بعد أن احتلت صورة الممثل الإيطالي مارشيلو ماستروياني ملصق الدورة الماضية من مهرجان «كان» الدولي، تم الكشف عن ملصق الدورة الثامنة والستين من العرس السينمائي الذي يقام ربيع كل عام على شاطئ فرنسا الجنوبي. وتصدرت الملصق صورة الممثلة السويدية الراحلة إنغريد برغمان في واحدة من أجمل اللقطات لابتسامتها المضيئة. ويصادف العام الحالي ذكرى مرور 100 سنة على ميلادها. ويأتي اختيار الصورة نوعا من التحية التي تقدمها أوساط الفن السابع لممثلة كانت من أيقونات السينما العالمية أواسط القرن الماضي، منذ دورها الشهير في فيلم «كازابلانكا» أمام الممثل الأميركي همفري بوغارت وما تلاه من أفلام مع كبار مخرجي هوليوود وتشينيشيتا، مدينة السينما الإيطالية التي كانت برغمان قد اقترنت بأحد أعمدتها المخرج روبيرتو روسيليني. ورغم مرور عدة عقود على رحيلها فإن الممثلة السويدية ما زالت تعتبر نموذجًا للمرأة الحرة والعصرية التي جمعت بين النجومية في السينما الأميركية والتألق في أفلام الواقعية الإيطالية الجديدة، حسبما جاء في بيان لإدارة المهرجان، أمس. فهي لم تتورع عن تغيير أماكن الإقامة وتنويع الأدوار تبعًا لما يمليه عليها قلبها دون أن تتخلى عن عفويتها وبساطتها التي اشتهرت بها. وأضاف البيان أن «الممثلة التي عملت مع مخرجين من وزن هيتشكوك وروسيليني وإنغمار بيرغمان ووقفت أمام عمالقة مثل غاري غرانت وهمفري بوغارت وغريغوري بيك، تبدو في الملصق وهي تمنح وجهها الهادئ الملتفت نحو أفق من الوعود». وقد التقط الصورة ديفيد سيمور، أحد مؤسسي وكالة «ماغنام»، وصمم الملصق ذي اللون الأزرق السماوي الفنان هيرفيه شيغيوني. سبق للمثلة السويدية أن رأست مهرجان «كان» في دورته التي أقيمت عام 1973. وقد عبرت ابنتها إيزابيلا روسيليني، التي أصبحت ممثلة مثل والدتها، عن تأثر العائلة بالملصق الرسمي الجديد للمهرجان. ومن المنتظر أن يعرض في المهرجان فيلم وثائقي عن مسيرة إنغريد برغمان عنوانه «في عالمها الخاص»، لمواطنها المخرج ستيغ بيوركمان. هذا وتنوي الابنة تنظيم احتفالية فنية، الصيف الحالي، بمناسبة مئوية والدتها. ومن المقرر أن تقام دورة العام الحالي من المهرجان الأشهر والأكثر بريقا بين المهرجانات السينمائية، بين 13 و24 من مايو (أيار) المقبل. وللمرة الأولى في تاريخه، يتولى رئاسة لجنة التحكيم ثنائي بدل رئيس مفرد، هما المخرجان الأميركيان الأخوان جويل وإيتان كوين. أما حفل الافتتاح فيقدمه، للسنة الثانية على التوالي، الممثل الفرنسي لومبير ولسون. وكان ولسون قد ختم حفل الدورة الماضية بالعبارة التالية التي لقيت الاستحسان: «العالم مكتوب بلغة غير مفهومة لكن الأفلام تترجمه لنا بشكل كوني. ومن دون أنوارها يبقى كل في ليله».
مشاركة :