دعا أحمد قذاف الدم، المبعوث الشخصي السابق للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي، وابن عمه، القمة العربية التي ستعقد خلال أيام في منتجع شرم الشيخ بمصر، للتدخل لإنقاذ ليبيا «قبل فوات الأوان». وانتقد بشدة هجوم دول غربية كبرى، على البرلمان الشرعي في بلاده، بالتزامن مع محاولات يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، برناردينو ليون، للتوفيق بين الفرقاء في هذا البلد. وقال قذاف الدم في حوار مع «الشرق الأوسط» بشأن معلومات عن انضمام قيادات عسكرية كبيرة للجيش الليبي الوطني أخيرا، إنه بدأت بالفعل عودة أعداد كبيرة من العسكريين للانضمام إلى القوات المسلحة، ومن بينهم «ضباط متخصصون»، ولهذا تأثيره على سير المعارك على الأرض في الوقت الراهن. وقلل من شأن جلسات الحوار التي تقودها الأمم المتحدة، وقال إن محاولات الحوار هذه، معظمها مجرد تجميع لمجموعات قد لا تملك السيطرة إلا على بعض الشوارع أو الأماكن أو بعض الحواري في المدن وتريد أن تقنع الناس بأن هذا هو الحل.. «هذه في الحقيقة مسكنات لا معنى لها»، مشيرا إلى أن ليبيا اختلط فيها الحابل بالنابل، وأصبحت مستباحة لكل الأطراف، وقال: «نحن نحزن على هذه الدماء التي تسيل كل صبح وشبابنا يموتون، وعلينا أن نتوقف عن كل هذا إذا كنا جادين، لإنقاذ الوطن». وشدد على أن «الحل في يد الليبيين، وليس في يد «ليون ولا في يد الأمم المتحدة ولا غيرها». وقال إن الليبيين قادرون على القيام بواجبهم تجاه الوطن في هذه المرحلة الحاسمة في تاريخ ليبيا، «وقد أزفت هذه الساعة. وكما نقول دولة الباطل ساعة وهي الآن تنحسر وفي الدقائق الأخيرة». وإلى أهم ما جاء في الحوار: * ما تفسيرك لموقف عدد من الدول الغربية أخيرا تجاه التطورات في ليبيا وانتقادها البرلمان المعترف به دوليا؟ - لا أجد إلا تفسيرا واحدا، وهو أنهم يريدون شرعنة الباطل الذي صنعوه بغزو ليبيا عام 2011. نحن اليوم أمام هذا البرلمان الذي جرى انتخابه العام الماضي.. صفقوا له وجرى تأييده من قبل الرئيس الأميركي باراك أوباما، وقيادات كل من بريطانيا وفرنسا والأمم المتحدة التي يمثلها في ليبيا في الوقت الحالي المبعوث ليون. وقالوا عقب انتخاب البرلمان الصيف الفائت إن هذه هي الديمقراطية وهذه هي الحرية، وإنه اليوم الموعود لتحقيق حلم الليبيين في برلمان منتخب. واليوم نفاجأ بأن السيد ليون يريد أن يهدد.. ويقول هو وبعض وزراء خارجية الدول الغربية وبعض مبعوثي تلك الدول بأنهم قد يسحبون الشرعية من هذا البرلمان أو أن يسقطوا اعترافهم بهذا البرلمان. حين أنظر إلى مثل هذه التصريحات أتساءل: ما هذه الديمقراطية التي يتحدثون عنها، وما هذه الحرية التي يتحدثون عنها؟ * لكن لماذا يجري الهجوم على السلطات الشرعية الآن من جانب بعض الدول الغربية؟ - ما يقولونه اليوم هو محاولة لتسفيه إرادة الليبيين الذين وقفوا في الطوابير وصوتوا لانتخاب البرلمان. ويبدو أنه جرى التغرير بهم حتى اعتقد المواطنون أنهم حققوا حلمهم في الانتخابات. واضح جدا من خلال هذه التصريحات الغربية، أن الغرب يريد مرة أخرى إخضاع ليبيا لسلطة دول الحلف الأطلسي، وكأن هذا الحلف، ومن خلال هذه التصريحات، يريد أن يقول إننا أصبحنا مرة أخرى تحت الحماية الدولة. ولا قيمة ولا معنى لا لإرادة الليبيين ولا لكل الترتيبات والإجراءات التي حدثت في الماضي. وحتى البنود التي طرحت من خلال الحوارات (التي يقودها ليون) وبحث الحكومة (التوافقية)، لم نجد من خلال الوثائق التي نشرت أي شيء يبيِّن لمن تخضع هذه الحكومة وما هو دور البرلمان المنتخب الشرعي في هذا الأمر. أيضا هناك صلاحيات أعطيت لهذه الحكومة المفترضة ما زالت صلاحيات غامضة، وكأنها ستصبح حكومة معلقة في الهواء. من يراقبها؟ ومن يحاسبها على تنفيذ ما سيتفق عليه؟ هذا جانب.. الجانب الآخر، في الحقيقة، هو ما يجري من محاولات هنا وهناك سواء الاجتماعات التي عقدت في جنيف أو بروكسل، هذه اللقاءات مجرد تجميع لبعض الأشخاص والشخصيات، لذر الرماد في العيون حتى يقال إنهم قاموا بدور، وتجاهلوا عن عمد نحو مليوني مهجر ليبي في الخارج.. هذا رقم كبير في ليبيا التي يبلغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة؛ رقم مهم. ولو قلنا إن كل واحد من المليوني مهجر، له شخص واحد أو اثنان في الداخل الليبي من أقاربه أو أشقائه، ولهم نفس المواقف الرافضة لما يجري من دمار منذ عام 2011، لأصبح هذا الرقم 4 ملايين. وبالتالي، فإنه على الأقل لديك نصف الشعب الليبي (يرفض ما يقوم به المجتمع الدولي في بلاده). * وما الحل؟* - على الجميع أن يعرف أن لا أحد يقرر مصير ليبيا في غياب نصف الشعب الذي يحق له أن يكون شريكا في هذا الوطن الذي دفعوا مهره دما عبر تاريخ ليبيا مع الترك ومع الطليان وفي مواجهة الحلف الأطلسي طوال 8 أشهر. لا يمكن تجاهل هؤلاء إذا أردنا السلام والحرية والحوار الحقيقي. * ما سبب التطورات النوعية لعمليات الجيش الوطني الليبي في الأيام الأخيرة.. البعض يقول إن هناك تحالفات قوية بين الجيش بقيادة الفريق خليفة حفتر وقيادات من الجيش من أبناء القبائل التي كانت بعيدة عن المشهد في السابق؟ - الواقع الليبي وما يجري في ليبيا لم يعد يدور حول صراع سلطة.. الوطن ممزق، وتحول إلى جزر بركانية، وتحول إلى وضع يشكل خطرا على وجود دولة ليبيا ومستقبلها في حد ذاته. لذا أصبح الحراك لا علاقة له بالآيديولوجيات أو بالسياسة أو بالصراع على السلطة، وإنما من أجل الوطن. ولذلك كل العسكريين من الليبيين وكل القوى الحية من الوطنيين وكل القبائل تنادت لكي تنقذ هذا الوطن، ولذا نحن حينما نتحدث عن حوار أو نتحدث عن مستقبل ليبيا فجميعنا شركاء في هذا الوطن ويجب أن نلتقي.. * وبالنسبة للجهود الدولية الحالية بشأن الحوار بين الليبيين؟ - إذا كان الغرب جادا فعليه أن يجمع كل الليبيين دون استثناء تحت «راية بيضاء» لنقرر مصير ليبيا، ولا نستثني أحدا من هذا الحوار.. دون غبن ودون تهميش ودون إلغاء للآخر، بغض النظر عن توجهاتنا السياسية. نلتقي تحت رعاية الأمم المتحدة لنقرر مصير ليبيا وعلمها ونظامها السياسي.. وعندها يكون هناك معنى، حيث سيكون كل الليبيين موجودين لتقرير مصير بلادهم، أما الآن فأنت تجمع مجموعات قد لا تملك السيطرة إلا على بعض الشوارع أو بعض الأماكن أو بعض الحواري في المدن، وتريد أن تقنع الناس بأن هذا هو الحل.. هذه في الحقيقة، مسكنات لا معنى لها. ثم التهديد الذي تقوم به بعض الأطراف الغربية وهذه اللهجة المستهجنة.. ليبيا ليست محلا لها. والليبيون الأحرار لن يقبلوا بهذه اللغة التي تحدث بها السيد ليون وبعض السفراء الأجانب. نحن نرفض هذا ونطلب الاعتذار من الأمم المتحدة ومن هذه الدول عن كل هذه الأساليب غير الدبلوماسية وغير الأخلاقية والمهينة لليبيين. هذا شيء مستفز لن يؤدي إلى سلام ولا إلى أمن، وقد لا يقبل بهم الليبيون غدا ليكونوا وسطاء أو شركاء في الحل، ما لم يعتذروا عن هذه اللغة المستهجنة.. * إذا قلنا إن الميليشيات المسلحة تجد ما يمكن أن يسمى بدعم من أطراف غربية فمن أين يتلقى الجيش الوطني والحكومة الشرعية الدعم، حيث إنهم يتعرضون لضغوط من الغرب. من يدعم الشرعية في ليبيا الآن؟ - في ليبيا اختلط الحابل بالنابل.. وأصبحت ليبيا للأسف مستباحة لكل الأطراف.. نحن نحزن على هذه الدماء التي تسيل في كل صبح، وتغذَّى من الخارج، ويُدفع ثمن كل صاروخ وكل طلقة تسقط على مواطن ليبي، للأسف، من أطراف كثيرة.. لم يعد المواطن الليبي يعرف من أين تأتي هذه الصواريخ التي تنفجر فيه وفيمن حوله. كل مواطن يسقط من هذا الطرف أو ذاك الطرف هو مواطن ليبي.. نحن وقود لكل هذه المعارك، وشبابنا يموتون، وعلينا أن نتوقف عن هذا إذا كنا جادين.. في رأيي أن هذا لن يتوقف إلا بأن يقوم حوار جاد يشمل كل الليبيين من مدننا وقرانا وقوانا السياسية وقبائلنا في مؤتمر على غرار مؤتمر الطائف تحت رعاية الأمم المتحدة والجامعة العربية. عندها نجتمع ونقرر ونختار رئيس وزراء محايدا ليس من هذا الطرف أو ذاك الطرف.. ويشرف على انتخابات نزيهة يشارك فيها كل الليبيين.. يعود النازحون ويخرج السجناء ويصدر قانون عفو عام عن كل الليبيين، ويبقى الحق الخاص عندما تقوم الدولة، فحينها كل يطالب بحقه.. من أجرم في حق ليبيا ومن نهب أموال ليبيا ومن اعتدى على حرمات الليبيين، يحاكم وفقا لهذا القانون.. ونسحب الأسلحة وتسلم إلى المعسكرات ونقبل بإشراف دولي على هذا.. تعود الشرطة والقضاء والقانون في عموم البلاد، وهذا ممكن.. * كيف؟ - نحن لدينا، كـ«ليبيين» من الآليات ومن التقاليد ما نستطيع به إنهاء هذه الأزمة بشكل سريع، وقد نفاجئ العالم بهذا. الليبيون ليسوا كلهم أشرارا.. ملايين الليبيين يقبلون بهذا الحل، وهم الأغلبية.. إذا ما طرح الموضوع بهذا الشكل وبهذا الإنصاف.. أي لا يستثنى أحد، وأن يشارك فيه كل الليبيين، فهذا هو الحل. وعندها يصبح للكلام معنى. ولكن تهميش المهجَّرين في الداخل والخارج وعدم الحديث عن السجناء، ودعوة القوى التي تحمل السلاح للتفاوض.. كل هذا يشجع كل القوى السياسية على أن تحمل سلاحا. * السؤال مرة أخرى.. على من يمكن أن يستند البرلمان في حال سحبت الدول الكبرى الاعتراف به؟ - هذا البرلمان نحن لم نشارك فيه.. نحن، كما قلت لك، على الأقل، مليونان موجودون في الخارج، ونحن لأجل الحفاظ على ليبيا ولكي لا تذهب للمجهول اعترفنا بهذا البرلمان، فأصبح البرلمان برلمان الأغلبية، ونحن عندما ندعمه، فإننا ندعمه إلى أن تخرج ليبيا من هذه الحالة كما قلت لك، من أجل إنقاذ الوطن.. عندها لا بد أن نعيد النظر في تقرير مصير ليبيا، ويكون الجميع شركاء فيه. البرلمان يكون قويا حينما يتخذ موقفا لصالح كرامة الليبيين وكبريائهم وعزتهم.. الآن، وبعد كل ما حدث طوال نحو 4 سنوات، سقط القناع، وأصبح الليبيون يتجمعون ويعون هذا الكم الهائل من الآلام والمآسي التي عمت الجميع، وبالتالي أنا متفائل بأننا سنصل قريبا لحل وإنقاذ الوطن، من دون هذا التفكير الغربي والرؤية الغربية لما يجري في ليبيا. * برأيك ما سبب هذا الموقف الغربي الجديد تجاه ما يجري في ليبيا؟ - هم للأسف يعتمدون على مستشارين غير منصفين ويستمعون لطرف واحد ولضفة واحدة من النهر. ولم يستمعوا للطرف الآخر. بل يسخرون من بعض الشخصيات للأسف، وأنا أعرف الكثير من التصريحات المستهزئة ببعض الواجهات الموجودة الآن في ليبيا.. عندما يلتقون بهم ويملون عليهم شروطا ويقبلون هذه المهانة.. هذا شيء محزن. المواطن الليبي لن يقبل بهذا. للأسف الغرب يتعامل مع الحالة الليبية كأنه يتعامل مع دولة مثل السويد.. نحن مختلفون في تفكيرنا وفي عاداتنا وفي تقاليدنا وفي ديننا.. وبالتالي كان ينبغي للجامعة العربية والدول العربية الأقرب إلينا، أن تتدخل للمساعدة، وهي التي تدرك وتعرف ماذا يجري.. وكما فعلنا في الأزمة اللبنانية بعد الحرب الأهلية، يمكن أن نفعل في ليبيا.. أرى أنه ينبغي أن يحدث تدخل من الدول العربية وهي تستعد لعقد قمتها الآن، أي أن تنتخب شخصيات محترمة ونزيهة تذهب إلى ليبيا وتتواصل مع الليبيين.. فبعد الدمار الذي حدث لم يعد مقبولا أن نسكت عما يجري، وأصبح العار يلحق بنا جميعا ما لم نعد النظر ونستعد للانحناء أمام الوطن وتقديم تنازلات من أجل استعادة بلادنا قبل فوات الأوان.. * هل تعتقد أن الجيش، والقوى المتحالفة معه الآن، قادر على كسر شوكة المتطرفين؟ - هذا المناخ وهذه التصريحات الغربية وهذه اللغة تشجع كل الأطراف على التحرك. إذا كان لدينا برلمان شرعي، فلماذا نسمح بتجاوزه؟ أما القوات المسلحة فهي الطرف الأقوى، وإذا ما عاد جنودنا وضباطنا، وهم يعدون بعشرات الآلاف، فإنهم قادرون على حسم الأمر خلال أسابيع. * هل عادوا؟ - بدأوا يعودون.. كثيرون من الشباب والقيادات والضباط بدأوا يعودون للوطن لأن الوطن يناديهم الآن، وأصبحوا ينحنون أمام ليبيا، ومستعدون من أجل إنقاذ الوطن لأن يقدموا كل التنازلات، ليس لطرف معين، ولكن للوطن ككل. وهذا ما جعل التقدم العسكري على الأرض محسوما لصالح القوات المسلحة ولصالح أبناء الشعب الليبي.. أبناء القوات المسلحة من كل ليبيا من الشرق والغرب والشمال والجنوب يشاركون الآن، وهذا ما يحافظ على وحدة الوطن وحريته وكرامته من خلال المؤسسة العسكرية التي تضم كل الليبيين. * نعم.. لكن ما عدد العسكريين السابقين الذين عادوا للانخراط في الجيش حاليا.. كم نسبتهم.. أعلم أنه موضوع حساس، لكن لا بد من الإشارة إليه؟ - قد يفاجأ كثيرون، حتى من الدول التي تراقب ليبيا، بوطنية الليبيين واستعدادهم للتضحية من أجل الوطن والعودة له وحقن دماء الليبيين.. الرقم الذي عاد فقط قادر على الحسم، وما زالت الأعداد تتزايد كل يوم، وحتى الذين كانوا داخل ليبيا ولم يلتحقوا بالقوات المسلحة بدأوا يعودون للجيش. البرلمان أخذ خطوات جريئة برفع القوانين سيئة السمعة من الإقصاء والعزل السياسي.. كما بدأ التواصل بين الليبيين لتجاوز هذه المرحلة إلى أن ننقذ ليبيا. نحن الرقم الصعب في المعادلة الليبية، وسنحسم الأمر في النهاية، ولا أقصد من ذلك إعادة صياغة النظام القديم، وإنما عندما نجلس ونتحاور يعود الأمر مجددا للمواطنين الليبيين ليقرروا مصير ليبيا بحيث تكون ملكية أو جمهورية أو جماهيرية.. وكيف يكون نظامها السياسي.. وما يقبل به الليبيون نحن نقبل به. * لكن هل تؤكد المعلومات بشأن انضمام قيادات بعينها وذات حيثية في الميدان للجيش؟ - بالنسبة للقيادات الميدانية والعسكريين.. ليبيا كان لديها جيش قوي من أقوى جيوش المنطقة، وكان لدينا عسكريون تدربوا في أرقى الأكاديميات العسكرية في العالم في الشرق وفي الغرب، ولدينا شبابنا من كل هذه المدن والقبائل، عادوا، وعاد أيضا كل من يريد أن يدافع عن قريته ومدينته وأهله لوقف هذا الدمار، ولذلك تنادى كل هؤلاء بغض النظر عن الأسماء الموجودة. لعل هناك أسماء كثيرة قد تكون أكثر أهمية من كل ما قد يخطر على بال بعض الناس في هذه المرحلة. وهم ضباط متخصصون وسيسهمون في حقن دماء الليبيين وإيقاف هذا النزيف. وفي النهاية الحل في يد الليبيين وليس في يد «ليون» ولا في يد الأمم المتحدة ولا غيرها. الليبيون قادرون على القيام بواجبهم تجاه الوطن في هذه المرحلة الحاسمة في تاريخ ليبيا، وقد أزفت هذه الساعة. وكما يقال، «دولة الباطل ساعة» وهي الآن تنحسر وفي الدقائق الأخيرة.
مشاركة :