يخفي مهرجان «كان» السينمائي جانباً قاتماً لفعالياته البرّاقة والباذخة مع بقايا طعام تُخَلّف بالكيلوجرامات، إضافة إلى يخوت وطائرات خاصة تستهلك طاقة كبيرة وسيارات فارهة تستخدم لنقل النجوم لبضعة أمتار، فيما تعده جمعيات بيئية بأنه يمثل «هدراً كبيراً». وقال الناشط البيئي والمخرج الفرنسي سيريل ديون مطلقاً نداءً إلى عالم السينما للعمل على مواجهة الأزمة البيئية: « هناك الكثير من العمل الذي يجب فعله خلال تنظيم مهرجان كان لجعله أكثر مراعاة للبيئة». على مدار 12 يوماً، تبهر هذه المدينة العالم أجمع بفعالياتها السينمائية؛ لكن جمعية الدفاع عن البيئة والطبيعة (ايه دي اي ان) تندد بضريبة نجاح المهرجان، وهي «التلوث الهائل الذي يرافق الحدث». وأوضحت رئيسة الجمعية جنفييف أوشي «خلال المهرجان، يزيد عدد الأشخاص في المدينة ثلاث مرات، يأتي المحترفون والفنانون في طائرات إلى مطاري كان ونيس، وتسير السيارات مسبوقة بدراجات نارية مطلقة صفارات الإنذار في كثير من الأحيان لإيصال الزوار إلى الفنادق، وتجنب الازدحام المروري، كما يضطر أصحاب اليخوت الضخمة في الخليج إلى إبقاء المحركات شغالة طوال اليوم». وقالت أوشي التي نددت ب«استهلاك محموم» إن السجادة الحمراء تغير ثلاث أو أربع مرات يومياً، والكتيبات التي توزع على الرواد تطبع بكميات لا تعد ولا تحصى وأحياناً تطير وتسقط في البحر. وأوضحت الجمعية: إن الألعاب النارية التي تطلق من اليخوت تولد تلوثاً بجسيمات دقيقة تتساقط في البحر وتتسبب في تلوث ضوئي يزعج الطيور البحرية.
مشاركة :