فرحة اليمنيين بـ«عاصفة الحزم» تعبر عن رفضهم لجرائم الحوثيين

  • 3/27/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

في خطوة تهدف إلى إنقاذ اليمن من أوضاعه المزرية المؤسفة، التي قاده إليها سلوك المليشيات الحوثية الدخيلة على اليمن العربي السعيد، التي تأتمر بأوامر خارجية، وتعمل وفق أجندات قوى إقليمية وعالمية عدة، أعلنت المملكة وائتلاف الشرعية بمشاركة دول مجلس التعاون الإمارات وقطر والبحرين والكويت ودول عربية أخرى، عن بدء عملية (عاصفة الحزم) ضد المليشيات الحوثية المتآمرة، التي أمعنت في تجاهل كل المحاولات العربية الدبلوماسية والسياسية، ولاسيما الخليجية وكذلك الدولية الرامية إلى حقن نزيف الدم اليمني، وإيجاد تسوية سلمية، تضمن مشاركة كل الأطياف السياسية في اليمن، ومنع البلاد من الانهيار والدمار. رفض الحوثيين للحوار يؤكد أنهم يعملون لحساب قوى لا تعنيها مصلحة اليمن العملية العسكرية الحالية بدأت بتوجيه ومتابعة حثيثة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز "حفظه الله ورعاه" بمشاورة مع إخوته قادة مجلس التعاون الخليجي، وسبق لخادم الحرمين أن أكد دائماً رغبة المملكة في تطبيع الأوضاع في اليمن وتطويق الأزمة، لما لذلك من أثر كبير ليس على أمن الخليج فحسب، وإنما على المستوى الإقليمي والعالمي أيضاً، لما لليمن من أهمية جيوسياسية كبيرة وإستراتيجية حساسة. وما أن صدرت التعليمات إلى القوات المسلحة ببدء عاصفة الحزم، حتى أمطرت المقاتلات السعودية مواقع المليشيات الحوثية بالقنابل وبوابل من الصواريخ الدقيقة الموجهة لأهداف الحوثيين، لتدك دفاعاتهم المزعومة وتدمر آلياتهم التي يستخدمونها في خلق الفوضى العارمة، في هذا البلد العربي وبث والخوف والتفرقة في نفوس المواطنين اليمنيين على مساحة الجغرافية اليمنية كلها بهدف زعزعة الأمن والاستقرار صالح قوى إقليمية لا تريد للعرب واليمن خيراً. ولم تكن عملية عاصفة الحزم مفاجأة، أو خطوة ارتجالية فرضها تمدد الحوثيين في اليمن غير الشرعي وغير مبرر، حيث سبق هذه العملية تحذيرات سعودية وخليجية وعربية عديدة، كان أهمها تحذيرات وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان لأحمد علي صالح من مغبة استمرار الاعتداءات الحوثية على الشرعية في اليمن، ومخاطر الزحف نحو عدن، حيث لجأ الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي، بعد سيطرة المليشيات الحوثية على العاصمة بقوة الإرهاب والسلاح وسط فوضى عامة تشبه شريعة الغاب. وفي بيانها الذي أصدرته بعيد بدء الضربات الجوية على قواعد الحوثيين، أصدرت المملكة والإمارات والبحرين وقطر والكويت بيانا مشتركاً في ساعة مبكرة من صباح الخميس بشأن تطورات الأوضاع المتسارعة في اليمن. حيث جاء في بيان مشترك لتلك الدول أنها قررت، ردع عدوان الحوثي استجابة لطلب الرئيس اليمني والحكومة اليمنية الشرعية. ولأن الدول الخليجية معنية بتفسير موقفها وشرحه بشكل واضح ودقيق ومقنع، فقد أكد البيان الذي صدر، الخطر الذي مثلته مليشيات الحوثي العميلة، التي تحركها قوى أجنبية، تسعى لأن تكون اليمن قاعدة له للانطلاق في توسعها والعبث بأمن المنطقة العربية، لافتاً إلى ان اعتداءات التنظيمات الإرهابية في اليمن كالقاعدة وغيرها طالت المملكة ودول الخليج العربية مؤخراً، كما لفت البيان إلى أن المليشيات الحوثية رفضت كل النداءات والتحذيرات التي صدرت عن مجلس التعاون، ومجلس الأمن الدولي أيضاً، والجامعة العربية، مشيراً في هذا الصدد إلى إجراء الحوثيين مناورات على الحدود السعودية بالأسلحة الثقيلة، مما يعكس النوايا السيئة والحقيقية بالعدوان على المملكة. كما أكد البيان سعي دول مجلس التعاون الخليجي، طوال الفترة الماضية لاستعادة الأمن والسلام في اليمن عبر التفاهم والتشاور والعملية السلمية، وآخرها الإعلان عن مؤتمر للحوار اليمني اليمني تحت مظلة مجلس التعاون، كاشفاً رفض مليشيات الحوثيين لكافة سبل الحوار، وتحضيرها لعملية عسكرية لاجتياح الجنوب اليمني، بتخطيط وتحريض خارجي، مشيرا إلى دعوة الحكومة اليمنية الشرعية لتدخل الدول الخليجية لإنقاذ الأوضاع في اليمن التي انهارت. ولاقت العملية العسكرية الحالية التي تقودها الرياض مباركة وتشجيعاً خليجياً وعربياً ودولياً، ناجمين عن مدى تخوف العالم من المخاطر التي يمثلها نشاط المليشيات الحوثية المشبوهة، والتنظيمات الإرهابية في اليمن على أمن واستقرار المنطقة برمتها، بالإضافة على ذلك إن اقتراب الحوثيين من باب المندب الهام والحيوي جداً بالنسبة لتصدير النفط في هذه المنطقة الحيوية الحساسة، من شأنه أن يمس باقتصاديات الكثير من الدول، ناهيك عن المساس بأمنها القومي أيضاً. ولكن لو حاولنا فهم المعاني التي حملتها هذه العملية العسكرية المهمة، والمدلولات السياسية والعسكرية لها وأهدافها، لوجدنا أنها أولاً تؤكد على قوة ومتانة الجسد الخليجي الواحد القوي المتماسك، وموقفه الصلب الموحد من ناحية كل الأزمات التي قد تعصف بالمنطقة، مثلما تشير بوضوح شديد إلى مصداقية الدول الخليجية وعزمها الراسخ في حماية مصالحها وأمن شعوبها، وموقفها الرافض بقوة للانقلاب الحوثي على الشرعية اليمنية المتمثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته المنتخبة الشرعية في اليمن العربي. ونلاحظ هنا أن مجلس التعاون الخليجي استطاع مرة أخرى، أن يثبت انه يشكل عامل قوة واستقرار وصمام أمان في المنطقة، عبر وحدة مواقفه الواضحة والصلبة إزاء الكثير من القضايا المصيرية في المنطقة، لاسيما ان موقفه الموحد إزاء الأوضاع في العراق، والشأن الإيراني، والقضية الفلسطينية قبل ذلك يثبت متانة وقوة وحصانة الجدار الخليجي الراسخ، وقدرة دول الخليج على القيام بدور فاعل لحماية المصالح القومية العربية، وان مجلس التعاون الخليجي ليس مجرد تكتل اقتصادي فقط، وانما صيغة ونموذج واعد سياسياً ناضج عسكريا ومؤثرا أيضا. كما تثبت الأحداث والتطورات التي شهدتها وتشهدها المنطقة، محورية وأهمية دور وثقل المملكة ودول الخليج في هذا التكتل العربي الفاعل، الذي يعد تجربة توحيد قوة إقليمية نادرة في الوطن العربي، الذي يشهد خلال العقود القليلة الماضية حالة من التشرذم والتفكك، تجعل من الصعوبة بمكان اتخاذ موقف موحد وحازم تجاه أية قضية أو أزمة عربية مهما كان شأنها. أن العملية العسكرية الموفقة التي قادتها المملكة ودول الخليج، التي اتسمت بموضوعية قراراتها، وجدية مواقفها عند الضرورة، تؤكد مرة أخرى ضرورة وجود موقف حازم قوي لا يلين أو يساوم، لا يقبل التردد أو الانتظار عندما يمس الخطر الأمن الإقليمي والقومي العربي عامة والخليجي بصفة خاصة. وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز "حفظه الله" عندما يقدم على خطوة كهذه فإنما يقدم عليها انطلاقاً من مسؤوليته الوطنية والأخلاقية، ومواقفه السياسية شديدة الوضوح والصراحة، التي تضع في رأس أولوياتها المصلحة العربية العليا، والأمن القومي العربي، ولاسيما الخليجي باعتبارهما خطاً احمر لا يجوز أبداً تجاوزه أو المساس به أو حتى الاقتراب منه، من أية قوة خارجية، مهما كان شأنها وحجمها وأهدافها. وأخيرا وليس أخراً لابد من القول: إن العملية العسكرية الجديدة للدول الخليجية في اليمن تثبت مرة أخرى ضرورة وجود تنسيق عربي فاعل، يضمن حل الأزمات العربية، في الإطار العربي، بعيداً عن التدخلات الأجنبية، التي تريد تأمين مصالح أصحابها فقط، كما أن عاصفة الحزم يمكن اعتبارها على أنها ليست عاصفة في وجه الحوثيين فقط، وإنما رسالة جد قوية وواضحة إلى القوى التي تقف خلفهم وتغذي أفكارهم المشبوهة من خلال النعرات الطائفية والأوهام المسمومة المعششة بأدمغة المرضى، لاسيما ان إمعان الحوثيين في رفض الاستماع للغة العقل والمنطق والقبول بالحوار السلمي، يؤكد وبكل وضوح أن هذه المليشيات الطائفية المقيتة إنما تعمل لحساب قوى خارجية أخرى ما يعنيها هو مصلحة اليمن العربي، والدليل على ذلك تلك الصور الكثيرة التي رفعها الكثير من اليمنيين لخادم الحرمين الشريفين وقادة دول الخليج العربي، في أكثر من منطقة يمنية، احتفالاً وابتهاجاً ب"عاصفة الحزم"، وتعبيراً صادقاً عن رفضهم الشديد لسياسة وممارسات الحوثيين في اليمن، وكذلك القوى اليمنية التي تتحالف معهم. ولذلك يمكن أن نخلص إلى القول بان عاصفة الحزم، تشبه الكي والذي هو آخر العلاج، بعدما فشلت كل المحاولات الخليجية والعربية والدولية، لوقف نزيف الدم في هذا البلد العربي المسلوبة إرادته من قبل ميلشيات طائفية، وفتح طريق أمام تسوية سياسية تضمن لليمن أمنه واستقراره، وتعيد لليمنيين أمنهم وأمانهم وسيادتهم على وطنهم المحتل.

مشاركة :