بعد أن حقق مانشستر سيتي إنجازا تاريخيا بإحراز ثلاثية الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم وكأس رابطة المحترفين الإنكليزية وكأس الاتحاد الإنكليزي، أصبح هناك تساؤل واحد يتردد داخل أروقة النادي وكذلك بين جماهيره، وهو: ما الذي يتعين على الفريق أن يفعله الآن؟ وقدم مانشستر سيتي ما يمكن أن يعتبر أفضل موسم له على الإطلاق لفريق في تاريخ كرة القدم الإنكليزية على المستوى المحلي، وقد استكمل تتويجه بالثلاثية بالفوز على واتفورد 6- صفر السبت في نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي. وقال بيرناردو سيلفا لاعب خط وسط الفريق: "التتويج بجميع ألقاب البطولات المحلية للمرة الأولى أمر مذهل... الآن حان وقت الراحة والاحتفال، وفي الموسم المقبل علينا محاولة حصد هذه الألقاب مجددا". وبعد أن أثبت سيتي نفسه كواحد من أندية القمة في إنكلترا، لا تزال سحابة تلقي بظلالها فوق تلك الإنجازات. صفقات بمليار جنيه ومنذ شراء النادي في 2008، أنفق الملاك الإماراتيون أكثر من مليار جنيه إسترليني (1.27 مليار دولار) على صفقات اللاعبين، لتحويل ناد بقي فترة في الظل إلى واحد من أبرز الأندية. لكن هذا التطور الكبير أثار بعض التساؤلات وحالات من الجدل، التي قد تؤثر على آمال الفريق في التتويج الأكثر أهمية، وهو التتويج بدوري أبطال أوروبا. ويجري الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) حاليا تحقيقات مع النادي بشأن ادعاءات انتهاك قواعد اللعب المالي النظيف، وقد ذكر تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" قبل أيام أن النادي قد يواجه الإيقاف مدة موسم واحد عن المشاركة بدوري الأبطال. ووصف النادي تلك الادعاءات بأنها خاطئة، وهو ما أكده مجددا جوسيب غوارديولا المدير الفني للفريق عقب مباراة أمس. وقال غوارديولا، في المؤتمر الصحافي الذي عقد عقب نهاية المباراة: "قلت عدة مرات إنني أثق بالنادي، وإذا أقر اليويفا بارتكابنا أي مخالفة، فإننا سنتعرض لعقوبة"، مضيفاً: "أعرف أن الناس يرغبون في أن يرونا مذنبين، لكننا بريئون إلى حين إثبات إدانتنا. واليون نحن بريئون". وبدأت استعدادات مانشستر سيتي على أرض الواقع الأحد عندما أعلن فينسنت كومباني، الذي ارتدى شارة قيادة الفريق لفترة طويلة، أنه بصدد الرحيل عن الفريق لبدء مشوار جديد بنادي أندرلخت البلجيكي. وكان كومباني بمنزلة قلب نابض بالفريق، رغم معاناته من الإصابات خلال الموسمين الأخيرين. وقال كومباني عقب نهائي بطولة الكأس: "إنه بالنسبة لي، أفضل فريق في العالم". وخرج مانشستر سيتي من دور الثمانية بدوري الأبطال بقاعدة احتساب الهدف خارج الأرض بهدفين، أمام توتنهام الذي واصل مشواره في البطولة ويتأهب للقاء ليفربول في النهائي. وقال غوارديولا: "إنه واحد من أفضل المواسم التي قضيتها خلال مسيرتي التدريبية، لا أقول إنه الأفضل، ولكنه من بين الأفضل بالتأكيد"، مبيناً أن "الاستمرار في كل المسابقات مدة عشرة أشهر وتحقيق الفريق إنجازا غير مسبوق، هو أمر رائع". وتابع: "إنني أحب دوري الأبطال، ولكن ما حققناه يعد أصعب من الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا". ولدى سؤاله عما إذا كان بإمكان السيتي التطور بشكل أفضل، أكد غوارديولا حتمية ذلك، معقبا: "يجب علينا ذلك، والتحسن هو أمر ممكن دائما، فلا معنى للبقاء على نفس الحال".
مشاركة :