استؤنفت الاربعاء عملية ضخمة وخطيرة بحثا عن جثث الضحايا ال150 اثر تحطم طائرة ايرباص ايه 320 التابعة لشركة "جيرمان وينغز" الالمانية الثلاثاء في جبال الالب الفرنسية لاسباب لا تزال مجهولة. وبعد العثور على احد الصندوقين الاسودين الذي يحتوي على المحادثات في قمرة القيادة يبحث المحققون الان عن الصندوق الاسود الثاني الذي يسجل احداثيات الرحلة. وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الاربعاء ان "الفرضية الارهابية غير مرجحة" مضيفا "ينبغي تقصي كل الفرضيات طالما ان التحقيق لم يعط نتيجة".ومعظم ضحايا هذه الكارثة الجوية التي تعتبر الاسوأ في فرنسا منذ اكثر من ثلاثين عاما هم ألمان واسبان. واستؤنفت رحلات المروحيات قبيل الساعة السابعة لنقل المحققين الى موقع الحادث. وتبدو عمليات البحث معقدة بسبب تشتت الحطام على حوالي اربعة هكتارات في منطقة وعرة يصعب الوصول اليها في جنوب جبال الالب على ارتفاع 1500 متر. الركاب من جنسيات متعددة.. وأحد الصندوقين الأسودين متضرر وتحطمت طائرة شركة "جيرمان وينغز" للطيران بأسعار مخفضة التابعة لشركة لوفتهانزا الالمانية اثناء قيامها برحلة صباح الثلاثاء بين برشلونة باسبانيا ودوسلدورف بألمانيا وعلى متنها 144 راكبا وطاقم من ستة افراد. وقال محقق من قوات الشرطة مساء الثلاثاء ان اكبر اشلاء رصدناها لا تفوق بحجمها حقيبة يد صغيرة. كما لم يتم رصد اي جزء كبير من هيكل الطائرة وقال احد المحققين ان وحدها منظومة العجلات تم التعرف اليها. وقال مدعي عام مرسيليا المكلف بالملف انه سيتم ارسال "عشرة اطباء شرعيين وثلاثة علماء انتروبولوجيا" الى الموقع للتعرف الى الضحايا بواسطة عينات من الحمض الريبي.ونقل الصندوق الاسود الذي يسجل كل الاصوات والمحادثات في قمرة القيادة الى مكتب التحقيقات والتحاليل، الهيئة المتخصصة في حوادث الطائرات والتي ستكلف تحديد اسباب الكارثة غير ان مصدرا قريبا من التحقيق افاد ان الصندوق متضرر. وقال المصدر ان الصندوق الاسود الذي عثر عليه هو "مسجل اصوات المقصورة" .. لكنه متضرر فيما يتواصل البحث عن الصندوق الاسود الثاني الذي يسجل احداثيات الرحلة. واثار هذا الحادث الذي يعتبر اسوأ كارثة جوية على الاراضي الفرنسية منذ اكثر من ثلاثين عاما صدمة هائلة في اوروبا والعالم. واعلنت اسبانيا الحداد الوطني ثلاثة ايام والغى الملك فيليبي السادس الثلاثاء زيارة دولة كان بدأها في فرنسا. وعرضت الولايات المتحدة وروسيا تقديم المساعدة لفرنسا. وبين الضحايا 67 المانيا بينهم طفلان و16 فتى من هالترن (شمال غرب المانيا) كانوا ضمن برنامج تبادل طلاب مع اسبانيا ومغنيا اوبرا من دوسلدورف اوليغ برياك وماريا رادنر. كما افادت السلطات الاسبانية ان بين قائمة الركاب "45 راكبا يحملون اسماء عائلات اسبانية".واعلنت سلطات كازاخستان عن وجود ثلاثة من مواطنيها بين ركاب الطائرة، فيما افادت معلومات جمعتها مكاتب فرانس برس في العالم عن وجود ما لا يقل عن بلجيكي ودنماركي واستراليين وكولومبيين وارجنتينيين بين الركاب. وافادت لندن ومكسيكو وطوكيو عن احتمال وجود بريطانيين ومكسيكيين اثنين ويابانيين اثنين على متن الطائرة كما ذكر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند احتمال وجود ضحايا "اتراك" بينما ذكرت وسائل الاعلام المغربية ان بين الركاب زوجين مغربيين. كما رجح مسؤولون من عواصم مختلفة وجود ضحايا من اليابان وبريطانيا والدنمارك وإسرائيل والمكسيك وكولومبيا والأرجنتين على متن الطائرة المنكوبة. وألغت شركة جيرمان وينغز الاربعاء رحلة معلنة في بيان ان "بعض الطواقم غير جاهزة" لتأمين رحلاتها فيما دعت شركة لوفتهانزا معاونيها في جميع انحاء العالم الى لزوم دقيقة صمت الاربعاء في الساعة 9,53 تغ، الساعة التي وقع فيها الحادث. واقيم مركز لقيادة العمليات في سين - ليزالب البلدة القريبة من موقع تحطم الطائرة، حيث تصل عائلات الضحايا الاربعاء، وهولاند وانغيلا ميركل وماريانو راخوي الى هذا المركز قبل تفقد فرق الاغاثة. ولا تزال اسباب الحادث مجهولة ولم يصدر الطاقم اي نداء استغاثة اثناء سقوط الطائرة الذي استمر ثماني دقائق، بحسب "جيرمان وينغز". واوضحت الشركة ان الطيار كان لديه خبرة "لاكثر من عشر سنوات" و"اكثر من ستة الاف ساعة في الجو" والطائرة كان عمرها 25 سنة وخضعت لكشف عام في صيف 2013. كما أعلنت الداخلية الفرنسية أن انتشال حطام الطائرة قد يستغرق "أيام أو أسابيع". وقال متحدث باسم الوزارة في تصريحات لمحطة "بي إف إم تي في" الفرنسية التلفزيونية إنه سيتعين أولا تأمين مكان الحادث. وأن أعمال الانتشال تتم بصورة ممنهجة، مضيفا أن قوات الإنقاذ تركز على انتشال الضحايا على وجه الخصوص.