قررت رئاسة الحكومة التونسية تشديد الرقابة الأمنية في المناطق الحدودية والمدن الكبرى وبخاصة المدن الساحلية، على خلفية الهجوم على متحف باردو في العاصمة. وأرجأت وزارة الثقافة أمس، افتتاح المتحف لكنها أبقت على الحفل الرمزي لتكريم الضحايا الـ21 الذين قُتلوا الأربعاء الماضي، الذي حضره حشد كبير من التونسيين وسط اجراءات أمنية مشددة. ولم تُعرف أسباب تأجيل إعادة فتح المتحف، فيما أكدت ادارته أن سببه أمني، لكن الحكومة نفت ذلك مشيرةً الى ضرورة «الانتهاء من بعض الأشغال». من جهة أخرى، اتخذت خلية الأزمة في اجتماع لها مساء أول من أمس، سلسلة قرارات تتعلق باعتبار البلاد في «حالة حرب على الارهاب»، إضافة إلى تشديد المراقبة على الشريط الحدودي مع ليبيا عبر الاستعانة بحواجز مادية والاستعداد لمواجهة تطورات الوضع في ليبيا وفق بيان لرئاسة الحكومة التونسية. وأقرت خلية الأزمة، التي يرأسها رئيس الحكومة الحبيب الصيد، وتضم كلاً من وزراء الداخلية والدفاع والعدل وقيادات أمنية وعسكرية، اتخاذ إجراءات مهمة مثل «دعم حماية المناطق السياحية ودعوة المنشآت العامة إلى تفعيل منظومة الأمن الذاتي وتوسيع النسيج الأمني في كل المناطق الحساسة». كما قررت الحكومة مواصلة العمل على تجفيف منابع «الإرهاب» وغلق المساجد التي بُنيت بطريقة فوضوية من دون ترخيص، مشددةً على ضرورة استرجاع كل الجوامع والمساجد التي بقيت خارج سيطرة الدولة و»التي يعتلي منابرها أناس يبثون خطاباً تكفيرياً يحض على الكراهية». في سياق متصل، نشرت وزارة الدفاع التونسية، خلال مؤتمر صحافي أمس، صور مسلحين قتلوا إثر عملية عسكرية واسعة النطاق في المرتفعات الجبلية الممتدة في محافظات الكاف والقصرين المحاذية للحدود التونسية الجزائرية غرب البلاد. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع ابو الحسن الوسلاتي إن الجيش «تمكن من رفع وتفجير 65 قذيفة خلال العام الجاري في مقابل رفع وتفجير 331 قذيفة استعملها الارهابيون العام الماضي»، مضيفاً أن الجيش دمر مخابئ للمسلحين. وأعلن رئيس البرلمان محمد الناصر أمس، عن تفاصيل «المسيرة الدولية لمناهضة الإرهاب» التي ستنطلق ظهر يوم الأحد المقبل بمشاركة رؤساء دول وحكومات وبرلمانيون وديبلوماسيون من مختلف دول العالم. في غضون ذلك، قال مسؤول تونسي، في تصريح لوكالة «رويترز» أمس، إن بلاده ستعيد غلق اجوائها امام الرحلات القادمة من المناطق الغربية في ليبيا بعد أيام من إعادة فتحها للمرة الأولى منذ 6 أشهر وذلك لأسباب «أمنية».
مشاركة :