انتشر خبر فصل ميشيل أوباما، السيدة الأميركية الأولى، لكبيرة منسقي الزهور في البيت الأبيض، لورا دولنغ، في شكل خبرين: خبر الفصل، وخبر ردود الفعل العنيفة في مواقع الصحف وفي مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا من الأميركيات. لم تنتظر صحف أميركية كثيرة حتى صباح الخميس لتنشر الخبر في طبعاتها الورقية، ونشرته على مواقعها في الإنترنت، وزاد ذلك من ردود الفعل. ففي موقع تلفزيون «فوكس» اليميني، وبعد ساعة واحدة تقريبا من نشر الخبر، صباح الأربعاء، نشر ألف تعليق. وخلال ساعات الصباح، استمرت التعليقات بمعدل تعليق كل ثانية تقريبا. وزاد من الإثارة في الخبر أن الفصل كان قبل شهرين، ولم يصدر مكتب السيدة الأولى (الجناح الشرقي في البيت الأبيض) أي بيان عن الفصل. وقبل أيام قليلة، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» خبر صغيرا في صفحة الاجتماعيات، وقال الخبر إن دولنغ «استقالت»، ولم تفصل. وأمس الأربعاء هبت النار في الخبر بعد أن تلقفته صحف وتلفزيونات الإثارة، وبعد تأكيد بأن دولنغ «فصلت» ولم تستقل. وكالعادة، في مثل هذه الأخبار النسوية المثيرة، نشرت إشاعات كثيرة مع الخبر المؤكد؛ منها أن ميشيل ودولنغ تعاركتا لفظيا أمام آخرين في مكتب دولنغ قبل الفصل.. ومنها أن دولنغ أبلغت بخبر الفصل في خطاب رسمي طلب منها أن تخلي مكتبها قبل نهاية اليوم.. ومنها أن موظفات مكتب السيدة الأولى انقسمن إلى قسمين: قسم مع هذه، وقسم مع تلك، وأن الانقسام كان شبه عنصري: البيضاوات مع دولنغ، والسوداوات مع ميشيل. قال خبر صحيفة «واشنطن بوست» إن دولنغ فصلت بعد قضاء 6 أعوام في وظيفتها. واعتمدت الصحيفة على «مصدر موثوق به» في مكتب السيدة الأولى في قولها بأن الاختلافات بين المرأتين كانت «مهنية»، ولم تكن «عرقية»، وأن دولنغ تنسق الزهور حسب نمط فرنسي أوروبي تقليدي درسته في كلية فنية، بينما تفضل ميشيل (وزوجها الرئيس باراك أوباما) الأنماط الفنية الحديثة. ويتجه ذوق السيدة الأولى للأنماط الحديثة عموما وليس فقط في فن الزهور، وفي كل أنواع الفنون المنزلية الأخرى تقريبا، مثل: الأثاث، والديكور، والألوان. وقال المصدر «الموثوق به» إن ميشيل أمرت، بمناسبة أعياد الكريسماس وبداية العام الميلادي، بتغيير ديكور غرفة الطعام في الطابق العائلي من تقليدي إلى حديث. ويبدو أن آخر مشكلة بين المرأتين كانت عن تنسيق الزهور التي توضع في غرفة الطعام، وأن ميشيل اعترضت على «التنسيق التقليدي»، وأن هذا كان القشة التي قصمت ظهر البعير. صباح أول من أمس، وبعد استفسارات من صحافيين، أصدر مكتب السيدة الأولى بيانا عن فصل دولنغ وفيه إشادة بها، باسم السيدة الأولى، من دون تفسير ظروف فصلها، أو حتى القول إنها فصلت. قال البيان: «كانت لورا دولنغ كبيرة منسقي الزهور في البيت الأبيض. وكانت، وفريقها، يكسبون إعجاب ضيوف البيت الأبيض بترتيباتهم للأزهار الجميلة». وأضاف البيان: «كانت إبداعات دولنغ دائما حية وملونة.. وعكست ليس فقط فصول العام، ولكن، أيضا، تناسقت مع الغرف التاريخية التي وضعت فيها. لم يكن قط أي ترتيبين متشابهين. كان كل ترتيب يترك في نفوس الضيوف إحساسا بالراحة والجمال.. ونحن ممتنون لمساهمتها على مدى السنوات، ونتمنى لها التوفيق». صحيفة «نيويورك بوست» كتبت الخبر تحت عنوان «فضيحة»، وكتبت زميلتها صحيفة «نيويورك ديلي نيوز» الخبر تحت عنوان: «ميشيل.. مرة أخرى»، إشارة إلى أن ميشيل كانت «فصلت» أو «استغنت عن خدمات» رجال ونساء قبل دولنغ. في موقع تلفزيون «فوكس»، حيث استمرت التعليقات خلال ساعات نهار أمس بمعدل تعليق كل ثانية، تعددت ردود الفعل من دفاع محترم عن دولنغ (انتقدتها نسبة صغيرة جدا)، إلى هجوم حاد على ميشيل. وكالعادة، في حالة ميشيل، لم تخلُ تعليقات من غمزات عنصرية، وبعضها كان عنصريا واضحا. بعض التعليقات: * «ها هي (مو كاو) في حربها المتواصلة على البيض منذ أيام الجامعة». يشير هذا إلى أن ميشيل كتبت رسالة الماجستير في الجامعة عن تفرقة البيض ضد السود. وتشير «مو كاو» (بقرة حلوب) إلى واحد من أسماء الإساءة لميشيل، بسبب فساتينها التقليدية الفضفاضة، وبسبب طريقة مشيها. * «زهرة الليلك في مواجهة (مو كاو)». يشير هذا إلى الزهرة البيضاء، وإلى ميشيل. * «ها هي المحكمة العليا (التي تفسر الدستور) تحابي سود ولاية ألاباما. هذه التفرقة العنصرية الجديدة ضد البيض لن تنتهي أبدا». يشير هذا إلى قرار المحكمة العليا، الأربعاء، بعدم دستورية تقسيم دوائر انتخابية حصرت السود في دائرة واحدة. وأخيرا، انتقد تلفزيون «فوكس» نفسه في موقعه.. كتب واحد: «ها هي عنصرية (فوكس) تظهر مرة أخرى، ولم يكن الرئيس أوباما مخطئا». يشير هذا إلى مشكلات بدأت بين «فوكس» وأوباما منذ أول يوم دخل فيه أوباما البيت الأبيض رئيسا.
مشاركة :