدفاع ثم أصبح متحفاً عاماً للطائف. هندسة رومانية وعثمانية وبيت الكعكي التراثي يقع بحي السلامة على الشارع العام أمام الدفاع المدني بني على الشكل الهندسي المعماري الروماني والعثماني ويتكون من ثلاثة أدوار وقد ازدان بأعمدة من الحجر والنورة وبزخارف بأشكال جميلة، وسكنه آل الكعكي ثم سراج كعكي، كما كان يؤجر في مواسم الصيف على بعض الأسر الكبيرة التي تأتي إلى الطائف في أشهر الصيف. وهناك قصر الصيرفي الذي يقع بحي السلامة على امتداد شارع الجيش ويتكون من دورين، وبناؤه على طريقة البناء الحجازي العثماني وبه نقوش وزخارف ذات الألوان الجميلة، سكنه آل الصيرفي ثم سكنه بعض الأسر التي تصطاف خلال فترة الصيف. وأيضاً يوجد قصر الدهلوي الذي يقع بحي قروى في شارع الترميذي، ويتكون من ثلاثة أدوار، وطريقة بنائه على الطريقة الحجازية الطائفية سكنه الأمير عبدالله الفيصل، وكذلك بعض أفراد الأسرة المالكة خلال أشهر الصيف، كما سكنه الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- أثناء وجود الملك عبدالعزيز في الطائف خلال فترة الصيف. أسواق تراثية ولفت القصير إلى أن هناك عشرات المنازل والقصور التاريخية شاهدة على التطور العمراني بالمنطقة المركزية وسط السوق المركزي لمدينة الطائف، كما يوجد أسواق ومحال تجارية تم بناؤها بالحجر والنورة والأخشاب مثل خان المفتي بوسط السوق بجوار مسجد الهادي الذي هدم في الثمانينات الهجرية وخان آل القاري الشهير بخان القاضي الموجود حالياً بوسط المدينة، كما يوجد خان الملطاني الذي هدم عام 1418ه، وبني بالمسلح الحديث وغيرها من المباني التراثية المعمارية. وبين القصير إلى أنه بالنسبة لهذه القصور الأثرية والباقية إلى الآن يتم الاستفادة منها عبر البحث عن الورثة لهذه القصور، والتنسيق معهم حيال صيانتها من قبلهم، أو استثمارها من قبل المؤسسات أو رجال الأعمال لترميمها وصيانتها من الاندثار، وكذلك عمل شراكة ما بين هيئة السياحة والآثار وأمانة الطائف لصيانتها بالاتفاق مع أبناء الورثة للحفاظ عليها من الاندثار، وتكون موقعاً للسياحة والزيارة لما تملكه من مقومات للبيوت الحجازية، وأيضاً بعض القصور تكون فنادق على الطراز الحجازي، ويستفاد منها لجلب المؤسسات المتخصصة لهذه القصور، وأيضاً أن يصبح أحد هذه القصور متحفاً تحت مسمى (المجلس الطائفي) ويؤثث بالكامل، من جميع المستلزمات والأثاث والأواني والأدوات المنزلية، ويزويد بالتحف القديمة. من الاندثار إلى الازدهار أكد مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمحافظة الطائف عبدالله السواط عناية الهيئة بالمباني والقصور التراثية، حيث أنشأت مركز التراث العمراني، وعملت على حصر تلك المباني التراثية والعمل مع الشركاء والملاك لإعادة ترميمها وإحيائها تحت شعار (من الاندثار إلى الازدهار) لتكون شواهد حضارية لحقب زمانية تحكي تاريخا مهما وحدثا سياحيا جاذبا، وبتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عملت الهيئة على وضع القصور والقرى التراثية الجاهزة منها على الخارطة السياحية، وفقا للمسارات السياحية المعتمدة، لتتم الاستفادة منها وفقا لطبيعة الاستخدام الممكن، فالبعض منها تحول إلى متاحف، والبعض الآخر بالإمكان تحويلها إلى فنادق تراثية أو أسواق شعبية أو غير ذلك من الاستخدامات السياحية الممكنة بحسب مكونات المبنى وموقعه.

مشاركة :