سفير الكاميرون: نرفض تقسيم بلادنا ودعوة الأمم المتحدة باطلة

  • 5/21/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

انتقد محمد لابيرينج سفير الكاميرون لدى القاهرة، دعوة البعثة الأمريكية لعقد أول اجتماع للأمم المتحدة عن الأحداث الجارية ببلاده والتي تصفها الولايات المتحدة بالمتدهورة على عكس الحقيقة، موضحا أن الكاميرون دولة واحدة متحدة لا تقبل التقسيم وتدافع عن مصالح شعبها وتراعي حقوق الإنسان خاصة في الشعور بالأمن، والمعيشة الكريمة.وقال خلال مؤتمر صحفي عقده بمناسبة العيد القومي "يوم الاستقلال" الكاميروني، إن بلاده كانت مستعمرة لألمانيا قبل الحرب العالمية الأولى، التي فازتا فيها بريطانيا العظمى وفرنسا، ومن ثم سيطرتا على الكاميرون ونيجيريا وبوروندي ورواندا وناميبيا وتوجو، غير أن بريطانيا ضمت جزء من الكاميرون لمستعمرة نيجيريا، وعقب الاستقلال في عام ١٩٦٠، جرى استفتاء على انضمام الجزء المتحدث الإنجليزية للكاميرون التي تتحدث الفرنسية من عدمه، وجاءت النتيجة مشكوك في صحتها ولم تقبل بها بلاده، ليتم أعادتها عام ١٩٧٢ في ٢٠ مايو، ويصوت الشعب على العودة للكاميرون.السفير الكاميروني أكد أن مصر كان لها دورا عظيم في استقلال بلاده، مثلما ساعدت أغلب الدول الإفريقية في ستينيات القرن الماضي على الاستقلال، وقت رئاسة الزعيم جمال عبد الناصر، ومنذ ذلك الوقت اهتمت الكاميرون بتوحيد شعبها رغم انه يتكلم لغتين رئيسيتين، ونحو ٢٠٠ لهجة، كما دأبت على تنويع مصادر دخلها، والانفتاح على إفريقيا والعالم.وأكد أن ادعاءات البعثة الأمريكية بالأمم المتحدة ليس لها أساس من الصحة، فالكاميرون لم ترفع يوما سلاحها بوجه شعبها بل في وجه الميليشيات المسلحة التي تهدد حياة متحدثي الإنجليزية في الجنوب، وكذلك جماعات بوكو حرام الإرهابية التي تسعى للتسلل من نيجيريا للكاميرون عبر الحدود، وفي هذا الشأن تحقق الكاميرون نجاحا كبيرا بتعاون مع مصر التي تمتلك الخبرات الكافية للتعامل مع الإرهاب، وتمد يد العون للكاميرون بتدريب بعثاتها.ولفت إلى أن الكاميرون تمتلك ثروات هائلة من معادن صلبة ونفيثة، وخيرات طبيعية وبيئة مناسبة للاستثمار، ولكن ينقصها رؤوس الأموال التي يمكنها تحقيق أرباح طائلة من التعاون المشترك، موضحا أن بعض المعادن تخرج من بلاده للعالم بأسعار زهيدة ويتم تصنيعها ثم يعاد شراؤها بمبالغ باهظة، ما حث السفارة في مصر على عمل كتيب يشرح الإمكانات الاقتصادية للكاميرون، وسبل التعاون المقترحة وفرص الاستثمار، وذلك للتعريف بالمجالات التي يمكن الاستفادة منها بالنسبة لمجتمع رجال الأعمال المصري.وتابع لابيرينج، بأن بلاده تتطلع لدفع علاقات التعاون الاقتصادي والسياحي مع مصر، لاسيما في ظل رئاسة القاهرة للاتحاد الإفريقي، وتوجه الحكومة المصرية بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتعميق سبل التعاون المصرية الإفريقية، مشيرا إلى أن هناك لقاءات ثنائية عقدت بين مسؤلين سياحيين من ياوندي والقاهرة، ودارت المناقشات حول ضرورة تسهيل صدور التأشيرة السياحية لمصر، تزامنا مع انطلاق بطولة كأس الأمم الإفريقية التي ستعقد بالقاهرة الشهر المقبل، علاوة على توفير خطوط طيران مباشرة بين البلدين، وهو ما وعدت وزارة السياحة بالعمل عليه خلال الفترة المقبلة.ونوه السفير الكاميروني، الى أنه كان قد تلقى وعدا بتسيير الرحلات المباشرة مايو الجاري، ولكن الأمر توقف دون سبب، معربا عن ثقة شعبه في الأمن والاستقرار بمصر، والسياحة الدينية والشاطئية الخلابة بها، متابعا: "مصر محظوظة برئيس مثل عبد الفتاح السيسي، الذي يعمل بإخلاص لم نشاهده من قبل، ويقيم مشروعات ضخمة تحتاج شلسنوات في غضون أشهر، ثم يحارب الإرهاب في نفس الوقت، ويحظى بشعبية كبيرة داخل بلاده، وهي حالة وتجربة ستكون مثالا يحتذى به لباقي الدول".ووجه حديثه للمصريين: "أنت لا تعرفون حقيقة ما يجري على أرض مصر، فهذه الدولة ووفق الإمكانيات المتاحة استطاعت عمل نهضة في البناء والتعمير وبناء الإنسان، متزامنة مع أحدث مؤسفة تجري على حدودها، ولم تتأثر بها، ووضع دولي خطير لم يعرقل نجاحات الإدارة المصرية سواء في حربها للبناء أو لدحر الإرهاب.. لقد مكثت في منصبي بالقاهرة ١١ عاما، جعلتني مصريا مثلكم، وبكل صدق مصر تعيش أفضل عصورها حاليا، ونتطلع للاستفادة من الإدارة الحالية المحبة للسلام والتعاون والتبادل التجاري والثقافي والاقتصادي مع دول إفريقيا".ودعا شعب بلاده لزيارة مصر والاستمتاع بالطقس والآثار والحضارة، وكذا متابعة مباريات كأس الأمم الإفريقية ومشاهدة النجم العالمي محمد صلاح مهاجم ليفربول الإنجليزي ومعشوق الأفارقة.

مشاركة :