اعتبر الداعية الشيخ صالح بن محمد الجبري ما قامت به المملكة العربية السعودية ودول الخليج والدول المتحالفة معها في ضرب جماعة الحوثي في اليمن نصرة للشعب اليمني المظلوم، وقال لقد ورد في الشريعة ما يدل على تشجيع مثل هذه الأحلاف، التي تقوم لنصرة المظلوم ودفع الظلم، وهذا من التعاون على البر والتقوى، قال تعالى: «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ» والتداعي لدفع الظلم هو من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والله يقول: «وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» بل أمر نبينا -عليه الصلاة والسلام- بالوقوف ضد الظلم يقول -صلى الله عليه وسلم-: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا»، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا؛ فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟ قال: «تردعه عنَ الظُّلْمِ، فذَلِكَ نَصْرُك إياه». وحين ذكر رسول الله حلف القبائل في الجاهلية قال: «وَلَوْ أُدْعَى بِهِ فِي الْإِسْلَامِ لَأَجَبْت». وعن عاصم قال: قلت لأنس -رضي الله عنه- أبلغك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال «لا حلف في الإسلام». فقال قد حالف النبي -صلى الله عليه وسلم- بين قريش والأنصار في داري». وعند مسلم عن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا حلف في الإسلام وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة». وأخرج الترمذي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال في خطبته: «أوفوا بحلف الجاهلية فإنه لا يزيده يعني الإسلام إلا شدة ولا تحدثوا حلفًا في الإسلام». قال ابن الأثير: «أصل الحِلْف: المُعاقَدةُ والمعاهدة على التَّعاضُد والتَّساعُد والاتّفاق، فما كان منه في الجاهلية على الفِتَن والقتال بين القبائل والغاراتِ؛ فذلك الذي ورد النَّهْي عنه في الإسلام بقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا حِلْفَ في الإسلام»، وما كان منه في الجاهلية على نَصْر المَظْلوم وصلة الأرحام كحلْف المُطَيَّبين وما جرى مَجْراه فذلك الذي قال فيه -صلى الله عليه وسلم-: «وأَيُّمَا حِلفٍ كان في الجاهلية لم يَزِدْه الإسلام إلا شدة»، يريد من المُعاقدة على الخير ونُصْرَة الحق وبذلك يجتمع الحديثان وهذا هو الحِلْف الذي يَقْتَضِيه الإسلام والمَمْنُوع منه ما خالف حُكْم الإسلام. وحلف «عاصمة الحزم» حلف إسلامي يدعم الشريعة ويدفع الظلم عن المظلومين فبارك الله في خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد ووزير الدفاع وأعانهم الله وحلفاءهم على نصرة المظلوم.
مشاركة :