جاء تعامل الإدارة الرائدية مع إخفاقات فريقها واقعياً، وإن كان متأخراً بعض الشيء، فهي سعت لإنقاذه قبل ست جولات من نهاية (دوري عبداللطيف جميل)، بعد جملة الأخطاء التي ارتكبها المدرب البلجيكي مارك بريس، ووأدت تفوق الرائد عناصرياً على فرق عدة في الدوري، وعلى الرغم من أن الفترة التي أشرف فيها بريس على الفريق شهدت أفضل نتائجه، إلا أنها شهدت أسوأ طريقة فنية يختارها أي مدرب يقود الرائد، وهو رأي اتفق عليه عدد كبير من اللاعبين الرائديين السابقين والمختصين بالأمور الفنية، إذ خسر مباريات عدة بسبب تشكيل خاطئ وتدخلات غير موفقة، وتأخرت انتفاضة الفريق كثيراً حتى قبل نهاية الدور الأول بجولتين، حين حقق انتصارين مهمين على الشعلة ونجران، وهما اللقاءان اللذين شهدا أيضاً أخطاءً كادت تفقد الفريق تفوقه. من يتابع نتائج الرائد في الدوري، يدرك أن اليد الطولى لتحسن وضع الفريق تعود للإدارة الشابة التي يقودها عبداللطيف الخضير، فهي وإن لم توفق في خياراتها على مستوى التعاقدات في الدور الأول، إلا أنها اتخذت خطوة جريئة ببيع عقد لاعب الوسط فيصل درويش للهلال واستقطاب عناصر مميزة في الفترة الثانية انتشلت الفريق وجعلت حظوظه في البقاء جيدة، لكن أخطاء البلجيكي بريس كبحت جماح هذا التفوق مثلما حدث في مباريات الفريق أمام الخليج، والتعاون، وهجر، والاتحاد، بجانب مواجهتي الفتح، فضلاً عن كونه عجز عن الوصول لقائمة مثالية مستقرة ومعالجة الأخطاء الدفاعية المتكررة وتنظيم الخطوط الخلفية. مستقبل الفريق الرائدي على الرغم من صعوبة مهمة مدربه التونسي الخبير عمار السويح يبدو جيداً، فهو مدرب خبير ويملك سيرة ذاتية رائعة، ونجاحه السابق مع الرائد يقوي فرص إنهاء الموسم الرائدي بطريقة مقبولة، ومايعزز ذلك هو قرار إدارة الرائد بتعيين قائد الفريق السابق أحمد غانم مشرفاً على الفريق، إذ يحظى بقبول الجماهير الرائدية فضلاً عن خبرته الفنية والإدارية العريضة ونجاحه السابق في هذا المنصب. استجابة الإدارة لمطالب محبي النادي، وواقعيتها في الكثير من القرارات تسجل لهذه الإدارة التي يقودها رئيس شاب يفضل العمل بعيداً عن الإعلام، مايوجب على الرائديين الوقوف مع هذه الإدارة التي تستطيع أن تؤسس لمستقبل مشرق لو وجدت الالتفافة والوقوف معها بعيداً عن حسابات الأحزاب التي ظلت تهدد الرائد لأكثر من عقد كامل، فالأوضاع والمنافسة المحتدمة تتطلب توفير الأجواء الجيدة لهذه الإدارة وإبعادها عن أي حسابات بعيدة عن مصلحة الكيان الرائدي.