قال رسول الله صلي الله عليه وسلم": ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة، حين يمضي ثلث الليل الأول، فيقول: أنا الملك أنا الملك، من ذا الذي يدعوني فأستجيب له! من ذا الذي يسألني فأعطيه! من ذا الذي يستغفرني فأغفر له! فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر" "رواه مسلم".هذا الحديث الجليل من أحاديث الصفات وهى حق على ما يليق بذات الله تعالى، وأن ظاهرها المتعارف عليه فى حقنا غير مراد ولايتكلم فى تأويلها مع أعتقاد تنزيه الله تعالى عن صفات المخلوق وعن الأنتقال والحركات وسائر صفات الخلق.(ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة . حين يمضي ثلث الليل الأول) أى تتنزل رحمة الله تعالى وأمره أو ملائكته، وقيل الإقبال على الداعيين بالإجابة واللطف إذا انتهى ثلث الليل الأول بعد منتصف الليل وقبل الفجر فإن وقت ابتداء ثلث الليل الثانى حتى الفجر يُستحب فيه الدعاء والأستغفار فهو وقت مبارك فقليل ممن يغتنمه للعبادة والناس نيام.(فيقول : أنا الملك . أنا الملك . من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ! من ذا الذي يسألني فأعطيه ! من ذا الذي يستغفرني فأغفر له !) أى توكيد وتعظيم فأنا –الله عزوجل-الملك المالك ومن يستغفرنى ويسألنى ويطلب منى ويتضرع إلىّ ويتوسل إلىّ ، فهذا دليل على نشر رحمته تعالى وكثرة عطائه وإسباغه نعمه فى ذلك الوقت الذى ينبغى على المسلمين اغتنامه.(فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر) أى يظل سبحانه يُنادى عباده من يدعونى فأستجيب دعائه من الذى يسألنى فأعطيه حاجته وأرضيه من يستغفرنى فأغفر له حتى إضاءة الفجر وفى هذا دليل على امتداد وقت الرحمة واللطف التام إلى إضاءه الفجر .فهذا الحديث يحثنا على طلب الدعاء والاستغفار فى جميع الوقت المذكور إلى إضاءة الفجر، وفيه التنبيه على آن آخر الليل للصلاة والدعاء ولاستغفار أفضل من أوله.
مشاركة :