وكانت شركة هاي سيليكون، ذراع صناعة الرقائق التابعة لهواوي، قد أعلنت بعد ساعات من إصدار الحظر الأميركي أنها توجهت فورا لتعزيز اكتفائها الذاتي الذي ازداد بسرعة فلكية في الأعوام الماضية. وقالت الشركة إنها نقلت الخطة الاحتياطية (بلان بي) لتصبح الخطة الرئيسية (بلان أي) بعد ساعات من إعلان الرئيس دونالد ترامب فرض حظر أميركي على تصدير المكونات وقطع الغيار إلى مجموعة الاتصالات الصينية. وكانت هواوي، التي تتخذ من شنتشن مقرا لها قد أغلقت بالفعل عمليات البيع في السوق الأميركية. وانهمكت في تعزيز الاكتفاء الذاتي منذ فرضت واشنطن حظرا مشابها على الصادرات إلى منافستها الأصغر زد.تي.إي الصينية في العام الماضي. وقد أدى ذلك بدوره إلى تأجيج ما يصفه بعض النقاد بالنتيجة غير المقصودة لأعمال واشنطن وهي دفع شركات التكنولوجيا الصينية إلى تسريع قدراتها بدلا من كبحها. وقد اتضح ذلك في انحدار أسهم الكثير من الشركات مثل كوالكوم لصناعة الرقائق الإلكترونية لأنها تحصل على 5 بالمئة من إيراداتها من التصدير لشركة هواوي. كما هبطت أسهم شركات أخرى مثل برودكوم وهي مورد أيضا لبعض مكونات هواوي. ووصف مسؤولو شركات التكنولوجيا الصينية الخطوة الأميركية بأنها “دعوة للاستيقاظ” لأن الولايات المتحدة يمكنها إنهاء إمداداتها من المكونات الحيوية. وأن عليهم تكثيف الجهود لزيادة الاعتماد على الذات. نهمك الشركات الصينية والأميركية حاليا في إعادة ترتيب أوراقها تحسبا لإمكانية فقدان بعض الزبائن الكبار نتيجة اتساع نطاق الحروب التجارية، وخاصة شركة هواوي التي تحث الخطى لإعادة رسم خارطة سلاسل التوريد. 11 مليار دولار مشتريات هواوي من الشركات الأميركية سنويا معظمها من شركة غوغل وقال كين هو، رئيس مجلس إدارة هواوي في مذكرة أرسلها إلى الموظفين صدور مرسوم الحظر الأميركي أن الشركة توقعت صعوبات مع الولايات المتحدة «منذ عدة سنوات» واستثمرت مبالغ كبيرة في البحث والتطوير كإجراء وقائي. لكن محللين يقولون إنه رغم أن هاي سيليكون التابعة لهواوي تعد من أكبر مصممي الرقائق في الصين إلا أنها تعتمد على شركة تي.أس.أم.سي في تايوان في صنع رقائقها، وبالتالي فإنها ستعاني إذا ضغطت الولايات المتحدة على تايوان للالتزام بعقوباتها. كما أن البرامج التي تستخدمها هاي سيليكون لتصميم الرقائق تعتمد أيضا مكونات من شركات أميركية، وقد يؤدي انقطاعها إلى اللجوء لبرامج قديمة لمواصلة تصميم الرقائق المستقبلية. وقالت وكالة بلومبرغ إن الحظر الأميركي على هواوي يشمل 67 شركة فرعية تابعة لها منتشرة في 26 دولة تمتد من ألمانيا إلى مدغشقر والتي تستخدمها هواوي في إدارة أعمالها التجارية.
مشاركة :