الانهيارات الصخرية تهدد عابري عقبة الكر

  • 3/27/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحول اغلاق طريق الكر السياحي الرابط بين الطائف والعاصمة المقدسة وقت هطول الامطار الى هاجس يؤرق أهالي الطائف ومكة المكرمة والسائحين والزوار وحتى المستثمرين في القطاع السياحي، وجاء اغلاق الطرق 3 أيام متتالية بسبب انجرافات التربة والانهيارات الصخرية ليزيد من مساحة التساؤلات حول مدى جاهزية طريق الكر على الرغم من الصيانة المستمرة والتحسينات الجارية في الطريق عاماً بعد آخر. ولايقتصر الامر على طريق الكر السياحي بل يأتي طريق المحمدية الرابط بين الشفا وطريق الساحل عبر منحدرات عقبة المحمدية كمشروع آخر لم ير النور حتى الآن بسبب الانهيارات المتكررة عند هطول الامطار في هذا الطريق رغم عدم افتتاحه رسمياً، بينما تقف العقبات الشامخة على طول طريق الجنوب (الطائف - الباحة - ابها) الذي يعبر اكتاف جبال السروات دون أن تتأثر بموجة الامطار التي تشهدها هذه المرتفعات. تفكك صخري ومن هنا يتبار الى الاذهان تساؤل حول الفرق بين عقبات الطائف وعقبات الجنوب، والسر حول تهالك جبال الكر والتفكك الصخري المستمر في هذا الطريق الحيوي، مما يجعل حياة العابرين في خطر وقت هطول الأمطار. يقول الباحث السياحي عيسى بن علوي القصير إن طريق جبل كرا هو أحد الطرق الذي يربط الطائف - الهدا - مكة المكرمة، وهذا الطريق الذي يربط مكة بالطائف وبدأ العمل فيه مع بداية عام 1378ه (1958م)، وتم افتتاحه يوم الأربعاء 3 صفر 1385 ه برعاية الملك فيصل بن عبدالعزيز (رحمه الله). ويعد الطريق الشريان الرئيسي لمدينة الطائف ويربطها بمكة وجدة، وينقسم طريق عقبة الهدا - الكرا الى عدة أقسام منها (21 كيلو مترا من مكة إلى عرفات، 23 كيلو مترا من عرفات إلى الكرا، 23 كيلو مترا من الكرا إلى الهدا، 20 كيلو مترا من الهدا إلى الطائف. توسعة وصيانة وتم افتتاح التوسعة الأولى في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز (رحمه الله) لطريق الهدا الطائف المزدوج يوم 28 شعبان 1398 ه بالاضافة إلى الخط الدائري، لاحقاً تم في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله) وضع حجر الأساس والتوسعة الجديدة الثانية لازدواج طريق تحويل الهدا - الكر يوم 27 جمادى الآخرة 1427 ه، ومشروع توسعة وازدواج طريق الهدا - الكر، بلغ طوله 22 كم بقيمة إجمالية تزيد على 198 مليون ريال، والطريق من اتجاهين بمسارين في كل اتجاه مع كتف خارجي بعرض 2م وداخلي بعرض 5م، يفصل بينهما جزيرة وسطية (حواجز خرسانية) بعرض 7م، إضافة إلى جسر فوق وادي المعسل، ويساهم ازدواج هذا الجزء من الطريق في تحقيق ازدواجية كامل الطريق من الطائف إلى مكة المكرمة مما يساهم في خدمة الحركة المرورية أثناء المواسم والإجازات وتم الانتهاء من المشروع بداية عام 1430ه. وعلى الرغم من العمر القصير لتوسعة وصيانة وإنارة طريق الكر إلا أن الانهيارات الصخرية وانزياح التربة أسفل الصخور مع تدفق السيول عبر المنحدرات باتت تشكل خطورة كبيرة على عابري الطريق. أهالي الطائف ومكة: تكرار المشكلة تؤرق المسافرين ويشير عدد من أهالي الطائف ومكة المركمة ان تكرار الانهيارات الصخرية في عقبة الكر وفي مواقع محددة مشكلة أزلية تتجدد في مواسم الامطار التي يشهدها الطريق منذ عقود ماضية.. ويقول فايز الثبيتي ان عقبة الكر بات يؤرق العابرين عند هطول الامطار، وأصبحت مصدر قلق للمسافرين، إذ يتم إغلاقها باستمرار مرة بداعي الصيان ومرة بداعي التوسعة ومرة بداعي الانهيارات الصخرية، ومرة بسبب الاحتراز والحيطة وهكذا يتم تحويل المركبات إلى طريق السيل الكبير الذي شهد كثافة مرورية عالية. وأهاب يوسف رداد الحارثي بضرورة تدخل وزارة النقل ومعالجة الأخطاء المتكررة لحلها، مشيراً الى أن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة يولي هذا الطريق عناية خاصة، ولكن الامور لم تعالج منذ سنوات وبقي الحال متأزماً على ماهو عليه دون علاج، مما يجعل ارتال السيارات تقف حائرة مابين الصعود الى الطائف أو العودة مع هطول الامطار. صخور آيلة للسقوط ويلاحظ العابرون لطريق الكر وجود أتربة تحتاج الى إزاحة ونقل من الطريق وبخاصة في الشعاب التي تتدفق عبرها السيول وقت هطول الامطار، كما يلاحظ كثيرون صخوراً آيلة للسقوط في مواقع متفرقة مما يتطلب تدخلاً فورياً من الجهات ذات العلاقة حتى لاتتحول الى مصائد للارواح في أي وقت لاسمح الله. ومن الجدير بالذكر أن عقبة الكر شهدت تنفيذ مشروع لإزالة صخور عالقة وصيانة عاجة قبل عامين دون جدوى، وتم اغلاق الطريق ايضاً قبل اجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني الحالي لمدة 5 أيام لمعالجة صخور وصيانة لاجزاء محددة، ولكن كل هذه الجهود ذهبت ادراج الرياح. درب حجري صامد ويشير مختصون الى أن التفجيرات التي حدثت بالطريق أثناء الانشاء، وأيضاً أثناء التوسعة ساهمت بشكل كبير في تفكك الصخور واهتراء أجزاء جبلية في مواقع مختلفة، كما أن قيام الشركة المنفذة للتوسعة وأيضاً الصيانة برمي الاتربة والصخور في المنحدرات والشعاب ساهم في ايجاد بيئة مساعدة لانجرافات التربة والانهيارات الصخرية المتكررة. واللافت للنظر أن هناك درباً حجرياً عمره يناهز الألف عام، في منحدرات كرا مازال صامداً حتى الآن، وكان يقصده المشاة والجمالة ما بين الطائف ومكة المكرمة عبر جبل كرا، واصبح اليوم معلماً تاريخياً وسياحياً قامت الهيئة العامة للسياحة والآثار بالاهتمام به حتى يتمكن الزوار من مشاهدته وارتياده، وعلى الرغم من قدمه الا ان تصميمه ومساره بقي آمناً على مدر العصور ولم يشهد اي انهيارات تهدد عابريه أو تؤثر في إنشائه.

مشاركة :