«فروسية» ترسم خارطة جديدة لقفز الحواجز العالمية في برشلونة

  • 10/12/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قبل عقدين من الزمان كان الحلم السعودي هو المشاركة في دورة برشلونة الأولمبية حيث كانت رياضة قفز الحواجز حديثة العهد فلم تعينها الأقدار، ولم تساعدها الظروف المالية، على الحضور في ذلك المحفل وتحقيق حلم الشباب الذي بقي مسكونًا في قلب الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد عاشق الفروسية ومحبّ رياضة قفز الحواجز، فدخل السعوديون برشلونة الشهر الماضي يحملون راية التوحيد باليد اليمنى وكلّهم أمل في إضافة إنجاز جديد لسجلهم الذهبي، وفي اليد اليسرى شعار «فروسية» الراعي الرسمي لأعرق بطولات العالم والتي شرعت ميادينها أمام كل طامح بالمجد بعد 106 سنوات كان اللقاء فيها للثمانية الكبار. في برشلونة لم يحقّق المنتخب الذهب، ولم يكن من أفضل الفرق كما كان يأمل الكثيرون، لأنّه كان من المستحيل على الفريق مقارعة الكبار ليس لأنّ الفرسان فقدوا شجاعتهم وإقدامهم، وتراجع طموحهم بعد الإنجازات الكبيرة في بطولة العالم والدورة الأولمبية، بل لأنّ الفريق فقد قوّته الأساسية في معركة التحدّي وهي الخيل، فلم يكن لديه سوى جواد واحد على مستوى الحدث مع الأمير الفارس عبدالله بن متعب وكان خائفًا عليه من نسمات الهواء وحبّات المطر بعد أن حرمت الإصابة جياد كمال باحمدان، ورمزي الدهامي من المشاركة، وتسبّبت كذلك في غياب عبدالله شربتلي عن الحدث برمّته. في برشلونة غيّرت «فروسية» نظام كأس الأمم بعد قرن من الزمان، وأوجدت بطولة «عالمية» بمفاهيم جديدة ستظهر آثارها الفنية والتنظيمية على الساحة الدولية في السنوات المقبلة، فمن كانوا يُعرفون بالكبار وأصحاب التاج لن يتمكنوا من البقاء على كراسيهم، فقد غاب المنتخب الألماني عن العرس الكبير بعدم التأهل وتقهقر الإنجليز حاملو ذهبية لندن الأولمبية إلى المراكز الخلفية واكتفوا بالمركز الثامن بعد كل من فرنسا بطلة العرس الأممي البرشلوني، والبرازيل، أيرلندا، هولندا، بلجيكا، كندا، وأوكرانيا. في برشلونة ظهر الفريق البرازيلي كقوّة جديدة على الساحة، ولا عجب في ذلك فهو يحضّر نفسه للميدالية الذهبية في أولمبياد «ريودي جانيرو 2016»، وتراجع الفريق الأمريكي عن الصدارة مكررًا مشهد بطولة العالم في «كنتاكي 2010»، وكان الهولنديون والبلجيكيون والهولنديون يتقدّمون تارة ويتراجعون أخرى، ومن بين هؤلاء ظهر الفريق الفرنسي كفارس رهان، والفريق الأيرلندي حصانًا أسود. في برشلونة رسم الأمير فيصل بن عبدالله مع رئيسة الاتحاد الدولي للفروسية الأميرة هيا بنت الحسين خارطة جديدة لمنافسات الفروسية العالمية وضعت (فروسية) علامات تلك الخارطة برعايتها للبطولة في عامها الأول، حيث أُقيمت تصفياتها في 21 مدينة، وشارك فيها 39 منتخبًا، وتوُّج الأبطال بكأس فروسية للأمم 22 سفيرًا سعوديًا، أمّا الختام فكان أبهة بجماهيرته التي فاقت كل التصورات وكأنّ برشلونة حضرت في «النادي الملكي للبولو» في المدينة الكتالونية لترى حدثًا غير عادي يذكّرهم بأولمبياد 1992. وأكد السعوديون الّذين ساهموا من قبل في نشر هذه الرياضة عبر بطولة الاتّحاد الدولي لبراعم الفرسان، -والذين تبنّوا قبل عشرين سنة أكبر بطولة عالمية بعد كأس العالم لكرة القدم وهي بطولة كأس القارات- أنّ الفوز بالجوائز في البطولات العالمية والدورات الأولمبية ليس المطمع الوحيد، بل المساهمة أيضًا في تطوير الفروسية رياضة النبلاء وأقدم الألعاب التنافسية في العالم، من خلال كأس الأمم التي ستصبح عمّا قريب أهم البطولات وأكثرها جذبًا للفرسان والمنتخبات، لا سيّما وأنّها تقام سنويًا، وهنا سيظهر تحدي الذات لدى الفرسان والمنتخبات والاتحادات الوطنية. وفي برشلونة كان التلفزيون السعودي شريكًا في النجاح أيضًا إذ حضر بتقنيته العالية لنقل الحدث الكبير بأجمل صورة ليجعل المشاهد السعودي والعربي قريبًا من المناسبة الكبرى، ومن خلال استديو تحليلي استقطب النخبة من الفرسان، وطرح كل ما يتعلّق بالمنافسة على طاولة النقاش أمام أصحاب القرار، وحضر بقياداته العليا عبدالرحمن الهزاع ونائب مدير عام القنوات الرياضية خالد الدوس، ومدير التواصل الإلكتروني سلمان العسيري.

مشاركة :