قام صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مساء اليوم وفي معيته سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بزيارة الى مبنى وزارة الخارجية. هذا وقد كان في استقبال سموه نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح ونائب وزير الخارجية خالد سليمان الجارالله وكبار المسؤولين بوزارة الخارجية. وقد حضر اللقاء رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم وأصحاب السمو والمعالي كبار الشيوخ وسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء وكبار المسؤولين بالدولة. وقد ألقى سموه رعاه الله كلمة بهذه المناسبة هذا نصها: "بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين معالي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية معالي خالد سليمان الجارالله نائب وزير الخارجية أصحاب المعالي والسعادة .. بناتي وأبنائي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسرني أن أهنئكم بشهر رمضان المبارك أعاده الله علينا جميعا وعلى وطننا العزيز والأمتين العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات. كما يسرني وأخي سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وأخي معالي نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وأخي سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح والوفد المرافق أن نشارككم احتفالكم باستكمال تطوير وتوسعة مقر ديوان الوزارة. أصحاب المعالي والسعادة .. بناتي وأبنائي ونحن نحتفل معكم اليوم نستذكر بالتقدير الدور البناء الذي قام به هذا الكيان عبر ستة عقود مضت ساهم في رفعة اسم بلدنا الغالي الكويت والعمل على تبوئها مكانة مرموقة بين دول العالم عبر جهد دبلوماسي مميز استطعنا من خلاله أن نمارس دورا مؤثرا في العديد من أحداث العالم وأن ننال تقدير وإعجاب الأسرة الدولية لهذا الدور المميز. ولقد كنتم في ممارستكم لهذا الدور تنطلقون من قواعد راسخة سعينا إلى إرسائها منذ البداية لتمثل عقيدة آمنا بها وعملنا بهديها ترتكز على الحرص بمد جسور السلام وإرساء التعاون بين دول وشعوب العالم لخلق مصالح مشتركة بعيدا عن التدخل في شؤون الآخرين والحفاظ على حسن الجوار والتمسك بقرارات الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي كما عملنا ومن منطلق إنساني بحت على مد يد العون وتقديم المساعدات الإنسانية لكل محتاج في مختلف بقاع الأرض بلا قيد أو شرط ولعل ما يقوم به الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والمؤسسات الخيرية الكويتية خير مثال على هذا النهج الذي نستمده دائما من مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف وإرث لا ينضب لأجيال سابقة في فعل الخير من أهل الكويت. أصحاب المعالي والسعادة .. بناتي وأبنائي لقد مضى على عضوية دولة الكويت غير الدائمة في مجلس الأمن قرابة عام ونصف استطاعت من خلالها الدبلوماسية الكويتية أن تمارس دورا مميزا اتسم بالواقعية والتوازن حيال ما يطرح من قضايا للبحث في مجلس الأمن ولقد استحق ذلك استحسان وإعجاب العديد من دول العالم رغم حساسية وأهمية القضايا التي كانت محل بحث في مجلس الأمن وقد تمكنت الدبلوماسية الكويتية وبنجاح باهر أن تمثل المجموعة العربية والإسلامية خير تمثيل وأن تكون مدافعا عن قضايا أمتينا العربية والإسلامية. وأود أن أؤكد هنا بأن كل ذلك ما كان ليتحقق لولا تلك الكوكبة من الدبلوماسيين والدبلوماسيات الذين كانوا يضعون الكويت ومصلحتها نصب أعينهم وعلى رأس أولوياتهم كما أنهم مدعوون دائما لتوفير الرعاية والاهتمام لأبنائنا في الخارج لحل مشكلاتهم والحفاظ على مصالحهم. يدرك جميعنا أننا نعيش في ظروف بالغة الدقة والخطورة ويدرك أيضا وتيرة التصعيد المتسارعة في منطقتنا والتي نرجو معها أن يعود الهدوء إلى المنطقة وأن تسود الحكمة والعقل في التعامل مع الأحداث من حولنا ولا شك بأن هذه الظروف والتحديات التي نواجهها تضاعف من مسؤوليتكم ومن ضرورة مواصلتكم لجهودكم الدبلوماسية لتحقيق المصالح العليا لوطنكم. وختاما نبتهل في هذه الأيام المباركة إلى المولى تعالى أن يحفظ وطننا الغالي ويديم عليه نعمة الأمن والأمان وأن يتغمد بواسع مغفرته ورضوانه شهداء الوطن الأبرار من اخواننا الدبلوماسيين ويسكنهم فسيح جناته راجيا لكم دوام التوفيق والنجاح في خدمة بلدكم ورفعة اسمها وتحقيق مصالحها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته". كما ألقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية كلمة بهذه المناسبة هذا نصها: "بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله معالي رئيس مجلس الأمة السيد مرزوق علي الغانم الموقر أصحاب السمو والمعالي الشيوخ الموقرين سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء حفظه الله أصحاب المعالي والسعادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنه لشرف عظيم يا صاحب السمو أن نحظى بلقائكم في هذه الليالي المباركة وكم يسعد أبناؤكم في وزارة الخارجية أن تكون سنة حميدة للقاء سموكم في هذه الأيام المباركة من الشهر الفضيل من كل عام لنؤكد من خلالها لسموكم الكريم تجديدنا للولاء وعزمنا على مواصلة العطاء وبذل الجهد في ظل توجيهاتكم السديدة خدمة للمصالح العليا لكويتنا الحبيبة. صاحب السمو كنا في لقاء سموكم قبل عام مضى في الشهور الأولى لعضويتنا غير الدائمة في مجلس الأمن حيث بدأناها متسلحين بتوجيهاتكم ورعايتكم لنا ليتسم دورنا في مجلس الأمن بالدور المتوازن معبرا عن نهج دبلوماسي راق ومتوازن يضع مصالحنا العليا في المقدمة ويستجيب لهموم ومشاغل أمتينا العربية والإسلامية واليوم نعاهد سموكم على مواصلة هذا النهج لنكمل مسيرة عضوية ناجحة محل تقدير وإعجاب المجتمع الدولي. صاحب السمو ونحن نحتفل اليوم مع سموكم باستكمال تطوير وتوسعة هذا الصرح فإننا نؤكد أن هذا المبنى وإذ كنا قد نجحنا في تغيير معالمه فإن توجيهاتكم السامية لا زال يتردد صداها في أرجائه وهي التي كانت ولا زالت تمثل نبراسا لنا وهديا في عملنا وجهدنا الدبلوماسي وسيبقى كل جزء منه شاهدا على عطائكم وحرصكم وأنتم يا صاحب السمو ترسون قواعد الدبلوماسية الكويتية لعقود عديدة مضت. صاحب السمو ندرك أننا نعيش في منطقة ملتهبة ومشهد سياسي قاتم ففي جانب منه يؤلمنا تدهور أوضاع أشقاء لنا وخلاف استمر طويلا عكر صفو سمائنا وفي جانب آخر من ذلك المشهد نعيش تصعيدا لأوضاعنا ينبئ عن تداعيات خطيرة تستوجب منا التعامل بكل الحيطة والحذر والدفع بالجهود الهادفة إلى النأي بمنطقتنا عن التوتر والصدام. صاحب السمو يعاهدكم أبناؤكم بأنهم سيواصلون المسيرة بهديٍ من توجيهاتكم السامية وسيضيفون المزيد من الإنجازات الدبلوماسية الكويتية التي استطاعوا من خلالها إضفاء المصداقية على دورنا في المحافل الدولية وعلى كل المستويات ذلك الدور الذي استند إلى مبادئ وقواعد وجهتمونا يا صاحب السمو إلى الالتزام بها دائما في علاقاتنا الدولية وهي احترام سيادة الدول والحفاظ على حسن الجوار والتمسك بقواعد القانون الدولي والعمل على تعزيز الأمن والسلم الدوليين وإعطاء الأولوية لدعم الأوضاع الإنسانية الصعبة. كما نعاهد سموكم أننا في إطار هذا الدور سوف نواصل إيلاء أبناء وطننا الغالي أهمية قصوى من الرعاية والاهتمام والمساعدة في حل ما يعترضهم من مشكلات والحفاظ على مصالحهم في الخارج. في الختام نتضرع إلى الباري عز وجل أن يمتع سموكم بموفور الصحة والعافية وأن يحفظكم برعايته وعنايته وأن يصون لوطننا الغالي أمنه واستقراره وازدهاره في ظل قيادتكم الحكيمة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته". وقد قام حضرة صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي العهد حفظهما الله بالتوقيع على سجل الشرف. وتم خلال هذه الزيارة إهداء سموه حفظه الله ورعاه وسمو ولي العهد حفظه الله هدايا تذكارية بهذه المناسبة.
مشاركة :