قتل مسلحون متطرفون 13 راكبا بينهم امرأة كانوا يستقلون حافلة في افغانستان، اليوم (الثلاثاء)، ما يشكل دليلا على الوضع الأمني الهش في البلاد، فيما يجري الرئيس اشرف غني محادثات في واشنطن. والهجوم في ولاية وارداك الواقعة قرب العاصمة كابل هو الأحدث الذي يستهدف المدنيين في إطار النزاع الأفغاني. ومن المفترض أن يلتقي غني الرئيس الأميركي باراك اوباما اليوم لبحث وتيرة سحب القوات الأميركية بعد أكثر من عقد على تدخلها في البلاد. ومع اقتراب بدء المعارك في فصل الربيع، طلب غني من الولايات المتحدة اعتماد "مرونة"، فيما تسحب قواتها المتبقية في البلاد البالغ عديدها عشرة آلاف عنصر بحلول نهاية 2016. وكانت الحافلة متوجهة الى مدينة قندهار جنوب البلاد والتي كانت في السابق معقلا لحركة طالبان المتطرفة. من جانبه، نفى المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد أن تكون حركته مسؤولة عن الهجوم، رغم ان مكان وقوع اطلاق النار يعتبر منطقة ينشط فيها المتطرفون. وغالبا ما تنفي طالبان ضلوعها في هجمات تؤدي الى عدد ضحايا كبير في صفوف المدنيين. وأكد محمد علي نائب حاكم ولاية غزنة المجاورة، الحادث قائلا ان المتطرفين اختاروا ضحاياهم وأردوهم واحدا تلو الآخر. لكن المسؤولين قالا إن دافع الهجوم لا يزال تحت التحقيق. ولم يتضح بعد ما إذا كان أحد من الركاب نجا من الهجوم. وكان أنهى حلف شمال الأطلسي عمليته القتالية ضد حركة طالبان في ديسمبر(كانون الأول) بعد حرب استمرت 13 عاما تاركا المسؤولية الأمنية للقوات الأفغانية. وبقيت مجموعة صغيرة من القوات الأجنبية معظمهم من الأميركيين للقيام بعمليات تدريب ومكافحة الارهاب. لكن هناك مخاوف حول قدرة القوات الافغانية على مواجهة التطرف والعنف دون الدعم الكبير الذي كان يقدمه لها التحالف الدولي بقيادة حلف شمال الأطلسي الـ"ناتو". ويشدد البنتاغون من جانبه، على القول إن القوات الأفغانية تخوض المعركة لوحدها، لكن مسؤولين أميركيين كبارا عبروا عن قلق إزاء الخسائر التي تلحق بهم. وارتفع عدد الضحايا المدنيين والمصابين في افغانستان بنسبة 22 في المائة خلال عام 2014، كما أعلنت الأمم المتحدة الشهر الماضي مع سحب حلف الاطلسي قواته القتالية من البلاد. ومن المرتقب ان تخفض الولايات المتحدة عدد قوتها البالغ عشرة آلاف عنصر الى 5500 بحلول ديسمبر(كانون الأول)، لكن هذا الرقم قد يعاد تقييمه بعدما دعا قادة أميركيون إلى إبقاء عدد اكبر من القوات على الأرض.
مشاركة :