الدوحة - الراية: قالت صحيفة “التايمز” البريطانية إن الفقر والبطالة ارتفعت معدلاتهما في ظل الرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومته، فقد أشارت في تقريرها الصادم إلى طبيعة الأغذية التي يتناولها الفقراء في مصر على موائد الإفطار خلال شهر رمضان المبارك. وجاء في التقرير الذي أعده مراسلها محمد عز من القاهرة بعنوان “فقراء مصر يفطرون في رمضان على بقايا الأطعمة المتعفنة”، إن المسلمين عندما يجتمعون على طاولة الإفطار، بعد مغيب الشمس، عادة ما تكون الوجبة مكونة من أربعة أنواع، أما فقراء القاهرة فربما لم يجدوا سوى بقايا الطعام للإفطار عليه. ويقول التقرير هناك عشرات الملايين من السكان في مصر يعيشون في فقر مدقع، وأن العديد منهم يفطرون على بقايا الأطعمة، مشيراً إلى أن البطاطس القديمة وعظام الدجاج والجبنة المتعفنة تباع للفقراء في سوق كرداسة، ففي هذا الحي يبيع التجار كل شيء استطاعوا إنقاذه من مآدب الفنادق والمصانع. وتلفت الصحيفة إلى أن امرأة كانت جالسة إلى جانب كوم من القمامة تنادي على الناس ليشتروا “موتيلا” التي يدهن فيها الخبز، بنصف سعرها، مع أن صلاحيتها انتهت منذ ستة أشهر، مشيرة إلى أن هناك شاباً يبيع المخلل الذي يعوم في برميل قذر. وبحسب التقرير، فإن شراء دجاجة كاملة بالنسبة لأحمد، الموظف الحكومي، يعد قراراً صعباً، فهو يحصل على الحد الأدنى من الأجر، وهو ألفا جنيه مصري في الشهر، ولهذا فهو يشتري كيلو من أرجل الدجاج ورقبته وأجنحته، مرة في الأسبوع لإطعام أطفاله. ويفيد عز بأن الفقر والبطالة ارتفعت معدلاتهما في ظل الرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومته، التي وقعت في عام 2016 عقداً مع صندوق النقد الدولي، تحصل فيه على قرض بـ9 مليارات دولار، بهدف التقليل من النفقات، والحد من العجز في الميزانية. وتذكر الصحيفة أن الإصلاحات التي تبعت ذلك أدت إلى قطع الدعم عن المواد الأساسية، وتعويم العملة التي أضعفت التبادل التجاري فيها، وزادت معدلات التضخم. وينوه التقرير إلى أن السيسي حاول إنعاش الاقتصاد المصري من خلال بناء عاصمة جديدة، تبعد 30 ميلا عن العاصمة، وإنشاء تفريعة جديدة لقناة السويس، بهدف خلق فرص عمل، لكن الكثيرين يتساءلون عن قيمة المشاريع الضخمة، في وقت تكافح فيه غالبية المصريين للحصول على ما يكفي لقوت يومهم. وتختم “التايمز” تقريرها بالإشارة إلى أن الرواتب لم ترتفع مع معدلات التضخم، ولهذا تعيش نسبة 60% من سكان مصر، البالغ عددهم 100 مليون، إما في مستوى الفقر، أو عرضة للفقر، بحسب إحصائيات البنك الدولي، لافتة إلى أن الفرد المصري يحتاج إلى العمل 20 ساعة إضافية للحصول على كيلو لحم بقري. وكان أحد خبراء الاقتصاد المصريين قد أشار في وقت سابق إلى ارتفاع مُعدلات الفقر وارتفاع مُعدلات الفقر المصحوبة بزيادة مظاهر الفقر المدقع، التي لم تكن موجودة في مصر بنسب مُرتفعة كما الوضع الحالي. وقال إن نسب الفقر كانت وما زالت موجودة بأرقام كبيرة، لكن مظاهر الفقر المدقع الحالية لم تكن موجودة من قبل بهذا الشكل الضخم، فالآن يلجأ عدد كبير من المواطنين لشراء بواقي الطعام والدواء والملابس لسد احتياجاتهم نتيجة للدخول المتدنية والبطالة، ويتجلى أيضًا الأمر في أعداد من يتهافتون على أموال الزكاة والصدقات والتبرعات الكبيرة. وتكمن الأزمة الأكبر في من هم على حواف الفقر المدقع، بحسب ذلك الخبير. ويُضيف الخبير: الإحصاءات الرسمية تُشير إلى أن ثلث عدد سُكان مصر تحت الفقر، لكن المُرشحين للانزلاق تحت خط الفقر نسبة أكبر، وهذا يعني؛ أن أي تغيير عنيف في مستويات الدخول ربما يدفع نسبة كبيرة من عدد السُّكان إلى خط الفقر لتُضاف إلى صفوف المطحونين.
مشاركة :