الأمن السعودي يتصدى للاتحاد الثلاثي «القاعدة» و«الحوثيين» وإيران منذ 2007

  • 3/27/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

شكّل الاتحاد الثلاثي بين تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وحركة أنصار الله الحوثية، والاستخبارات الإيرانية، مركز عمليات إرهابية، ومكانها اليمن، تسعى من خلالها إلى محاولة إيجاد الفتن والقلاقل، في داخل الأراضي السعودية، حيث تعمل إيران على تزويد الحوثيين و«القاعدة» الذين يفتقرون للدعم المادي، بالأموال والأسلحة الثقيلة، مقابل تنفيذ مخططاتهم الإرهابية منذ عام 2007، وحتى الآن، لا سيما أن أحد عناصر تنظيم القاعدة (سلم نفسه إلى المملكة) كشف عن المخططات الإرهابية التي تستهدف مواقع مختلفة في المملكة، أبرزها مصافي النفط. تسعى إيران الداعمة إلى الإرهاب، من خلال حركة أنصار الله الحوثية التي تلعب دور الوسيط، في استغلال تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، أداة في تنفيذ مخططاتهم، حيث عرض عليهم الدعم المادي، في عام 2009. بنحو عشرات الملايين بالريال السعودي، مقابل تنفيذ أجندتهم الإرهابية، لصالح الدولة الإقليمية إيران، إلا أن أجهزة الأمن السعودي تصدت لجميع مخططاتهم العملية واللوجيستية والاستخباراتية أيضا. العائد من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، محمد العوفي، الذي تولى القائد الميداني باليمن، التقى قبل أن يسلم نفسه إلى السلطات الأمنية بالسعودية، مجموعة من اليمنيين، اعتقد أنهم من شيوخ القبائل يريدون مبايعته كقائد ميداني للتنظيم في اليمن الذي يترأسه اليمني أبو بصير، ناصر الوحيشي، وكانوا مقبلين من شمال اليمن، ويرتدون اللباس الشعبي (العمامة والخنجر)، حيث ألقوا بأسلحتهم في الأرض، وكان بينه وبينهم خلال الحديث معهم، نحو مسافة 3 أمتار، وذكروا أنهم يتشرفون بالعمل إلى جانب «جماعة العوفي» التي كان يتزعمها في حينه، و«نكون يدا واحدة ضد الحكومة اليمنية، وإذا أرد (أي العوفي) أن يكون الحوثيون أيضا ضد الحكومة السعودية، فهم على استعداد». وسألهم العائد من «القاعدة»، العوفي: «من أين أنتم؟»، فأجابوه أنهم من جماعة عبد الملك الحوثي، وسألهم: «من أين لكم المال؟» قالوا: «نحن لنا مصادر من إيران، نستطيع دعمك بالملايين، ونحن من الطائفة الزيدية، وأقرب لكم يا أهل السنة»، وعلى الفور أمهلهم 24 ساعة أن يخرجوا من الوادي الذي يمتد مسافة 30 كيلومترا، قبل أن تنتهي المهلة ويحدث قتال بينهما. إلا أن جدالا وقع بين العائد العوفي، وزعيم «القاعدة» في اليمن، اليمني ناصر الوحيشي، وكذلك اليمني قاسم الريمي، القائد العسكري هناك، حول عدم تعاون العوفي، مع الحوثيين (الشيعة)، وردوا عليه بأنه لا يعرف ثمن المصلحة التي أفسدها العوفي، حسب رأيهم، وغضبوا منه بسبب أن لديهم ضعفا أمام أي جهة تدفع لهم المال. فيما أكد جابر الفيفي (سلم نفسه للسلطات السعودية بعد أن كان عضوا في التنظيم باليمن) أنه سمع عن قيادات تنظيم القاعدة هناك أنهم يتعاملون مع الحوثيين، وليس هناك أي اقتتال كما يُذكر في وسائل الإعلام. وكانت السلطات الأمنية السعودية استطاعت تضييق الخناق على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وقبضت على بعض القيادات، فيما قتلت وأصابت آخرين في مواجهات جرى التعامل معهم بالمثل، وتم تجفيف المنابع المالية، والتشديد على تداول الأسلحة، وكذلك المواد البدائية التي تُستخدم في وسائل التفجير، الأمر الذي جعلهم ينتقلون إلى اليمن، بسبب وجود خلل في السياسية الأمنية التي كان ينتهجها الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مع جماعة الحوثيين، وفتح المجال لهم للتنقل بالتعاون مع تنظيم القاعدة. وبحسب مصادر سعودية لـ«الشرق الأوسط»، افتعلت حركة أنصار الله الحوثية مع تنظيم القاعدة في اليمن، خلافا، بواسطة استخبارات دولة إقليمية، من أجل ضرب مصالح سعودية، وذلك في محاولة من «التنظيم» و«الجماعة» لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب السعودي. في المقابل، لعبت إيران دورا جديدة في إدارة أعمال تنظيم القاعدة و«جبهة النصرة»، بعد أن احتضنت عددا من المقاتلين القياديين، للتخطيط لأعمال إرهابية، ضد أهداف في السعودية ودبي والأردن، بحيث إن هؤلاء المقاتلين الذين احتضنتهم إيران كانوا يتنقلون بين مدن، منها طهران ومشهد وزهدان، بينما كان حزب الله اللبناني يشرف على المخططات ويعدهم بالتمويل في 2007. وكان السعودي صالح القرعاوي المعروف بـ«نجم الخير»، الزعيم السابق لكتائب عبد الله عزام، يدير عمليات تنظيم القاعدة من إيران، ومعه عدد من الأشخاص الذين كانوا على علاقة بمسؤولين إيرانيين، لضرب أهداف في السعودية لصالح الدولة المستضيفة إيران، لا سيما أنه خطط مع زميله السعودي عبد المحسن الشارخ، المدرج على لائحة العقوبات الدولية في مجلس الأمن الدولي، لاختطاف مجموعة من الأجانب في السعودية. وعملت إيران على تسهيل دخول مقاتلي تنظيم القاعدة إلى أفغانستان خلال الفترة الماضية، وعملت على إعادتهم أخيرا من جديد إلى العراق وسوريا لانضمامهم إلى التنظيمات الإرهابية الجديدة؛ «داعش» و«جبهة النصرة»، كذلك خطط القرعاوي لتفجير مقر القوات الأميركية في الأردن، إذ عرض عليه شخص أردني يدعى «فراس» عزمه على تنفيذ العملية في مقر سكن يرتاده الأميركيون للراحة، بعد خوضهم الحرب في العراق، عبر استهداف 3 سيارات، في مقر السكن، إلا أن العملية فشلت بسبب كشفها من قبل السلطات الأردنية. وكان يدير عملية التنسيق في استقبال المقاتلين من السعودية وآخرين يملكون تسهيلات مالية عالية لسفر المقاتلين إلى مناطق القتال الأخرى، بعلم من السلطات الإيرانية، ومنهم أولمزون أحمدوفيتش صادقييف، المعروف بـ«جعفر الأوزبكي»، وعز الدين عبد العزيز خليل المعروف بـ«زين العابدين السوري»، حيث يعمل أولمزون أحمدوفيتش صادقييف، المعروف بـ«جعفر الأوزبكي»، كان يعد من أهم عناصر «القاعدة» في إيران، ويملك تسهيلات عالية، نتيجة علاقته مع مسؤولين إيرانيين، لا سيما أن وزارة الخزانة الأميركية أكدت أن جعفر الأوزبكي يعمل «بعلم السلطات الإيرانية» على تجنيد مقاتلين لصالح جبهة النصرة، ويدير شبكة مسؤولة عن نقل الأموال والمقاتلين الأجانب عبر تركيا.

مشاركة :