تسبّبت معارك عنيفة دارت، أمس الثلاثاء، في شمال غربي سوريا بين قوات الجيش السوري من جهة و«هيئة تحرير الشام» والفصائل المتحالفة معها من جهة ثانية، بمقتل 23 مقاتلاً من الطرفين، بحسب المرصد السوري، فيما أعرب مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن القلق البالغ إزاء التصعيد العسكري في شمال غربي البلاد ومصير أطفال في مخيمات مجهولة بالحسكة.وبدأت الاشتباكات إثر شنّ «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) هجوماً انتحارياً بسيارة مفخخة استهدف القوات الحكومية داخل بلدة كفرنبودة، الواقعة في ريف حماة الشمالي الملاصق لمحافظة إدلب، وفق المرصد. وأدّت الاشتباكات إلى مقتل 14 عنصراً من «هيئة تحرير الشام» والفصائل المسلحة، بينما قتل تسعة عناصر من القوات الحكومية، خمسة منهم جرّاء الهجوم الانتحاري، بحسب المرصد. وأفاد المرصد شنّ مقاتلات سورية غارات على مناطق عدة في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، تزامنت مع غارات روسية طالت مناطق في ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي. وتسبّبت قذائف أطلقتها فصائل مسلحة متمركزة في ريف حلب الغربي على مدينة حلب بإصابة ستة مدنيين بجروح، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السورية.من جهة أخرى، قال قائد بالقوات الحكومية السورية «تصدت قوات الجيش السوري والقوات الموالية له لهجوم واسع شنته فصائل المعارضة على كفرنبودة، وسقط عشرات القتلى والجرحى من عناصر المجموعات المسلحة، كما دمر سلاح الطيران عدداً من الآليات التي تحمل أسلحة متوسطة وقتل من كان بداخلها، كما دمر الجيش السوري عربة (بي إم بي) مفخخة يقودها انتحاري من جبهة النصرة قبل وصولها إلى بلدة كفرنبودة».ومن جانبه، أكد مصدر في الجبهة الساحلية التابعة للجيش السوري الحر المعارض «قصف مقاتلي الجبهة الساحلية بصواريخ من نوع جراد مطار أسطامو العسكري بريف اللاذقية». وكانت قوات المعارضة قد أرسلت خلال الأيام الماضية المئات من المقاتلين من جبهات ريف حلب وإدلب إلى ريف حماة لشن هجوم كبير لاستعادة المناطق التي خسرتها خلال الأسابيع الماضية. في غضون ذلك، قالت المتحدثة الإعلامية باسم المكتب مارتا هورتادو في إيجاز صحفي بالأمم المتحدة إن الغارات الجوية والهجمات الأرضية لاتزال متواصلة في أجزاء مختلفة من محافظتي إدلب وحماة. وأوضحت أن التصعيد العسكري الأخير منذ نهاية شهر إبريل الماضي قد أسفر عن مصرع ما لا يقل عن 105 أشخاص وفرار نحو 200 ألف آخرين على الأقل من الأعمال العدائية في جنوب إدلب وشمال حماة. وفي الوقت ذاته أعربت هورتادو عن قلق الأمم المتحدة إزاء مصير ما يقرب من 2500 طفل تقل أعمارهم عن 12 عاماً منسوبين الى آباء ينتمون إلى تنظيم «داعش» ويتم احتجازهم مع أمهاتهم في حين أن الأطفال الذين تزيد أعمارهم على 12 عاما قد اقتيدوا من أمهاتهم واحتجزوا في «مستوطنات» منفصلة ومجهولة الهوية. (وكالات)
مشاركة :