بدأت في مدينة شرم الشيخ أمس أعمال اجتماعات المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين العرب للإعداد لاجتماع وزراء الخارجية العرب غدا الخميس للتحضير للقمة العربية العادية في دورتها السادسة والعشرين برئاسة مصر وبحضور نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي. وناقش المندوبون وكبار المسؤولين برئاسة مصر التي مثلها مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية السفير طارق عادل الذي تسلم الرئاسة من الكويت والتي مثلها السفير عزيز الديحاني، مشاريع القرارات المقرر رفعها إلى وزراء الخارجية العرب ومنها إلى القادة العرب خلال قمتهم يوم السبت المقبل بمدينة شرم الشيخ. ويتضمن مشروع القرارات موضوعات عدة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وتطوراتها وخاصة ما يتعلق بالاستيطان ودعم صمود الشعب الفلسطيني خاصة في مدينة القدس الشريف ودعم موازنة دولة فلسطين بالإضافة بحث متابعة تطورات الصراع العربي - الإسرائيلي وتفعيل مبادرة السلام العربية بالإضافة إلى فك الحصار عن قطاع غزة وإعادة الأعمار، وكذلك ما يتعلق بقضية اللاجئين والأزمة المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا". كما تتضمن مشاريع القرارات تطورات الأوضاع في لبنان والعراق واليمن وليبيا والصومال وسورية خاصة ما يتعلق بالجولان السوري المحتل وقضية جزر دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تحتلها إيران. كما يأتي موضوع صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب ومكافحة الجماعات الإرهابية المتطرفة على رأس جدول الأعمال. كما يتضمن جدول الأعمال تقرير الأمين العام للجامعة العربية عن العمل العربي المشترك، وكذلك استعراض بند بشأن تعديل ميثاق جامعة الدول العربية والنظام الأساسي المعدل لمجلس السلم والأمن العربي. وأكد مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير طارق عادل أهمية انعقاد القمة العربية السادسة والعشرين، وقال في كلمته عقب تسلمه رئاسة اجتماع مجلس الجامعة التحضيري للقمة على مستوى المندوبين وكبار المسؤولين "إن الأمة العربية ترقب ما سيصدر عن هذه القمة من قرارات تساعد على صون الأمن القومي العربي الجماعي وتقدم أطروحات فاعلة تمضي بالقضايا العربية قدما نحو الحفاظ على مقدرات الشعوب العربية وأمنها واستقرارها". وأضاف أن جدول أعمال الاجتماع حافل بالعديد من القضايا في مقدمتها القضية الفلسطينية والعمل على إخلاء المنطقة من السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل بالإضافة إلى أخر التطورات في العديد من دول المنطقة . وعبر السفير عادل عن تطلعه للخروج بقرارات لصون الأمن القومي العربي وبلورة مواقف وتحركات عربية يكون لها واقع ملموس على حاضر الأمة. وقال عادل إن "دعمنا سيظل متواصلا لقضية العرب الأولى وهي القضية الفلسطينية مهما تكاثرت وعظمت المشكلات حولها، كما تتواصل الجهود لإيجاد وسائل سياسية ملائمة لحل الأزمات في ليبيا وسورية واليمن". ومن جانبه، استعرض مندوب الكويت لدى الجامعة العربية السفير عزيز الديحاني جهود بلاده خلال رئاستها للدورة الخامسة والعشرين على مدى عام كامل، مؤكدا أن دولة الكويت حرصت على تعزيز التضامن العربي ولم تأل جهدا في العمل على دعم الجهود الرامية لتحقيق التضامن العربي في مواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة خاصة وأن قمة الكويت انعقدت وسط ظروف حرجة ودقيقة، مشيرا إلى أن الكويت ركزت دعمها على القضية الفلسطينية بوصفها القضية المحورية. وفيما يتعلق بالأزمة السورية، قال الديحاني إنها حظيت باهتمام أمير دولة الكويت خاصة في جانبها الإنساني حيث تستضيف الكويت المؤتمر الثالث للمانحين لدعم أبناء الشعب السوري يوم مارس الحالي علما بأنها استضافت مؤتمرين سابقين عامي و. وأكد السفير الديحاني أن مواجهة الإرهاب والتطرف في مقدمة القضايا التي تناقشها القمة العربية الحالية بشرم الشيخ. وأوضح في تصريح له أن مسألة صيانة الأمن القومي العربي ستأخذ حيزاً كبيراً من الاهتمام كونها تشكل أهمية كبرى في الوطن العربي في الوقت الراهن خاصة في ظل تنامي تنظيم "داعش" الإرهابي في عدد من الدول. وأشار إلى أن هناك الكثير من المواضيع التي سيبحثها المجلس، ويرفعها للمجلس الوزاري تمهيدا لرفعها للقادة العرب في القمة التي تنطلق أعمالها يوم السبت المقبل. من ناحيته، أشاد نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي بالترتيبات المصرية لعقد القمة العربية السادسة والعشرين واختيار أرض الفيروز لعقد هذا الحدث العربي المهم الذي يأتي عقب المؤتمر الاقتصادي الدولي الذي جسد أسمى معاني التضامن العربي قبل الدولي مع مصر وسجل أكبر نجاح تنظيما ومضمونا وتمثيلا وسجلت مصر من خلال نتائجه عودتها القوية والريادية المنوطة بها على المستويين الإقليمي والدولي. ووجه بن حلي الشكر لدولة الكويت على ما بذلته من جهد خلال رئاستها للقمة الخامسة والعشرين والذي يعد إضافة لمسيرة العمل العربي المشترك من خلال أسلوبها الناجح لقيادة الدبلوماسية العربية والدفاع عن القضايا العربية أمام كل المحافل وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
مشاركة :